عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
ها قد أقبلت العطلة وأقبلت معها شكاوى الآباء من أطفالهم بسبب قضائهم ساعات طويلة أمام شاشات التلفاز والأجهزة الذكية، كلنا نعرف أن الإجازة هي وقت فراغ طويل بالنسبة للأبناء فإذا لم نشغلهم بما ينفعهم ويفيدهم سيتوجهون لسلوكيات قد تضرهم وتنشأ عنها الكثير من المشكلات السلوكية والنفسية.
انشغال الوالدين بمتطلبات الحياة المادية يؤدي إلى تجاهل هوايات أبنائهم، ففي نظرهم طالما الابن يأكل ويشرب وينام وبصحة جيدة يعني أنه بخير. ومن الضروري جداً أن تكون للأبناء هوايات خاصة بهم لتساعدهم على اكتشاف أنفسهم وصقل شخصياتهم فينعكس إيجاباً على نضجهم وذكائهم وقدرتهم على التعلم.
يعتقد البعض أن ممارسة الهوايات هي من الكماليات بالنسبة للإنسان فيجعل النصيب الأكبر من حياة أبنائه للدراسة والتحصيل الأكاديمي ويغفل أهمية احترام الابن لذاته من خلال ممارسة ما يحب بتفريغ طاقته في الأنشطة التي يفضّلها.
كل أُسرة ترغب في أن ترى ابنها يمتلك مهارات تجعل منه شخصاً أفضل لذلك من الضروري أن يشجع الوالدان أبناءهما على ممارسة الهوايات ويجب أن يُظهرا اهتماماً حقيقياً بهذا الجانب دون الخلط بين ما يملكون من مواهب وما معهم من هوايات، فهناك فرق بين الهواية والموهبة، فالمواهب ربانيّة يولد بها الأبناء أما الهوايات نحتاج إلى ممارسة واكتشاف ومنح الأبناء العديد من الفرص والخيارات ليكتشفوا ميولهم التي يقضون فيها وقتاً طويلاً بدون ملل ولا كلل ومع مرور الوقت يصبحون خبراء فيها بالممارسة والابتكار.
ليس من الضروري أن يكون الابن مبدعاً في ممارسة هوايةٍ ما، لكن من الواجب ألا يظل فارغاً جالساً على هامش الحياة، وهنا يأتي دور الأسرة في تحفيز الابن على ممارسة العديد من النشاطات حتى يكتشف الموهبة المناسبة له مع الحرص على المراقبة الواعية والتوجيه المستمر خصوصاً في العطلة الصيفية، فأبناؤنا هم مستقبل الوطن وهم الاستثمار الحقيقي لنجعل من مجتمعنا أنموذجاً يحتذى به.
همسة أس
لنجعل شعارنا في العطلة الصيفية بأنها عطلة لا تعطيل للمواهب، فلا تستصغر ميول أبنائك وأفكارهم، حاورهم استمع إليهم وشاركهم.. تذكر أن لكل مرحلة عمرية اهتماماتها منذ الطفولة وحتى الشيخوخة، ولا تنسَ دورك في التوجيه والتعليم وابتعد عن السخرية والانتقاد.