رائد البصري


الحب يحتاج إليه الإنسان في جميع الأوقات، وخصوصاً في وقت الأزمات والصعوبات الاجتماعية التي تمر بها الأسرة أو المجتمعات في الوقت الحالي.

يمكن القول إن الحب يعتبر العلاج الناجح لمعظم مشاكلنا النفسية، فهو يمنحنا الطاقة والأمل في تحمل الصعاب والمضي قدماً في الحياة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحب يقلل من القلق والتوتر ويساعد على تخفيف ضغوط الحياة.

وعلى الرغم من أن الأزمات والصعوبات يمكن أن تؤدي إلى تفتيت الحب والعلاقات الرومانسية، إلا أنها على النقيض من ذلك، فهي أحياناً مثيرة وتجعل من الأزواج يتحدون سوياً ويتعاونون على تجاوز التحديات وصعوبات بجميع الوسائل الممكنة.

ومن الواقع الاجتماعي تأتي قصة ابن قريتي الخلوق موسى جعفر إسماعيل الذي تبرع بكليته إلى زوجته لكي ينقذ حياتها بعد أن أجمع الأطباء أن عمل الكليتين أصبح غير مجدٍ ليمنح أميرته حياة جديدة. ويشجع على ثقافة التبرع بالأعضاء البشرية مما جعل الحدث حديث قنوات التواصل الاجتماعي بعد أن نقلته إحدى الصحف المحلية.

وينبغي علينا أن نعرف كيف نستخدم الحب مع التضحية بكل ما نملك كوقود للخروج من الأزمات، فدعنا نوقظ الحب في قلوبنا ونعزز أواصر المودة والاحترام مع الأشخاص الذين نحبهم.

يمكن أن يكون لفظ « أنا أحبك» حجر الزاوية في بناء علاقة قوية وناجحة، فلنعتبرها كنزاً لا يمكن المساس به بخصوص أن معادن الرجال تظهر في أوقات الأزمات، وفي أتون المحن والابتلاءات، وفي ميادين العطاء والأداءات، فألف سلامة، ومن منا لا يذكر حين كنا طلاباً بمدارسنا، وهو سائق الحافلة الذي تنقلنا إلى مناطقنا، حيث كان يتحلى بالصدق، والخلق العالي.

وأخيراً، فإن الحضور وقت الفعل أثناء الأزمات قد يمتد لجعل أسرنا قوية متماسكة تصنع الحب والتعاطف المتبادل بين أفرادها مما تجعل مجتمعاتنا أكثر إنسانية ويجعلنا قادرين على تجاوز أي أزمة مهما كانت صعوبتها.

لذلك، دعونا نبذل جهدنا في تحقيق هذا الهدف، سواءً في حياتنا الشخصية أو في محيطنا مع توضيح الفارق الشاسع هنا بين الحب والتعاطف في وقت الرخاء كتقديم الهدايا وتلاطف الألسن والحب المدعوم بتضحية في أوقات المحن والابتلاءات.