عواصم - (وكالات): تسعى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي إلى استعادة كامل محافظة تعز جنوب غرب البلاد، لما يمثله ذلك من مدخل لتأمين جنوب البلاد والتقدم نحو استعادة مناطق الوسط والشمال خاصة صنعاء، من المتمردين الحوثيين، وفقاً لمحللين، بينما أفادت مصادر في المقاومة الشعبية بأنها سيطرت على قريتي يعيس والقهرة آخر مواقع الحوثيين في مريس شمال الضالع جنوب اليمن، بعد اشتباكات عنيفة، فيما حققت إنجازاً ملموساً على جبهة الوازعية في تعز، واستعادت السيطرة على مركز المديرية بعد اشتباكات مع الميليشيات التي قتلت العشرات من عناصرها فيما لاذ البقية بالفرار تاركين قتلاهم وعتادهم.وبدأت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية مدعومة بالتحالف بقيادة السعودية هجوماً واسعاً في المحافظة الواقعة جنوب غرب البلاد، لطرد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق صالح الذين يسيطرون على مناطق واسعة من المحافظة، ويحاصرون مركزها مدينة تعز. ويقول نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية اليمني ثابت حسين صالح إن استعادة محافظة تعز قد تمثل «مفتاحاً للانطلاق نحو تحرير باقي المحافظات مثل إب والبيضاء» وسط البلاد قبل التقدم باتجاه الشمال. ويضيف صالح، الخبير في الشؤون العسكرية، إن لاستعادة تعز «أهمية استراتيجية لحماية الجنوب» إضافة إلى عدن، ثاني كبرى مدن البلاد. وكانت القوات الموالية للشرعية استعادت في يوليو الماضي بدعم جوي وبري من التحالف، كامل السيطرة على المدينة الواقعة على الساحل الجنوبي بعد طرد الحوثيين والقوات الموالية لصالح منها. وعاد هادي صباح أمس الأول إلى عدن للإشراف على العمليات العسكرية في تعز. ويقيم الرئيس اليمني في الرياض منذ تقدم الحوثيين جنوباً في مارس الماضي. وهذه العودة هي الثانية له منذ سبتمبر الماضي، حينما أمضى في عدن أياماً قبل أن يغادر مجدداً إلى الرياض. وأكد مصدر رئاسي يمني أن هادي عاد «لإدارة شؤون البلاد» و»للإشراف المباشر على العملية العسكرية».وتتقدم القوات الموالية للشرعية بدعم من التحالف العربي عبر 3 محاور في محافظة تعز، بحسب ما يفيد قادة عسكريون. ويوضح العميد فضل عباس، قائد قاعدة العند الجوية التي يتم منها الإشراف على العملية العسكرية، «نتقدم من 3 محاور لكسر الحصار المفروض على تعز وتحرير المدينة»، متحدثاً عن «انهيار» في صفوف الحوثيين وقيام العديد منهم بالاستسلام. وبحسب الخبير في شؤون الامن والدفاع في مركز الخليج للابحاث مصطفى العاني، فان معركة تعز «هي حاسمة لهزيمة الحوثيين وحلفائهم». ويلفت إلى وجود «تصميم من التحالف العربي على حسم المعركة»، متحدثاً عن وصول «تعزيزات سعودية وإماراتية وقطرية». وبدأ التحالف بقيادة السعودية توجيه ضربات جوية ضد الحوثيين نهاية مارس الماضي، ووفر بعد ذلك بأشهر دعماً ميدانياً شمل إرسال قوات وآليات. ورجح العاني أن يكون لـ «تحرير تعز تأثير كبير على إعادة المسار السياسي التفاوضي»، معرباً عن اعتقاده أن «المعركة (...) ستغير ميزان القوى عسكرياً وسياسياً».ويرخي الحصار والمعارك بثقلهم على الوضع الإنساني، إذ تتخوف اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تدهور إضافي للوضع الإنساني «الكارثي»، خاصة بالنسبة لسكان مدينة تعز الذين يقارب عددهم 700 ألف. وتعتبر اللجنة تعز «اكثر المحافظات تضرراً حالياً في اليمن، مع وضع إنساني سيىء للغاية»، مضيفة أن «الحصار المفروض يمنع دخول السلع إلى المدينة ويعيق المساعدات الإنسانية». وأكدت اللجنة أنها تكرر منذ شهرين «الطلب من الأطراف على الأرض السماح بتسليم معدات طبية وجراحية حيوية» للمستشفيات، دون جدوى. ولا يزال أفق احتمال الحل السياسي غير واضح، خاصة في ظل عدم تحديد موعد بعد لمباحثات السلام التي يعتزم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تنظيمها هذا الشهر. ويبدي العاني اعتقاده أنه سيكون «لتحرير تعز تاثير كبير على إعادة المسار السياسي التفاوضي».