باريس في 28 فبراير/ وام/ فرضت فعاليات بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم حضورها القوي مجددا على ساحة الكرة العالمية بعد عشرة أسابيع من إسدال الستار من خلال هيمنتها على حفل جوائز "الأفضل"، التي يقدمها الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى أبرز العناصر والإسهامات سنويا.
وشهد عام 2022 العديد من الأحداث والمباريات الكروية، ولكن ظلت بطولة دوري أبطال أوروبا هي الحدث الأهم على مستوى الأندية، فيما اجتذبت بطولة كأس العالم الأضواء خلال الأسابيع الأخيرة من العام، كونها البطولة الأقوى والأهم على مستوى المنتخبات.
ومع حجم الإثارة والندية التي شهدتها نسخة 2022 من البطولة العالمية، كانت العديد من التوقعات بأن يستحوذ نجوم البطولة على نصيب جيد من جوائز الفيفا لعام 2022، وأكدت القوائم النهائية للمرشحين على جوائز الفيفا مدى تأثير المونديال على الاختيارات في ظل وجود مرشح واحد على الأقل من هذه البطولة في كل قائمة نهائية تتنافس على جوائز الفيفا.
وجاء حفل تسليم الجوائز، والذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس أمس، ليعلن عن التفوق التام للمونديال في مواجهة مختلف البطولات الأخرى؛ حيث احتكر نجوم البطولة العالمية الجوائز الخاصة بالرجال في هذه النسخة من حفل الفيفا ليؤكد الحفل تفوق المونديال على البطولات الأخرى ومنها دوري الأبطال الأوروبي.
وأحرز الأرجنتيني ليونيل ميسي الجائزة الأهم في الحفل؛ وهي جائزة أفضل لاعب في العالم لتكون المرة السابعة التي يتوج فيها بهذه الجائزة، وهي الأولى له منذ توج بها للمرة السادسة في نسخة 2019.
ولم تكن مسيرة ميسي مع فريقه أو الإحصائيات الخاصة به في 2020 تؤهله بشكل واقعي للفوز بهذه الجائزة قبل خوض فعاليات المونديال، ولكن اللاعب كان حجر الزاوية في رحلة منتخب بلاده إلى منصة التتويج باللقب العالمي الثالث في تاريخه والأول للفريق في البطولة منذ توج باللقب للمرة الثانية في 1986 بالمكسيك.
وقاد ميسي منتخب بلاده ببراعة لاستعادة الاتزان بعد الهزيمة المفاجئة 1-2 أمام المنتخب السعودي في أولى مبارياته بالمونديال، واجتاز الفريق أكثر من عقبة في طريقه إلى النهائي أمام المنتخب الفرنسي، الذي خاض البطولة للدفاع عن اللقب الذي أحرزه في 2018 بروسيا.
واحتل ميسي المركز الثاني في قائمة هدافي البطولة برصيد 7 أهداف منها هدفان في المباراة النهائية التي قاد فيها منتخب بلاده للفوز على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 خلال المباراة.
واستكمل ميسي بهذا اللقب قائمة الإنجازات الهائلة التي حققها في مسيرته الكروية، والتي لم يكن ينقصها سوى التتويج بلقب المونديال خاصة بعد فوزه مع فريقه السابق برشلونة بكل الألقاب الممكنة محليا وأوروبيا وعالميا، ومنتخب بلاده بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) في منتصف 2021 ثم بلقب كأس السوبر بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية (كأس فايناليسما) بالتغلب على نظيره الإيطالي في 2022.
وحقق ميسي العديد من الأرقام القياسية والمميزة في مونديال 2022 ليستحق جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في هذه النسخة من المونديال، ويصبح أول لاعب في التاريخ يحرز هذه الجائزة مرتين؛ حيث سبق له الفوز بها في نسخة 2014 بالبرازيل رغم خسارته مع منتخب بلاده أمام المنتخب الألماني في المباراة النهائية.
وساهمت مسيرة ميسي في المونديال بالقدر الكبير في فوزه بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2022 ، متفوقا على الفرنسي كيليان مبابي الذي بلغ نهائي المونديال مع منتخب بلاده وتوج هدافا للبطولة برصيد 8 أهداف، والفرنسي الآخر كريم بنزيما، الذي قدم موسما استثنائيا مع فريقه ريال مدريد الإسباني، أحرز خلاله لقبي الدوري الإسباني ودوري الأبطال الأوروبي.
وتوج بنزيما في منتصف أكتوبر الماضي بجائزة الكرة الذهبية، المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لأفضل لاعب في العالم الموسم الماضي، وكان بنزيما مرشحا للفوز بجائزة الفيفا أيضا قبل أن تقلب بطولة كأس العالم الأمور كلها لصالح ميسي.
كما ساهم فوز المنتخب الأرجنتيني باللقب العالمي في حسم 3 جوائز أخرى؛ حيث أحرز الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز جائزة أفضل حارس مرمى في العالم، وفاز ليونيل سكالوني المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني بجائزة أفضل مدرب في العالم، كما ذهبت جائزة أفضل تشجيع في 2022 لجماهير التانجو بعد مساندتها المتميزة لمنتخب بلادها في المونديال حيث لعبت دورا بارزا في تتويج الفريق باللقب.
وفي القائمة النهائية للمرشحين على جائزة أفضل مدرب، تفوق سكالوني على الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي قاد ريال مدريد في الموسم الماضي للفوز بثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا بخلاف فوزه مع الفريق بلقبي كأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي.
كما تفوق سكالوني على الإسباني جوسيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي المتوج بلقب الدوري الإنجليزي، أقوى بطولة دوري محلية في العالم.
وفي سباق جائزة أفضل حارس مرمى، تفوق مارتينيز على البلجيكي تيبو كورتوا حارس مرمى ريال مدريد، والذي لعب دورا بارزا في إنجازات الفريق بالموسم الماضي، كما تفوق مارتينيز على المغربي ياسين بونو الذي بلغ مع المنتخب المغربي نصف نهائي المونديال ليكون الإنجاز التاريخي الأبرز للمنتخب المغربي.
وبهذا، منحت كأس العالم 2022 للمنتخب الأرجنتيني تفوقا ثلاثيا على ريال مدريد المتوج بلقب دوري الأبطال؛ حيث حسمت ثلاث جوائز هي أفضل لاعب وأفضل مدرب وأفضل حارس مرمى كما حسمت الجائزة الرابعة لمشجعي الأرجنتين.
كشف الإسباني بيب غوارديولا مدرّب مانشستر سيتي الإنجليزي أن لاعبيه البلجيكي كيفن دي بروين وجاك غريليش والبرتغالي روبن دياش، يخوضون سباقاً مع الزمن ليكونوا جاهزين لمساعي النادي إلى تحقيق ثلاثية في نهائي كأس إنجلترا أمام مانشستر يونايتد السبت.
وغاب لاعب الوسط دي بروين والجناح غريليش والمدافع دياش عن هزيمة سيتي 0-1 أمام برينتفورد بسبب الإصابة الأحد.
ويتطلع بطل الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يواجه إنتر الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا في العاشر من يونيو المقبل، إلى مضاهاة إنجاز مانشستر يونايتد بالفوز بكل الألقاب الرئيسية الثلاثة في موسم واحد.
لكن آمال سيتي في هزيمة منافسه وجاره اللدود على ملعب ويمبلي نهاية الأسبوع المقبل، ستتضرّر في حال لم يتمكن هذا الثلاثي من التعافي من الإصابة في الوقت المناسب.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان اللاعبون الذين غابوا عن مباراة برنتفورد سيكونون لائقين لمواجهة يونايتد، قال غوارديولا "لا أعرف الآن. أتمنى".
وأضاف "روبن وجاك وكيفن لم يتمكنوا من اللعب. هذا ما هو عليه الحال. أعتقد أنهم سيكونون مستعدين لكن من الصعب الاستعداد في التدريبات. لهذا السبب كان علي أن أرى اللاعبين الذين لعبوا اليوم".
وبهدف الجامايكي إيثان بينوك في الدقيقة 85، بات برنتفورد الفريق الوحيد الذي فاز على سيتي ذهاباً وإياباً هذا الموسم، والخامس فقط منذ تولّى غوارديولا مهماته في 2016.
وقال المدرّب الإسباني "أنا متأكد من أننا كنا سنختلف قليلاً إذا كنا بحاجة للنقاط. ليس لدي أي شكوى من الطريقة التي تصرّفنا بها، قلت للاعبين الآن ، لقد فزتم باللقب استمتعوا ليومين مع عائلاتكم، وبعد ذلك سنستعد للنهائي الأول".
وأضاف أن "الأشخاص الذين لم يلعبوا بشكل طبيعي كانوا مرهقين بالأمس، كانوا مستنزفين ذهنياً تماماً. كانوا بحاجة إلى الراحة للوصول إلى الطاقة المناسبة لمواجهة يونايتد".