بسمة عبدالله


ينتقل أبناؤنا المتخرجون من الثانوية العامة إلى مرحلة جديدة في حياتهم الدراسية وهي المرحلة الجامعية، وهي بلاشك من أهم المراحل التي يمرون بها في حياتهم ومن المؤكد أن هناك الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهانهم ويحتاجون من أولياء الأمور والمختصين الإجابة عن تساؤلاتهم والتي تتعلق في كيفية اختيار التخصص الجامعي، والجامعات المعتمدة، وكيفية الاطلاع عليها، باعتبارها خطوة مصيرية تحدد مستقبلهم التعليمي والمهني.

قبل اتخاذ القرار بدراسة تخصص معين احرص عزيزي الطالب على الأخذ بعين الاعتبار عدة أمور مهمة منها:

* الشغف أو الرغبة، إذا اخترت تخصصاً تحبه سوف تبدع فيه مستقبلاً في المجال التعليمي والمهني، ولن تصل إلى مرحلة تشعر فيها بالملل أو الفتور وتقوم بتغيير التخصص كما يفعل كثير من الطلبة ممن أساءوا اختيار تخصصاتهم الجامعية.

* القدرات الشخصية والمواهب التي تتمتع بها منذ أن كنت طالباً في المدرسة، مثل موهبة الكتابة والشعر، الرسم، التحليل والنقد وتبعاً لذلك يمكنك اختيار التخصص الذي تكون فيه قدراتك مرتفعة، مما يحقق لك نجاحاً وتفوقاً في تخصصك.

* القدرات المادية، في ظل الظروف الراهنة وارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات المحلية والدولية أصبحت القدرة المادية عاملاً حاسماً في اختيار التخصص المناسب قبل أن تختار تخصصك حاول أن تتعرف على تكاليف الدراسة في بلادك أو في الخارج، وابحث عن إمكانية توفر منح دراسية أو منح مالية تخفف عنك التكاليف الدراسية وتساعدك على مواصلة الدراسة.

* الفرص الوظيفية المرغوبة والتي تشكل احتياجاً في سوق العمل، الابتعاد عن التخصصات التي يوجد بها زخم وتشبع وظيفي، إلا إذا كنت تمتلك قدرات عالية تستطيع أن تنافس وتتفوق على الآخرين في نفس المجال، ومحاولة اختيار التخصصات الحديثة في مجال العلوم والتكنولوجيا والأدب التي تناسب ميولك وقدراتك، في نهاية الأمر يسعى الجميع للحصول على وظيفة مرموقة تؤمن له دخلاً مادياً يضمن له حياة كريمة ولأسرته.

* استشارة الخبراء الأكاديميين المختصين وذوي الخبرة، للمساعدة في اختيار التخصص الجامعي المناسب سواء أكانوا في المدرسة أو الجامعة، أمر مهم فهم لديهم من الخبرة في هذا المجال مع العديد من الطلاب اللذين سبقوك وسيكون في وسعهم تقديم النصائح والإرشادات القيمة، وقد يقترحون عليك أموراً لم تكن تخطر على بالك ويفتحون لك آفاقاً أرحب وأوسع تعينك على الاختيار الصحيح.

ختاماً، كل طالب له شخصيته التي تميزه عن أقرانه، فلا يمكن تقليد الزملاء والأصدقاء في اختيار التخصص المناسب، واتباع افكارالآخرين وتنفيذ قراراتهم دون وعي أو تفكير بما يترتب على ذلك من آثار سلبية في المستقبل.