حقق الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي الإنجليزي، إنجازا تاريخيا بعد أن بات أول مدرب في التاريخ يُتوج بالثلاثية مرتين، أولهما مع برشلونة الإسباني عام 2009، والثانية البارحة مع "السماوي".

وفاز مان سيتي بلقبه الأول في دوري أبطال أوروبا بعد انتصاره 1-0 على إنتر ميلان الإيطالي، بفضل هدف رودري لاعب الوسط الإسباني، في النهائي بإسطنبول يوم السبت.

هذا الإنجاز يمثل مكافأة مستحقة لفريق يمكن القول إنه من أكثر الفرق الأوروبية هيمنة على الإطلاق، وبشكل يجعله يدخل في مقارنة فورية مع تشكيلة برشلونة في موسم 2008-2009 والذي لا يزال حاضرا في ذاكرة مشجعي كرة القدم.

وبجانب فوز تشكيلة برشلونة السابقة بالدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا، فإنه حصد أيضا كأس السوبر الأوروبية وكأس السوبر الإسبانية وكأس العالم للأندية.

وفيما يلي، كيف نجحت تشكيلة سيتي في موسم 2022-2023 في دخول مقارنة مع تشكيلة برشلونة التاريخية بموسم 2008-2009.

***

قوة الفريق

كان فريق جوارديولا في موسم 2008-2009 يضم مجموعة من أفضل اللاعبين في جيلهم، بما في ذلك ثنائي الدفاع كارليس بويول وجيرارد بيكيه وثلاثي الوسط سيرجيو بوسكيتس وتشافي وأندريس إنييستا وكانوا من أهم أسباب تتويج إسبانيا بكأس العالم بعدها بعام واحد فقط.

وكان الظهير البرازيلي داني ألفيش لا يمكن إيقافه فعليا، حيث كان يؤدي دورا هجوميا مؤثرا إلى جانب صناعة العديد من الأهداف لأحد أفضل خطوط الهجوم في تاريخ اللعبة والذي كان يضم ليونيل ميسي وصامويل إيتو وتييري هنري.

ويمكن القول إن سيتي لديه أكبر عمق لتشكيلة في جميع مراكز الملعب في تاريخ كرة القدم الأوروبية، حيث يفيض بالمواهب الإبداعية.

ويكافح لاعبون مثل المهاجم خوليان ألفاريز، الذي كان أساسيا في مشوار تتويج الأرجنتين بكأس العالم في قطر، بجانب فيل فودن ورياض محرز، من أجل الحصول على مكان في التشكيلة الأساسية، ويمكن القول إنه من السهل عليهم اللعب بانتظام في فرق أوروبية أخرى عالية المستوى.

ويبدو أن المهاجم النرويجي الشرس إيرلينغ هالاند المنضم هذا الموسم كان بمثابة القطعة الناقصة لتحويل تشكيلة غوارديولا إلى فريق مرعب.

وتجاوز المهاجم البالغ من العمر 22 عاما الرقم القياسي الذي سجله المصري محمد صلاح برصيد 32 هدفا في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز، المكون من 38 مباراة، وتفوق أيضا على آلان شيرر وآندي كول، وكلاهما تمكن من تسجيل 34 هدفا عندما كانت البطولة تقام من 42 جولة في التسعينيات.

***

أسلوب اللعب

اشتهر برشلونة بقيادة جوارديولا بطريقة الاستحواذ الشهيرة التي أذهلت المنافسين وباقي عالم كرة القدم بتمريراتهم القصيرة السريعة وحركاتهم الذكية وتبادلهم الموضعي الذي أطلق عليه اسم "تيكي تاكا".

وربما كانت هذه الطريقة واحدة من أعظم الثورات الخططية التي ساعدت إسبانيا أيضا في الهيمنة على كرة القدم العالمية عدة سنوات، عندما فازت ببطولة أوروبا مرتين وبينهما لقب كأس العالم.

وفي مانشستر سيتي، قدم جوارديولا تطورا لما يوصف بأنه "كرة القدم الشاملة"، حيث أنشأ نظاما مرنا لا يبقى فيه أي لاعب تقريبا في دور ثابت ويستكمل ذلك بضغط شرس لا يرحم أي منافس.

ويتميز سيتي بالمرونة والقدرة على التكيف ويمكنه تغيير أيضا طرق اللعب عند الحاجة لذلك.

وفي العام الماضي، فاز سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز دون وجود لاعب في مركز المهاجم الصريح، لكن بعد وصول هالاند، أصبح الفريق يملك قوة هجومية هائلة تسمح باللعب بطريقة مباشرة بشكل أكبر.

البطولات

فاز برشلونة بلقب الدوري الإسباني في موسم 2008-2009 برصيد 87 نقطة، بفارق 9 نقاط أكثر من ريال مدريد، وسجل 105 أهداف وأنهى الموسم دون خسارة في 22 مباراة متتالية.

وأحرز ميسي وإيتو وهنري إجمالي 100 هدف في جميع المسابقات، وسجل النجم الأرجنتيني بمفرده 38 هدفا بينما نال إيتو جائزة هداف الدوري الإسباني برصيد 30 هدفا.

وفاز الفريق أيضا على مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي كان يقوده البرتغالي كريستيانو رونالدو في نهائي دوري أبطال أوروبا 2-0 بهدفي إيتو وميسي.

وقبل نهائي دوري الأبطال يوم السبت، حقق جوارديولا لقبه الخامس في الدوري الإنجليزي ليصبح سيتي ثاني فريق يحصد اللقب في 3 مواسم متتالية، والخامس في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.

وسيتطلع سيتي لأن يصبح أول فريق على الإطلاق يتوج بلقب الدوري الإنجليزي 4 مرات متتالية في الموسم المقبل.

وتفوق مان سيتي على جاره مانشستر يونايتد 2-1 في نهائي كأس الاتحاد ليصبح ثاني فريق إنجليزي يكمل الثلاثية.