افتتح الدكتور محمد بن مبارك بن دينه وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر (مجموعة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون)، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسؤولين والمهندسين والخبراء والمتخصصين في قطاعي الطاقة والبيئة من مختلف دول العالم بهدف الاطلاع على التقنية الحديثة التي طورتها المجموعة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون الرامية إلى خفض الانبعاثات الضارة بالبيئة.
و أعرب الوزير عن سعادته الكبيرة باستضافة هذه النوعية من المؤتمرات المتخصصة، مؤكدًا حرص حكومة مملكة البحرين لاستقطاب هذه الفعاليات النوعية التي تهدف إلى تعزيز المعرفة والخبرات لتنعكس بالإيجاب على عمليات التطوير والتحديث التي يتم تنفيذها بالتزامن مع مواكبة أحدث المستجدات في مجال البيئة وحمايتها من مختلف الملوثات الصناعية التي تنتج من العمليات التشغيلية للمصانع.
مشيرًا إلى أن مملكة البحرين تسعى إلى تعزيز السياسات والمشاريع البيئية الطموحة وذلك بالتعاون مع الشركات العملاقة المتخصصة في هذا المجال التي تدعم تنفيذ مبادرات البحرين البيئية للحد من الانبعاثات الكربونية من خلال إزالة الكربون وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة ومضاعفة مصادر الطاقة المتجددة، مؤكدًا أهمية مواصلة الجهود في المرحلة المقبلة للوصول إلى الأهداف البيئية المنشودة الموائمة مع الجهود العالمية للحد من الانبعاثات والوصول إلى الحياد الصفري.
وبيّن الوزير أن الصناعات الثقيلة تمثل أكثر من 20٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من منتجات التصنيع التي تحتاج إلى تقنيات حديثة جديدة بتكلفة تنافسية قادرة على استخلاص الكربون وتخزينه وتحويله إلى منتجات ذات جودة وجدوى تجارية.
وقدم وزير النفط والبيئة الشكر والتقدير إلى شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) لاستضافتها هذه الفعالية البيئية بالتعاون مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وإلى المتحدثين والداعمين وإلى كل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية في مملكة البحرين التي تعتبر فرصة جيدة للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التقنيات والدراسات في هذا الشأن، مشيدًا بما تمتلكه شركة ميتسوبيشي من خبرات وكفاءات شابة منذ تأسيسها في مجال تصنيع الآلات الثقيلة وما قامت به من برامج وأنشطة ومشاريع مع مختلف الشركات العالمية التي أسفرت عن نجاحات متعددة في هذا المجال الحيوي.
من جانبه، أعرب المهندس كمال بن أحمد محمد رئيس هيئة الكهرباء والماء رئيس مجلس إدارة شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، عن سعادته الكبيرة واعتزازه البالغ بالشراكة الفاعلة التي تربط بين (جيبك) ومجموعة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الشراكات من شأنها أن تدعم تمكين الشركات الصناعية من تنفيذ مخططاتها في التحول السريع نحو تحييد الكربون وتحقيق أهداف مملكة البحرين الطموحة فيما يتعلق بالاستدامة.
وقال المهندس ياسر عبد الرحيم العباسي رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "أن ميتسوبيشي تعتبر شركة رائدة في تقنية استخلاص الكربون، وقد سبق التعاون معها في تشييد وحدة لإعادة تدوير غاز ثاني أكسيد الكربون التي أقامتها جيبك داخل مجمعها الصناعي، وذلك ضمن خططها لحماية البيئة وإجراء التحسينات المستمرة لتطوير عملياتها والحفاظ على استدامتها".
وأوضح أن الوحدة التي أنشأتها الشركة اليابانية لمعالجة ثاني أكسيد الكربون قد أسهمت طوال السنوات الماضية في تعزيز وتحسين مستويات الإنتاج القائمة ولهذه الوحدة فوائد طويلة الأمد، حيث أسهمت في توسيع نطاق الأعمال التجارية للشركة وذلك إلى جانب إسهامها في خفض الانبعاثات من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وتقوم الوحدة في الوقت الراهن باستخلاص 450 طن متري يوميًا من غاز ثاني أكسيد الكربون من مداخن إعادة تدوير الميثانول كما بتدويره لإنتاج المزيد من اليوريا والميثانول، الأمر الذي يسهم إسهامًا مباشرًا في تخفيض البصمة الكربونية للشركة وتعزيز كفاءة مواردها.