إرم نيوز
ليس للبنان رئيسٌ يمثّله في القمة العربية التي تنعقد بمدينة جدة السعودية يوم غد الجمعة، بل سيشغل مقعد رئيس الجمهورية في القمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
الشغور الرئاسي في شهره السابع ينال وعلى غرار مراحل مماثلة، سابقة وكثيرة، من دور لبنان وفاعليته في منطقته العربية، حيث عادت التفاهمات ما بين دولها دون أن تنعكس ظلالها الإيجابية بعد على "الكوكب اللبناني" المتشظي جراء انقسامات سياسية حادة، لا تزال تشكل جدارًا سميكًا يقف حائلًا أمام انتخاب رئيس للبلاد.
وتبدي مصادر سياسية في بيروت خشيتها من أن تغيب قضية لبنان، وفي صلبها الاستحقاق الرئاسي، عن جدول أولويات قمة جدة، بفعل الملفات العربية الداهمة الأخرى، مثل: الحرب في السودان، والتطورات العسكرية في فلسطين، فضلًا عن عودة سوريا وللمرة الأولى إلى الطاولة العربية، بعد غياب ما زال مستمرًّا منذ عام 2011..
ففي الداخل اللبناني، يتواصل الانتظار السلبي، وثمة حراك ومفاوضات بعيدة عن الأضواء بين القوى المعارضة لانتخاب زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، الذي يدعمه ثنائي حركة أمل-حزب الله.
وتبدي هذه القوى صراحة استعدادها لعدم تأمين النصاب لانتخاب "مرشح حزب الله"، كما عبّر رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل، بعد لقائه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان في دار الفتوى.
وقال الجميّل، الذي يقود الحراك ومساعي التواصل وتحديدًا بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، إن "المعارضة لديها مرشح اسمه ميشال معوّض، ومرشح الفريق الآخر سليمان فرنجية. وإذا أردنا الوصول إلى نتيجة فلنطرح أسماء أخرى. ومن غير المقبول أن ينتظرنا الحزب لنبدل مرشحنا فيما يتمسك هو بمرشحه".
ينقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه قوله إنه "مرتاح جدًّا" وإن لقاء فرنجيه والسفير السعودي وليد البخاري الأخير "كان ممتازًا وأسس لعلاقة جيدة".
مصادر نيابية قريبة من حراك المعارضة قالت لـ"إرم نيوز"، إن المعارضة قادرة على منع وصول مرشح الممانعة سليمان فرنجيه وهي تعمل للتوصل إلى اتفاق فيما بينها على مرشح يحظى بالأغلبية النيابية ".
وتأخذ هذه المصادر على رئيس مجلس النواب عدم الدعوة إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس، إذ "ليس من شأنه تقدير جهوزية المعارضة لخوض الاستحقاق مِن عدم جهوزيتها ".
وتوضح هذه المصادر، أن المجتمع الدولي يلوّح بفرض عقوبات على لبنان ويضغط باتجاه انتخاب رئيس،"وأيّ مبادرة عربية أو دولية مرحب بها ولكن ليس مبادرات فرض الأسماء".
وعلى الضفة الأخرى، قالت مصادر سياسية مراقِبة لحراك المعارضة لـ"إرم نيوز"، إنها لا تعوّل كثيرًا على نتائجه، وتلفت إلى عدم وجود الثقة بين كتلتيه المسيحيتين الأكثر عددًا، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، التي تخيم فوقهما مضاعفات اتفاق معراب الذي أمَّن عام 2016 وصول الرئيس السابق ميشال عون إلى قصر بعبدا، لكن سرعان ما تبدَّد الوئام اللحظوي بين الإخوة الأعداء وانقلب إلى خصام.
وترى هذه المصادر، أن التيارات المسيحية عاجزة عن الاتفاق لتعدد أجنداتها السياسية ولضعف عامل الثقة فيما بينها. أضف إلى ذلك أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لن يصل إلى الموقف النقيض لحزب الله، وهو الأمر الذي لفت اليه أيضًا رئيس حزب الكتائب بقوله "إن التيار الوطني الحر لم يبدّل تموضعه السياسي، وما زال يدعم سلاح حزب الله".
فيما ينتظر مؤيدو انتخاب فرنجيه خواتيم الأمور، ويُبدون ارتياحًا لمجراها الايجابي الذي لم تعكّره بعد أيّ مؤشرات جدية إقليمية أو دولية.
وفي هذا المعنى ينقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه قوله إنه "مرتاح جدًّا" وإن لقاء فرنجيه والسفير السعودي وليد البخاري الأخير "كان ممتازًا وأسس لعلاقة جيدة".
وبعيدًا عن الاصطفافات القائمة يحاول الحزب التقدمي الاشتراكي التمايز بالدعوة إلى التسوية والتلاقي حول كلمة سواء. وفي هذا المعنى كتبت جريدة "الأنباء" الناطقة باسم الحزب أنه "لا بدَّ من العودة إلى النقطة التي ينطلق منها مِرارًا رئيس الحزب، الحوار والتسوية، فلا سبيل دون التلاقي ولا حلَّ للبنان إلا بإنهاء حالة الفراغ والشلل الحاصلة في البلد".