الدول التي تنظر للمستقبل تركز في عملها دائما على تصحيح أي مسارات كانت تعيقها، وعليه تراها في سعي دائم للتطوير والتجديد وفتح آفاق أوسع لتعزيز الاقتصاد وصناعة حياة آمنة ومستقرة للأفراد، وعلى الصعيد الخارجي تحرص على توسيع قاعدة العلاقات والتعاون القائم على الثقة.
هذه هي الدول التي تعمل بإيجابية، واضعة في اعتبارها أهمية كل الجوانب الداخلية والخارجية، فالاستقرار يتطلب وفاء الجوانب حقها، ويتطلب عملا يوميا مستمرا وجادا يقوده أشخاص مؤهلون يعملون بموجب الرؤية والرسالة المحددتين كأهداف في كل قطاع.
لكن هناك عوامل ومتغيرات تفرض أحيانا حالة عدم الاستقرار أو التشتت في عملية التركيز، وأكثر العوامل المزعجة هي تلك التي تأتي من الخارج، وبالأخص حينما تدرك أن هناك جهات يزعجها أن ترى دولا بعينها تعيش في استقرار وينمو اقتصادها ويسعد شعبها.
هذه القاعدة لو جئتم لتبحثوا عن أمثلة لها ستجدون الكثير جدا. يكفي أن تبحثوا عن توارد أسماء أطراف خارجية تحاول دائما إقحام نفسها في قضايا مختصة بدول أخرى، بل تنصب نفسها وصية على مصائر دول وشعوب، بدلاً من أن تنشغل بنفسها وبشعوبها.
تذكرون الانتقادات العديدة التي طالت على سبيل المثال هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية خلال حقبة الرئيس باراك أوباما، وذلك حينما سعت للترشح الرئاسي في مواجهة دونالد ترامب؟! إذ في المناظرات الثلاث، ورغم كثير من الاختلاف حول شخصية ترامب وسلوكاته وحدة كلامه، فإن هيلاري فشلت في هز صورته بالمقارنة مع ما قدمته من رؤية وتطلعات كان كثير منها يتحدث عن ملفات خارجية، بينما الشعب الأمريكي تهمه ملفاته الداخلية. وبالتالي سقطت أمام ترامب لأنها حاول تبرير سياسة إدارتها بالتدخل في دول وشعوب، بل في صرف مليارات بالخارج على أمور لا يكترث بها الشعب الأمريكي.
اليوم، في ظل نجاح دول عديدة لها وزنها وثقلها على الخارطة الدولية، وفي ظل نجاحها في «نفض» بل «تمزيق» المظلة الأمريكية التي كانت تُصور على أنها «أمر حتمي» على كثير من الدول والملفات، بدأت الأوجاع الداخلية الأمريكية تبرز بقوة، سواء بشأن التضخم المالي أو العجز التريليوني وانتقاد الكثيرين لسياسات الإدارة الحالية إلى درجة رغبة الكثيرين بعودة ترامب للبيت الأبيض.
ترك الداخل والتركيز على الخارج، بل على حساب الناس بالداخل، أمور كلها تقود الدول إلى دوامة فوضى محتومة. في المقابل الانشغال بإرضاء الخارج أو كسب قبولهم بشأن ما تقوم به داخليا أمر فيه تضييع للوقت؛ لأن هذه الجهات لا تمنح أحدا «صك الكمال»، ومن هي أصلا حتى تمتلك هذا الحق؟! وبالتالي أي إنجاز يحقق سيقومون بتقزيمه أو انتقاده، لأن استقرارك بالنسبة لهم يعني «إغلاق باحة اللعب السياسي» التي من خلالها يدخلون ويحاولون فرض ضغوطات ووصاية.
لكم فيما فعلته دول كبرى وعظمى مثل السعودية والصين وروسيا واليابان وغيرها مثال صارخ، وكيف أن الولايات المتحدة لم تعد كما كانت تروج له بأنها «سيدة العالم»، وعليه فإن كل دولة ونظام يسعى للتطوير ومواجهة تحديات المستقبل، عليه أن يركز على العوامل أعلاه وينجح فيها ويتفوق.
إصلاح الداخل وتطويره وخلق بيئة آمنة وسعيدة للشعوب، وتعزيز العلاقات الخارجية مع الجهات «التي تستحق الثقة»، هي المعادلة لضمان استقرار أمني واقتصادي يدوم عقوداً طويلة قادمة.
هذه هي الدول التي تعمل بإيجابية، واضعة في اعتبارها أهمية كل الجوانب الداخلية والخارجية، فالاستقرار يتطلب وفاء الجوانب حقها، ويتطلب عملا يوميا مستمرا وجادا يقوده أشخاص مؤهلون يعملون بموجب الرؤية والرسالة المحددتين كأهداف في كل قطاع.
لكن هناك عوامل ومتغيرات تفرض أحيانا حالة عدم الاستقرار أو التشتت في عملية التركيز، وأكثر العوامل المزعجة هي تلك التي تأتي من الخارج، وبالأخص حينما تدرك أن هناك جهات يزعجها أن ترى دولا بعينها تعيش في استقرار وينمو اقتصادها ويسعد شعبها.
هذه القاعدة لو جئتم لتبحثوا عن أمثلة لها ستجدون الكثير جدا. يكفي أن تبحثوا عن توارد أسماء أطراف خارجية تحاول دائما إقحام نفسها في قضايا مختصة بدول أخرى، بل تنصب نفسها وصية على مصائر دول وشعوب، بدلاً من أن تنشغل بنفسها وبشعوبها.
تذكرون الانتقادات العديدة التي طالت على سبيل المثال هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية خلال حقبة الرئيس باراك أوباما، وذلك حينما سعت للترشح الرئاسي في مواجهة دونالد ترامب؟! إذ في المناظرات الثلاث، ورغم كثير من الاختلاف حول شخصية ترامب وسلوكاته وحدة كلامه، فإن هيلاري فشلت في هز صورته بالمقارنة مع ما قدمته من رؤية وتطلعات كان كثير منها يتحدث عن ملفات خارجية، بينما الشعب الأمريكي تهمه ملفاته الداخلية. وبالتالي سقطت أمام ترامب لأنها حاول تبرير سياسة إدارتها بالتدخل في دول وشعوب، بل في صرف مليارات بالخارج على أمور لا يكترث بها الشعب الأمريكي.
اليوم، في ظل نجاح دول عديدة لها وزنها وثقلها على الخارطة الدولية، وفي ظل نجاحها في «نفض» بل «تمزيق» المظلة الأمريكية التي كانت تُصور على أنها «أمر حتمي» على كثير من الدول والملفات، بدأت الأوجاع الداخلية الأمريكية تبرز بقوة، سواء بشأن التضخم المالي أو العجز التريليوني وانتقاد الكثيرين لسياسات الإدارة الحالية إلى درجة رغبة الكثيرين بعودة ترامب للبيت الأبيض.
ترك الداخل والتركيز على الخارج، بل على حساب الناس بالداخل، أمور كلها تقود الدول إلى دوامة فوضى محتومة. في المقابل الانشغال بإرضاء الخارج أو كسب قبولهم بشأن ما تقوم به داخليا أمر فيه تضييع للوقت؛ لأن هذه الجهات لا تمنح أحدا «صك الكمال»، ومن هي أصلا حتى تمتلك هذا الحق؟! وبالتالي أي إنجاز يحقق سيقومون بتقزيمه أو انتقاده، لأن استقرارك بالنسبة لهم يعني «إغلاق باحة اللعب السياسي» التي من خلالها يدخلون ويحاولون فرض ضغوطات ووصاية.
لكم فيما فعلته دول كبرى وعظمى مثل السعودية والصين وروسيا واليابان وغيرها مثال صارخ، وكيف أن الولايات المتحدة لم تعد كما كانت تروج له بأنها «سيدة العالم»، وعليه فإن كل دولة ونظام يسعى للتطوير ومواجهة تحديات المستقبل، عليه أن يركز على العوامل أعلاه وينجح فيها ويتفوق.
إصلاح الداخل وتطويره وخلق بيئة آمنة وسعيدة للشعوب، وتعزيز العلاقات الخارجية مع الجهات «التي تستحق الثقة»، هي المعادلة لضمان استقرار أمني واقتصادي يدوم عقوداً طويلة قادمة.