استنكر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إقحام المنابر الدينية والعبادات في أدوار سياسية دخيلة عليها، ومنه تحويل الصلوات في بعض الجوامع إلى ساحةٍ للهتافات والشعارات السياسية، مشددًا على ضرورة أنْ يحفظ للمسجد وللمنبر الديني وللعبادات قدسيتها وحرمتها والإخلاص لله تعالى فيها، وعدم الخروج بها عن مقاصدها الشرعية الثابتة، أو استغلالها لأداء أدوارٍ أخرى لا تمتُّ إليها بصلةٍ، مما يعرضها لانتهاك حرمتها ودورها المفروض لها من الله سبحانه.

وأكد المجلس في بيان أصدره اليوم الإثنين أن للمسجد وللمنبر الديني في الإسلام دورًا أساسًا ومهمًّا في حياة المسلمين؛ ينشران فيهم العلم والفضيلة، ويحثانهم على الخير والبر والتعاون، ويصونان فكرهم وسلوكهم، ويحفظان عليهم هويتهم ووحدتهم، ويعبران عن ضميرهم.

ودعا المجلس أصحاب الفضيلة العلماء والخطباء وجميع المخلصين إلى أخذ دورهم المنشود في حفظ المنابر والعبادات من الاستغلال السيئ الذي يضر بها، ويشوه صورتها، ويحرفها عن دورها الأصيل. وفيما يأتي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيقول الله سبحانه في محكم التنزيل: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]، ويقول عز من قائل: ﴿وَأَنَّ ٱلْمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: 18]، وورد في الحديث الشريف ما يحذر من اتخاذ المساجد مقصدًا للمصالح الشخصية والدنيوية، فروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «إذا رأيتُم من يبيعُ أو يبتاعُ في المسجدِ، فقولوا: لا أربحَ اللهُ تجارتَك. وإذا رأيتُم من ينشدُ فيه ضالة، فقولوا: لا ردَّ اللهُ عليكَ» [أخرجه الترمذي (1321)، والدارمي (1401)، والنسائي (10004)].

وبناءً على ذلك فإن للمسجد وللمنبر الديني في الإسلام دورًا أساسًا ومهمًّا في حياة المسلمين؛ ينشران فيهم العلم والفضيلة، ويحثانهم على الخير والبر والتعاون، ويصونان فكرهم وسلوكهم، ويحفظان عليهم هويتهم ووحدتهم، ويعبران عن ضميرهم.

وانطلاقًا من ذلك الدور الأصيل، فإن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ليؤكد ضرورة أنْ يُحفظ للمسجد وللمنبر الديني وللعبادات قدسيتها وحرمتها والإخلاص لله تعالى فيها، وعدم الخروج بها عن مقاصدها الشرعية الثابتة، أو استغلالها لأداء أدوارٍ أخرى لا تمتُّ إليها بصلةٍ، مما يعرِّضها لانتهاك حرمتها ودورها المفروض لها من الله سبحانه.

لذلك فإن المجلس ليرفض تمامًا قيام البعض بإقحام المنابر الدينية والعبادات في أدوار سياسية دخيلة عليها، ومنه تحويل الصلوات في بعض الجوامع إلى ساحةٍ للهتافات والشعارات السياسية. داعيًا أصحاب الفضيلة العلماء والخطباء وجميع المخلصين إلى أخذ دورهم المنشود في حفظ المنابر والعبادات من الاستغلال السيئ الذي يضرُّ بها، ويشوِّه صورتها، ويحرفها عن دورها الأصيل.

والله نسأل أنْ يحفظ على بلادنا وأهلها الأمن والإيمان، والسلامة والسلام، ويهديهم طريق الخير والرشاد، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.