وليد صبري - فيديو: محمد عزالدين، مونتاج: نايف صالح
* ولدتُ في المنامة وعشِقتُ الحالة حيث الأهل والأصدقاء والأصحاب
* أخي عبدالحميد كان الأب بعد وفاة والدي
* تعلّمت أصول وفنون التجارة منذ الإعدادية
* عملي مع إطارات السيارات خلال الإجازة كان إلزامياً
* تخصّصت في التسويق خلال دراستي الجامعية في أمريكا
* توليت إدارة مكتب الشركة في جازان بعد الدراسة الجامعية
* لنحو 16 عاماً مصنع القوارب وقسم البحرية تحت إدارتي
* والدي "عبدالجبار محمود الكوهجي" أول وأقدم وكيل لـ"ياماها" في العالم
* أنشطة المجموعة تتضمن الإلكترونيات والبحرية والإطارات والمشروعات والتعليم
* مجلس النواب كان تجربة وأعتز بخدمة الوطن في أي موقع
* أسعد أيام حياتي عندما رُزقت ببناتي الثلاث
* رحيل والدتي وأخي عبدالحميد أقسى لحظات حياتي
* لم أندم على قرار لكني أتعلم وأستفيد منه في مسيرتي
* حكمتي المفضّلة.. "لا يوجد شيء مستحيل"
"لا يوجد شيء مستحيل"، بهذه المقولة لخص رجل الأعمال وعضو مجلس النواب السابق عيسى الكوهجي سيرته ومسيرته التي امتدت لنحو 45 عاماً، تعلّم خلالها أسرار وفنون وخبايا التجارة والمال والأعمال، مؤكداً عشقه لمنطقة الحالة في المحرق، حيث الأهل والأصدقاء والأصحاب، رغم أنه من مواليد المنامة، منوهاً إلى أنه تعلّم أصول وفنون التجارة منذ أن كان في المرحلة الإعدادية، حيث كان ملتزماً بالعُرف العائلي، وهو، إلزامية العمل أثناء الإجازة الصيفية، حيث كانت البداية من خلال العمل في محلات الإطارات التي يمتلكها والده المرحوم عبدالجبار الكوهجي. واستذكر عيسى الكوهجي، أخاه، المرحوم عبدالحميد، الذي وصفه بأنه "كان الأب بعد وفاة والده، وهو في سن صغيرة"، وإصراره على أن يكون جميع الإخوة يداً واحدة متعاونين تحت مظلة الشركات التي أسسها والدهم، مؤكداً أنه "لم يدّخر جهداً في دعمي وإخواني من أجل ممارسة العمل التجاري واحترافه".
وقد تدرَّجت مسيرة عيسى الكوهجي في التجارة حيث شهدت صعوداً ملحوظاً من خلال انتقاله ما بين إدارة مكتب الشركة في جازان بعد الدراسة الجامعية، ثم توليه إدارة مصنع القوارب وقسم البحرية لنحو 16 عاماً. ووصف رجل الأعمال وعضو مجلس النواب السابق تجربته في العمل النيابي بأنها "تجربة يعتز بخوض غمارها"، مؤكداً أن "كل قراراتي التي اتخذتها لم أندم عليها، ولكن تعلمت منها في مسيرتي الحياتية والمستقبلية"، وإلى نص الحوار:
هل لنا أن نتحدث عن النشأة والدراسة؟
- أنا من مواليد عام 1969، وأنا الوحيد بين إخواني المولود في المنامة، أما باقي الإخوان والأخوات فقد ولدوا في منطقة الحالة، حيث كان سكن الوالد، نشأنا في الحالة حتى عام 1967، حيث انتقلنا إلى المنامة، وكنت أتنقل خلال طفولتي ما بين منطقة الحالة والمنامة، إذ ظل هذا الشوق المرتبط بالحالة وأهلها وذكريات الطفولة والصبا.
درستُ في المرحلة الابتدائية في مدرسة عبدالرحمن الداخل ثم في مدرسة أحمد الفاتح بالمرحلة الإعدادية، وفي المرحلة الثانوية، درستُ في مدرسة المنامة التجارية، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية توجهت إلى أمريكا لإتمام الدراسة الجامعية، حيث تخصصت في التسويق، حتى عودتي لأرض الوطن، نهاية عام 1993، حيث بدأ ولوجي إلى عالم التجارة والاقتصاد والأعمال، والجدير بالذكر أن بدايتي بالعمل التجاري كانت مبكرة منذ كنت طالباً في الصف الأول الإعدادي، إذ إن قانون العائلة أو لنقل العرف العائلي، هو، إلزامية العمل أثناء الإجازة الصيفية حيث ذلك بدأ منذ تعاطي والدي رحمه الله مع الأخ الأكبر عبدالحميد رحمه الله وأخي عبدالله حيث علمهما التجارة باكراً.
كانت البداية.. العمل في محلات الإطارات التي نمتلكها، وأستذكر أن أول محل عملت فيه كان بشارع الشيخ عبدالله بالمحرق.. في تلك الأثناء لم تكن الآلات الحديثة قد دخلت الأسواق، حيث إن تغيير الإطارات يتم يدوياً، باستخدام السواعد القوية، وقد استفدت من تلك التجارب كثيراً حيث أصقلتني وعلمتني الكثير ليس فقط على مستوى التجارة وأسرارها وإنما التعامل مع الآخرين وبناء العلاقات.
كيف دخلتَ إلى عالم التجارة ورجال الأعمال؟
- بعد عودتي من أمريكا، عدت إلى البحرين، ثم التحقت بالعمل التجاري مع إخواني، وكان ذلك في نهاية عام 1993، حيث توجّهت إلى العمل في مكتب الشركة الخاص بالمواد البحرية في جازان بالمملكة العربية السعودية، إذ أغادر البحرين مساء يوم السبت متوجهاً للعمل في جيزان بالمملكة العربية السعودية حتى مساء الخميس حيث أعود مرة أخرى للبحرين. واستمر هذا النظام نحو عامين، إلى أن افتتحنا مصنع القوارب في مملكة البحرين، حيث توليت مسؤوليته، وبدأنا العمل من الصفر وكان ذلك نهايات 1994 حتى عام 2000، بعدها توليت مسؤولية قسم البحرية، لنحو عشر سنوات أي حتى العام 2010، إذ كان موعدي مع تجربة جديدة وخدمة وطنية متميزة بخوض غمار انتخابات مجلس النواب.
ما دور الأخ الأكبر بالنسبة إليك في مسيرة حياتك؟
- توفي والدي رحمه الله في عام 1974، وكان عمري آنذاك 5 سنوات، وكان الأخ عبدالحميد رحمه الله هو الوالد بالنسبة لنا، حيث كان عمره في ذلك الوقت نحو 24 عاماً، مسؤولاً عن 14 شخصاً في العائلة، إذ بعد رحيل الأب رحمه الله تغيّرت بعض الأمور حيث التحق ثلاثة من الإخوان بالعمل التجاري، فإلى جانب أخي عبدالحميد، رافقه بالعمل عبدالله، ومحمود، وكان كل من الأخ محمد وجمال، خارج البحرين، فيما كنت وأخي سليم صغار السن آنذاك. عبدالحميد كان أخاً استثنائياً.. حيث أصر على أن يكون جميع الإخوة يداً واحدة متعاونين تحت مظلة الشركات التي أسسها والدي، فلم يدخر جهداً في دعمي وإخواني من أجل ممارسة العمل التجاري واحترافه.
كيف بدأ ولوج العائلة في التجارة؟
- جدي ووالدي وأعمامي رحمهم الله جميعاً هم من بدؤوا العمل التجاري حيث انطلق جدي بعالم التجارة في العام 1890، وكان الجد يستورد أقمشة من الهند ويقوم ببيعها في البحرين، وقد التحق والدي وعمي مع جدي في التجارة، كما كان جدي يستورد أيضاً سيارات بريطانية، حيث استطاع أن يستقطب سيارات "ستاندرد" البريطانية ويبيعها في البحرين، وكان الوالد قد درس في الهند بكل ما يتعلق بصيانة وتصليح "الراديوهات"، قبل أن يلتحق بالعمل مسانداً لجدي، حيث استطاع أن يستقطب سيارات "بيجو" و"رينو" و"جاكوار"، وكان هو الوكيل الوحيد لها في البحرين.
اتجه والدي لتجارة قطع غيار السيارات، خاصة الإطارات، فحصل على توكيل إطارات "بريجستون"، ثم بعد ذلك، فكر في استقطاب المحركات والماكينات للقوارب البحرية، خاصة وأن البحرين بها الكثير من البحارة، بحكم الموقع الجغرافي للبلاد، ومن ثم حصل على توكيل "ياماها"، و"يانمار" اليابانيتين. فاليوم تعتبر "مجموعة عبدالجبار الكوهجي" في البحرين هي أول وأقدم وكيل لوكالة "ياماها" خارج اليابان على مستوى العالم.
وهنا تستحضرني قصة طريفة لا أزال أتذكرها، مفادها أنه وفي العام 1996، توجهت إلى اليابان للحصول على دورة تدريبية في صيانة محركات الـ"ياماها"، وفوجئت بالمسؤولين بعد انتهاء الدورة يخبرونني بأن أحد القيادات في شركة "ياماها" يرغب في لقائي. واكتشفت عند لقائه أنه الشخص الذي مثّل الشركة اليابانية أمام والدي رحمه الله بتوقيع عقد الوكالة في العام 1960 في المنامة.
ماذا عن الأنشطة التجارية المختلفة للمجموعة وكيف تطوّرت؟
- نحن لدينا تجارة الإلكترونيات، ثم الإطارات، والمحرّكات والماكينات البحرية، ثم توسعنا في عام 1974، لتشمل تجارتنا، الأثاث، وفي العام 1980 أسسنا مصنع دلمون للأثاث، وشيئاً فشيئاً بدأت التجارة تتسع، إذ وقعنا مع شركة "إل جي" لنكون وكيل الشركة في البحرين في العام 1980، وكانت الشركة وقتها تسمى "جولد ستار"، واستطعنا الحفاظ على ثقة الشركة على مدار أكثر من 43 عاماً، هكذا تنوعت الأنشطة التجارية المختلفة للمجموعة وأصبحت تغطي الإلكترونيات، والبحرية، والإطارات، والمشروعات الكبيرة المختصة بالأثاث والتشطيبات المختلفة للعمارات والبنايات، بالإضافة إلى المحور التعليمي، ومؤخراً تجارة المجوهرات.
هل لنا أن نتطرّق إلى تجربة مجلس النواب؟
- من الرائع أن تكون لك بصمات وطنية لرد جزء يسير من حق الوطن، حيث ترشحت لمجلس النواب لثلاث دورات متتالية وقد وفقني الله وبثقة الناخبين من الفوز من الدور الأول في كل الجولات.. تلك مرحلة من مراحل حياتي، وتجربة أعتز بخوض غمارها، فيجب على كل مواطن قادر على خدمة وطنه في أي موقع وأي منصب ألا يتردد في ذلك.
كانت لكم تجربة متميزة في رئاسة لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في مجلس النواب خاصة ما يتعلق بمناقشة الميزانية.. كيف تعاملتم مع الأمر في ذلك الوقت.. وأهم القرارات التي اتخذتها اللجنة؟ وبماذا تنصح النواب؟
- دائماً ما تكون مناقشات الميزانية صعبة، خصوصاً في الأوقات التي تكون فيها ضغوطات اقتصادية، وهو أمر عالمي لا يتعلق بدولة دون أخرى، وأعتقد أنني اجتهدت بما أستطيع خلال تلك المرحلة.
هل تفكر في خوض الانتخابات النيابية مرة أخرى؟
- لا يوجد توجّه معيّن خلال هذه الفترة، وحالياً عدت لممارسة العمل التجاري مع الإخوان.
ماذا عن علاقتك مع نادي الحالة وعشقك للفريق البرتقالي؟
- أفضل أيام طفولتي كانت عندما أذهب إلى منطقة الحالة، لأن أصدقائي وأبناء العمومة كانوا هناك، كما كانت لدينا صلة وطيدة بالنادي، وكان أخي عبدالحميد رحمه الله، رئيساً للنادي في فترة من الفترات، وأنا مشجّع متعصّب لنادي الحالة.
ما هي أبرز الهوايات والاهتمامات؟
- أعشق ركوب الخيل، وأمارسه حتى الآن، وفي وقت من الأوقات كنت أمارس رياضة سباق السيارات.
هل من الممكن أن تترشح لعضوية مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين؟
- في الوقت الراهن لا توجد خطط محددة.
ماذا عن الأسرة الصغيرة؟
- أنا متزوج ولديّ 3 بنات.
ما هي الحكمة التي تؤمن بها؟
- المقولة التي أعتز بها هي أنه "لا يوجد شيء مستحيل".
ما أسعد أيام حياتك؟
- أسعد أيام حياتي، أيام رُزقت ببناتي.
ما هي اللحظات التي لا ترغب في أن تعيشها أو تمر بها مرة أخرى؟
- بالتأكيد، وفاة والدتي، وأخي عبدالحميد، رحمهما الله.
ما هو القرار الذي اتخذته ولم تندم عليه؟
- كل قراراتي التي اتخذتها لم أندم عليها، وبالتالي لا توجد قرارات ندمت عليها ولكن كل القرارات تعلمت منها في مسيرتي الحياتية والمستقبلية.
ما هي نصيحتكم للشباب؟
- العالم متغيِّر ويصبح مع الوقت أكثر صعوبة، لذا على الشباب الحرص على العلم والتطور ومواكبة العالم، إذ نعول عليهم كثيراً فهم مستقبل هذا الوطن العزيز.
* ولدتُ في المنامة وعشِقتُ الحالة حيث الأهل والأصدقاء والأصحاب
* أخي عبدالحميد كان الأب بعد وفاة والدي
* تعلّمت أصول وفنون التجارة منذ الإعدادية
* عملي مع إطارات السيارات خلال الإجازة كان إلزامياً
* تخصّصت في التسويق خلال دراستي الجامعية في أمريكا
* توليت إدارة مكتب الشركة في جازان بعد الدراسة الجامعية
* لنحو 16 عاماً مصنع القوارب وقسم البحرية تحت إدارتي
* والدي "عبدالجبار محمود الكوهجي" أول وأقدم وكيل لـ"ياماها" في العالم
* أنشطة المجموعة تتضمن الإلكترونيات والبحرية والإطارات والمشروعات والتعليم
* مجلس النواب كان تجربة وأعتز بخدمة الوطن في أي موقع
* أسعد أيام حياتي عندما رُزقت ببناتي الثلاث
* رحيل والدتي وأخي عبدالحميد أقسى لحظات حياتي
* لم أندم على قرار لكني أتعلم وأستفيد منه في مسيرتي
* حكمتي المفضّلة.. "لا يوجد شيء مستحيل"
"لا يوجد شيء مستحيل"، بهذه المقولة لخص رجل الأعمال وعضو مجلس النواب السابق عيسى الكوهجي سيرته ومسيرته التي امتدت لنحو 45 عاماً، تعلّم خلالها أسرار وفنون وخبايا التجارة والمال والأعمال، مؤكداً عشقه لمنطقة الحالة في المحرق، حيث الأهل والأصدقاء والأصحاب، رغم أنه من مواليد المنامة، منوهاً إلى أنه تعلّم أصول وفنون التجارة منذ أن كان في المرحلة الإعدادية، حيث كان ملتزماً بالعُرف العائلي، وهو، إلزامية العمل أثناء الإجازة الصيفية، حيث كانت البداية من خلال العمل في محلات الإطارات التي يمتلكها والده المرحوم عبدالجبار الكوهجي. واستذكر عيسى الكوهجي، أخاه، المرحوم عبدالحميد، الذي وصفه بأنه "كان الأب بعد وفاة والده، وهو في سن صغيرة"، وإصراره على أن يكون جميع الإخوة يداً واحدة متعاونين تحت مظلة الشركات التي أسسها والدهم، مؤكداً أنه "لم يدّخر جهداً في دعمي وإخواني من أجل ممارسة العمل التجاري واحترافه".
وقد تدرَّجت مسيرة عيسى الكوهجي في التجارة حيث شهدت صعوداً ملحوظاً من خلال انتقاله ما بين إدارة مكتب الشركة في جازان بعد الدراسة الجامعية، ثم توليه إدارة مصنع القوارب وقسم البحرية لنحو 16 عاماً. ووصف رجل الأعمال وعضو مجلس النواب السابق تجربته في العمل النيابي بأنها "تجربة يعتز بخوض غمارها"، مؤكداً أن "كل قراراتي التي اتخذتها لم أندم عليها، ولكن تعلمت منها في مسيرتي الحياتية والمستقبلية"، وإلى نص الحوار:
هل لنا أن نتحدث عن النشأة والدراسة؟
- أنا من مواليد عام 1969، وأنا الوحيد بين إخواني المولود في المنامة، أما باقي الإخوان والأخوات فقد ولدوا في منطقة الحالة، حيث كان سكن الوالد، نشأنا في الحالة حتى عام 1967، حيث انتقلنا إلى المنامة، وكنت أتنقل خلال طفولتي ما بين منطقة الحالة والمنامة، إذ ظل هذا الشوق المرتبط بالحالة وأهلها وذكريات الطفولة والصبا.
درستُ في المرحلة الابتدائية في مدرسة عبدالرحمن الداخل ثم في مدرسة أحمد الفاتح بالمرحلة الإعدادية، وفي المرحلة الثانوية، درستُ في مدرسة المنامة التجارية، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية توجهت إلى أمريكا لإتمام الدراسة الجامعية، حيث تخصصت في التسويق، حتى عودتي لأرض الوطن، نهاية عام 1993، حيث بدأ ولوجي إلى عالم التجارة والاقتصاد والأعمال، والجدير بالذكر أن بدايتي بالعمل التجاري كانت مبكرة منذ كنت طالباً في الصف الأول الإعدادي، إذ إن قانون العائلة أو لنقل العرف العائلي، هو، إلزامية العمل أثناء الإجازة الصيفية حيث ذلك بدأ منذ تعاطي والدي رحمه الله مع الأخ الأكبر عبدالحميد رحمه الله وأخي عبدالله حيث علمهما التجارة باكراً.
كانت البداية.. العمل في محلات الإطارات التي نمتلكها، وأستذكر أن أول محل عملت فيه كان بشارع الشيخ عبدالله بالمحرق.. في تلك الأثناء لم تكن الآلات الحديثة قد دخلت الأسواق، حيث إن تغيير الإطارات يتم يدوياً، باستخدام السواعد القوية، وقد استفدت من تلك التجارب كثيراً حيث أصقلتني وعلمتني الكثير ليس فقط على مستوى التجارة وأسرارها وإنما التعامل مع الآخرين وبناء العلاقات.
كيف دخلتَ إلى عالم التجارة ورجال الأعمال؟
- بعد عودتي من أمريكا، عدت إلى البحرين، ثم التحقت بالعمل التجاري مع إخواني، وكان ذلك في نهاية عام 1993، حيث توجّهت إلى العمل في مكتب الشركة الخاص بالمواد البحرية في جازان بالمملكة العربية السعودية، إذ أغادر البحرين مساء يوم السبت متوجهاً للعمل في جيزان بالمملكة العربية السعودية حتى مساء الخميس حيث أعود مرة أخرى للبحرين. واستمر هذا النظام نحو عامين، إلى أن افتتحنا مصنع القوارب في مملكة البحرين، حيث توليت مسؤوليته، وبدأنا العمل من الصفر وكان ذلك نهايات 1994 حتى عام 2000، بعدها توليت مسؤولية قسم البحرية، لنحو عشر سنوات أي حتى العام 2010، إذ كان موعدي مع تجربة جديدة وخدمة وطنية متميزة بخوض غمار انتخابات مجلس النواب.
ما دور الأخ الأكبر بالنسبة إليك في مسيرة حياتك؟
- توفي والدي رحمه الله في عام 1974، وكان عمري آنذاك 5 سنوات، وكان الأخ عبدالحميد رحمه الله هو الوالد بالنسبة لنا، حيث كان عمره في ذلك الوقت نحو 24 عاماً، مسؤولاً عن 14 شخصاً في العائلة، إذ بعد رحيل الأب رحمه الله تغيّرت بعض الأمور حيث التحق ثلاثة من الإخوان بالعمل التجاري، فإلى جانب أخي عبدالحميد، رافقه بالعمل عبدالله، ومحمود، وكان كل من الأخ محمد وجمال، خارج البحرين، فيما كنت وأخي سليم صغار السن آنذاك. عبدالحميد كان أخاً استثنائياً.. حيث أصر على أن يكون جميع الإخوة يداً واحدة متعاونين تحت مظلة الشركات التي أسسها والدي، فلم يدخر جهداً في دعمي وإخواني من أجل ممارسة العمل التجاري واحترافه.
كيف بدأ ولوج العائلة في التجارة؟
- جدي ووالدي وأعمامي رحمهم الله جميعاً هم من بدؤوا العمل التجاري حيث انطلق جدي بعالم التجارة في العام 1890، وكان الجد يستورد أقمشة من الهند ويقوم ببيعها في البحرين، وقد التحق والدي وعمي مع جدي في التجارة، كما كان جدي يستورد أيضاً سيارات بريطانية، حيث استطاع أن يستقطب سيارات "ستاندرد" البريطانية ويبيعها في البحرين، وكان الوالد قد درس في الهند بكل ما يتعلق بصيانة وتصليح "الراديوهات"، قبل أن يلتحق بالعمل مسانداً لجدي، حيث استطاع أن يستقطب سيارات "بيجو" و"رينو" و"جاكوار"، وكان هو الوكيل الوحيد لها في البحرين.
اتجه والدي لتجارة قطع غيار السيارات، خاصة الإطارات، فحصل على توكيل إطارات "بريجستون"، ثم بعد ذلك، فكر في استقطاب المحركات والماكينات للقوارب البحرية، خاصة وأن البحرين بها الكثير من البحارة، بحكم الموقع الجغرافي للبلاد، ومن ثم حصل على توكيل "ياماها"، و"يانمار" اليابانيتين. فاليوم تعتبر "مجموعة عبدالجبار الكوهجي" في البحرين هي أول وأقدم وكيل لوكالة "ياماها" خارج اليابان على مستوى العالم.
وهنا تستحضرني قصة طريفة لا أزال أتذكرها، مفادها أنه وفي العام 1996، توجهت إلى اليابان للحصول على دورة تدريبية في صيانة محركات الـ"ياماها"، وفوجئت بالمسؤولين بعد انتهاء الدورة يخبرونني بأن أحد القيادات في شركة "ياماها" يرغب في لقائي. واكتشفت عند لقائه أنه الشخص الذي مثّل الشركة اليابانية أمام والدي رحمه الله بتوقيع عقد الوكالة في العام 1960 في المنامة.
ماذا عن الأنشطة التجارية المختلفة للمجموعة وكيف تطوّرت؟
- نحن لدينا تجارة الإلكترونيات، ثم الإطارات، والمحرّكات والماكينات البحرية، ثم توسعنا في عام 1974، لتشمل تجارتنا، الأثاث، وفي العام 1980 أسسنا مصنع دلمون للأثاث، وشيئاً فشيئاً بدأت التجارة تتسع، إذ وقعنا مع شركة "إل جي" لنكون وكيل الشركة في البحرين في العام 1980، وكانت الشركة وقتها تسمى "جولد ستار"، واستطعنا الحفاظ على ثقة الشركة على مدار أكثر من 43 عاماً، هكذا تنوعت الأنشطة التجارية المختلفة للمجموعة وأصبحت تغطي الإلكترونيات، والبحرية، والإطارات، والمشروعات الكبيرة المختصة بالأثاث والتشطيبات المختلفة للعمارات والبنايات، بالإضافة إلى المحور التعليمي، ومؤخراً تجارة المجوهرات.
هل لنا أن نتطرّق إلى تجربة مجلس النواب؟
- من الرائع أن تكون لك بصمات وطنية لرد جزء يسير من حق الوطن، حيث ترشحت لمجلس النواب لثلاث دورات متتالية وقد وفقني الله وبثقة الناخبين من الفوز من الدور الأول في كل الجولات.. تلك مرحلة من مراحل حياتي، وتجربة أعتز بخوض غمارها، فيجب على كل مواطن قادر على خدمة وطنه في أي موقع وأي منصب ألا يتردد في ذلك.
كانت لكم تجربة متميزة في رئاسة لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في مجلس النواب خاصة ما يتعلق بمناقشة الميزانية.. كيف تعاملتم مع الأمر في ذلك الوقت.. وأهم القرارات التي اتخذتها اللجنة؟ وبماذا تنصح النواب؟
- دائماً ما تكون مناقشات الميزانية صعبة، خصوصاً في الأوقات التي تكون فيها ضغوطات اقتصادية، وهو أمر عالمي لا يتعلق بدولة دون أخرى، وأعتقد أنني اجتهدت بما أستطيع خلال تلك المرحلة.
هل تفكر في خوض الانتخابات النيابية مرة أخرى؟
- لا يوجد توجّه معيّن خلال هذه الفترة، وحالياً عدت لممارسة العمل التجاري مع الإخوان.
ماذا عن علاقتك مع نادي الحالة وعشقك للفريق البرتقالي؟
- أفضل أيام طفولتي كانت عندما أذهب إلى منطقة الحالة، لأن أصدقائي وأبناء العمومة كانوا هناك، كما كانت لدينا صلة وطيدة بالنادي، وكان أخي عبدالحميد رحمه الله، رئيساً للنادي في فترة من الفترات، وأنا مشجّع متعصّب لنادي الحالة.
ما هي أبرز الهوايات والاهتمامات؟
- أعشق ركوب الخيل، وأمارسه حتى الآن، وفي وقت من الأوقات كنت أمارس رياضة سباق السيارات.
هل من الممكن أن تترشح لعضوية مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين؟
- في الوقت الراهن لا توجد خطط محددة.
ماذا عن الأسرة الصغيرة؟
- أنا متزوج ولديّ 3 بنات.
ما هي الحكمة التي تؤمن بها؟
- المقولة التي أعتز بها هي أنه "لا يوجد شيء مستحيل".
ما أسعد أيام حياتك؟
- أسعد أيام حياتي، أيام رُزقت ببناتي.
ما هي اللحظات التي لا ترغب في أن تعيشها أو تمر بها مرة أخرى؟
- بالتأكيد، وفاة والدتي، وأخي عبدالحميد، رحمهما الله.
ما هو القرار الذي اتخذته ولم تندم عليه؟
- كل قراراتي التي اتخذتها لم أندم عليها، وبالتالي لا توجد قرارات ندمت عليها ولكن كل القرارات تعلمت منها في مسيرتي الحياتية والمستقبلية.
ما هي نصيحتكم للشباب؟
- العالم متغيِّر ويصبح مع الوقت أكثر صعوبة، لذا على الشباب الحرص على العلم والتطور ومواكبة العالم، إذ نعول عليهم كثيراً فهم مستقبل هذا الوطن العزيز.