منذ ثلاثة أشهر طالع العالم اختراقاً لأجواء سماء الولايات المتحدة الأمريكية كان الأول من نوعه، اختراقاً لبلد خاض الحروب منها عالمية وأخرى دون ذلك على غير أرضه، ناهيك عن حروب عدة أدارها عن بعد.

واليوم يطالع العالم اختراقاً لسماء الكرملين ذاك الحصن المنيع، الذي يأوي رئيس قوة عسكرية، لأكبر الأجهزة الأمنية والمُخابراتية، وهو مَن رَهنُ أنامِلهِ مكابِسُ أضخم التِّرساناتِ النّووية، ومن تَمَنَّعَ بالحَشاءِ بين رُكام أموات الحرب دون الهلاكِ، قبل أن يأتي إلى الحياةِ، فهل يُخيَّلُ أن تَطالهُ المحلِّقاتُ من المُسيَّراتِ؟!

فالاختراق الأول تباينت التَّصريحاتُ بشأنه، ما بين مآرِب التجسّس والخروج عن المسارِ خَطأً، فيما تضاربت البيانات بشأن الاختراق الأخير ما بين استهداف متَعمَّد وبين ادعاء مُغرِض.

فكيف يعقل أن من لم يتمكن بعد من استرجاع أمن بلاده وما تمَّ السّيطرة عليه منها تحت لواءٍ غير لوائه، ومن هو، يُراهِن في ذلك على الإمدادِ والعتادِ مِن حلفاء اليوم؟! من خَلفِيتُه تَبلورَت تحتَ الأضواءِ وبين العَدساتِ!

وهل يعقلُ أنّ من يملك العتادَ والزّادَ، من ذَادَ عن حِمَى أطرافِ مَوطنهِ، بل حتّى عن تَمركزِ أيَّ معسكَرٍ على مشارفها أن يَغفَل عن صونِ مشارفِ سَقف مَأمنه؟!

فَيَا تُرى هل هذه الاختراقات الجويّة لأقوى الدول العالمية هي في الحقيقة سيناريوهات درامية ظهرت كأسلوب مستحدث لعمليات جسّ نبض إعلامية؟ أم هي تكتيكات إستراتيجية لمُناورات عسكرية مُزعَمة؟