أجد متعة بالغة في مرافقة ابنتي التي لا تتعدى خمسة أعوام -ومنذ أن كانت أصغر من ذلك- في زيارتها لمراكز ألعاب الأطفال بل وأشاركها اللعب في تلك المراكز قدر المستطاع. وصحيح أن ابنتي أحياناً تتركني وحيداً على رأس الزحلاقة فور ما تجد لها رفيقاً آخر مقارب لعمرها يشاركها اللعب فتنطلق معه تجري وتقفز وتتزحلق لكن في غالب الوقت تعود لأبقى أنا رفيقها الوفي في جولات اللعب. وأستغرب كثيراً خلال زيارتي لمراكز الألعاب من تخلي العديد من أولياء الأمور عن هذه المتعة التي لا تضاهى وتكليف مدبرات المنزل «الخادمات» بمهمة مشاركة أبنائهم اللعب والترفيه! وأتفهم تكليف الخادمات ببعض المهام المتعلقة بالأبناء في حال غيابهم للعمل ولكن أن يستمر هذا التكليف حتى في وقت العطلات وأوقات ما بعد الدوام أمر مؤسف ولا أراه إلا هنا في الخليج وأكاد أجزم أنه لا يتكرر في بلدان العالم الأخرى. المحير أن بعض أولياء الأمور متواجدون في نفس المكان والحدث لكنهم إما منشغلون بالهاتف الجوال أو منهمكون في أحاديث مع الكبار ويتركون الخادمات مع أطفالهم ليقمن بدور الأجدى أن يقوموا هم به. والواضح أن هذه النوعية من أولياء الأمور يعتقدون أن دورهم يقتصر على دفع سعر تذكرة دخول مركز الألعاب فقط! وهم في اعتقادي لا يختلفون عن أولياء الأمور الذين يدفعون رسوم مدارس الأبناء ويشترون لهم الملابس والهدايا ولكن يبخلون بوقتهم عليهم. فما المانع أن تشارك الأم والأب إذا كانا في كامل الصحة واللياقة وقت اللعب مع أطفالهما ليعززا من تجاربهم الممتعة معهم ويحفرا الذكريات المفرحة في أذهانهم بدلاً من أن تختطف هذه التجارب والذكريات نساء غريبات سرعان ما سيتركن الأسرة والبلاد بعد انتهاء عقد العمل؟ ويعاتب التربوي القدير الدكتور جاسم المطوع الأسرة في الخليج كثيراً على إقحام الخادمات في تربية الأبناء من خلال مقال «إن بر خادمتي أولى من والدي» -ويقصد الوالدين في العنوان- بعد أن استشرى تكليف الخادمات بكل ما له صلة بالأبناء بدءاً من إيقاظهم من النوم إلى مراجعة الدروس ووصولاً إلى مرافقتهم إلى مواقع اللعب. ويشدد أن دور الخادمات يجب أن لا يتعدى الأعمال الإدارية في المنزل وأن لا يتدخلن إطلاقاً في التربية.
وفي بلدان أخرى ومن ضمنها دول الغرب لم أجد قط مرافقاً للأطفال في مراكز الألعاب أو غيرها من أماكن ترفيه سوى الأم أو الأب وأحياناً الجدة أو الجد فهم وحدهم من يشاركون الأطفال وقت الاستمتاع. هنا، حتى اللحظات الجميلة تسجل باسم الدخيل على الأسرة ونفرط بوقت ثمين وممتع مع الأبناء بكل استهتار.
وفي بلدان أخرى ومن ضمنها دول الغرب لم أجد قط مرافقاً للأطفال في مراكز الألعاب أو غيرها من أماكن ترفيه سوى الأم أو الأب وأحياناً الجدة أو الجد فهم وحدهم من يشاركون الأطفال وقت الاستمتاع. هنا، حتى اللحظات الجميلة تسجل باسم الدخيل على الأسرة ونفرط بوقت ثمين وممتع مع الأبناء بكل استهتار.