ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، نقلا عما قالت إنها "مصادر مطلعة"، أن الصحافيين المعتقلين المقربين من التيار الإصلاحي، وهما عيسى سحر خيز وإحسان مازندراني متهمان بـ "التجسس" و"خيانة الوطن مقابل راتب شهري".وكانت استخبارات الحرس الثوري اعتقلت عيسى سحر خيز، مدير عام المطبوعات في وزارة الثقافة الإيرانية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، الذي سجن لأربع سنوات بسبب مشاركته في الانتفاضة الخضراء، وكذلك إحسان مازندراني مدير مسؤول صحيفة "فرهيختكان" المقربة من رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أكبر هاشمي رفسنجاني، في 3 نوفمبر الجاري، بتهمة الإساءة للمرشد الأعلى، علي خامنئي، ونشر الدعاية ضد النظام.وكان نواب وسياسيون متشددون مقربون من أعلى هرم النظام، قد اتهموا الصحافيين المذكورين وآخرين غيرهم تم اعتقالهم أخيراً، بأنهم جزء من "شبكة اختراق" مرتبطة بقوى خارجية معادية، حيث اعتبرت منظمات حقوقية دولية، تلك التهم بأنها تأتي في إطار سياسة إسكات الصحافيين وقمعهم.تهم متعددةوأضافت وكالة "مهر" في تقريرها أن "المصادر المطلعة" ذكرت أن هناك 4 تهم وجهت للمعتقلين من بينها "جمع المعلومات من داخل إيران وإرسالها إلى خارج البلاد".وبحسب الوكالة فإن التهم أيضا شملت "تقارب هذين الصحافيين من الشخصيات السياسية والناشطين البارزين ومحاولة التأثير عليهم أو بث الخلافات بينهم"، وذلك "ضمن تنفيذ مهام أمنية مقابل تسلمهم رواتب"، على حد زعم الوكالة.وتوسعت التهم ضد الصحافيين إلى "ارتباطهم بشبكة ذكية لها علاقات واسعة وطويلة المدة مع أجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية والهولندية خارج البلاد".استمرار الاعتقالاتويستمر جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري بشن حملة اعتقالات واسعة طالت 170 مجموعة نشطة عبر شبكات التواصل الاجتماعي حتى الآن، وذلك تحت شعار "محاربة التوغل الغربي عقب الاتفاق النووي".وكان الحرس الثوري قد اعتقل شاعرين ومخرجا سينمائيا، والحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة، وبالجلد، بتهمة "الإساءة للمقدسات ونشر الدعاية ضد الدولة"، حيث حكم على المخرج، كيمان كريمي، بالسجن 6 أعوام و223 جلدة، وحكم على الشاعرة، فاطمة اختصاري، والشاعر، مهدي موسوي، بالسجن 11.5 عاما وتسعة أعوام و99 جلدة لكل منهما.كما اعتقلت رسام الكاريكاتير الإيراني، في صحيفة شهروند، هادي حيدري، لتنفيذ عقوبة بالسجن مع إيقاف التنفيذ، ليضاف إلى قائمة من الصحافيين والفنانين والناشطين، الذين اعتقلوا باتهامات أمنية. وقال محامي هادي حيدري، إنه تم إلقاء القبض على موكله الاثنين الماضي، وتم إرساله إلى سجن أفين بطهران.وأضاف المحامي، صالح نيكبخت، لـ"رويترز": "أدين موكلي قبل عامين لرسومه الكاريكاتيرية، وصدر حكم بسجنه لمدة عام. السلطات كان لها تفسير مختلف لرسومه عن تفسيره".وقالت وكالة تسنيم للأنباء، وهي قريبة من الحرس الثوري الإيراني، إن: "حيدري اتصل بأسرته من السجن، وأبلغها بأن اعتقاله متصل بإدانته السابقة، ولم يتضح على الفور السبب وراء إعادة اعتقال حيدري".وقال نيكبخت: "تناولت الغداء معه قبل بضعة أيام، وكان يتوقع اعتقاله مع غيره من الصحافيين"، ونشر حيدري أخيراً رسوماً كاريكاتيرية تعبر عن التضامن مع بيروت وباريس، بعد الهجمات الإرهابية.استخدام تصريحات المرشد كغطاءوكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، انتقد حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنها جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، ضد الصحافيين والتي طالت وركزت على الصحافيين المقربين من الإصلاحيين وقال "إن المتشددين أساءوا استخدام تصريحات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بشأن احتمال انتشار نفوذ الولايات المتحدة في إيران كذريعة للاعتقالات".وبحسب الصحيفة، أكد روحاني خلال اجتماع مجلس الوزراء، أن "المتشددين يضخمون القضية، وقاموا باعتقالات لا أساس لها من الصحة".كما وصف سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، هذه الاعتقالات بأنها "تصفية حسابات سياسية" قبيل الانتخابات داعيا إلى عدم استخدام خطاب المرشد حول التوغل الأميركي عقب الاتفاق النووي، كذريعة لتصفية تيارات سياسية معينة.