وجدت دراسة جديدة أنّ المراهقين والشباب الذين فقدوا قدرًا كبيرًا من الوزن بعد الخضوع لجراحة إنقاص الوزن عانوا من عظام أضعف، وذلك مقارنةً بالأشخاص الذين عانوا من مستويات مماثلة من السمنة، ولكن لم يخضعوا للعملية جراحية.
ولكن هذا لا يعني ضرورة تجنّب الشباب الذين يعانون من السمنة المفرطة لعمليات إنقاص الوزن، بحسب ما ذكرته الدكتورة ميريام بريديلا، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة، والأستاذة في كلية الطب بجامعة "هارفارد"، ونائب رئيس شؤون أعضاء هيئة التدريس، والعمليات السريرية لقسم الأشعة في مستشفى "ماساتشوستس" العام بمدينة بوسطن الأمريكية.
وأكّدت بريديلا أنّ الدراسة تشير فقط إلى "ضرورة التأكّد من اتّباع نظام غذائي صحي، وممارسة تمارين رفع الأثقال، والحصول على ما يكفي من الفيتامين د، والكالسيوم".
ويؤدّي فقدان الوزن بشكلٍ كبير لأي سبب من الأسباب إلى ضعف العظام، إذ يتكيّف الجسم مع الواقع الجديد المتمثّل بعدم حمل الوزن الزائد، وفقًا لما ذكره الدكتور توماس إنجي، وهو الجَرّاح العام، ومدير برنامج جراحة علاج السمنة لدى المراهقين في مستشفى"آن وروبرت إتش لوري" للأطفال في مدينة شيكاغو الأمريكية.
وقارنت الدراسة المنشورة الأربعاء في مجلة "Radiology" صحة العظام لدى 25 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 13 و25 عامًا خضعوا لجراحة إنقاص الوزن، مع 29 شخصًا آخر من الفئة العمرية ذاتها لم يخضعوا للعملية.
وتلقّلى جميعهم نصائح بشأن النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، ومن ثم تمت إعادة تقييمهم بعد عامين.
ورُغم تلقّي المشورة، وجدت الدراسة أن المراهقين والشباب، الذين لم يخضعوا لجراحة علاج السمنة، اكتسبوا الوزن بشكلٍ مستمر خلال هذين العامين.
وأشارت بريديلا إلى أنّ الذين خضعوا للعملية الجراحية فقدوا حوالي 20 نقطة من مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو أمر مذهل.
والمؤشر عبارة عن قياس تقريبي لدهون جسم المريض بناءً على الطول والوزن.
وشرحت بريديلا أن "مؤشر كتلة الجسم بلغ لدى بعض هؤلاء الأطفال 50 أو 60، ومن ثم فقدوا الكثير من الوزن حتّى وصل مؤشر كتلة الجسم لديهم إلى 30 أو 35، وهو أمر ضخم"، موضحة أنه "لسوء الحظ، لا يزال يدل مؤشر كتلة الجسم البالغ 30 و35 على الإصابة بالسمنة".
وقال الأستاذ المساعد في قسم الجراحة وطب الأطفال في كلية "فاينبرغ" للطب في جامعة "نورث وسترن" بشيكاغو، الدكتور جاستن رايدر، إنّ "العظام القوية ضرورية لدعم ما يقرب من 45 كليوغرامًا أو أكثر من الوزن الزائد الذي يتمتّع به المراهقون عندما يعانون من السمنة المفرطة"، مضيفًا أنه ليس من المستغرب إصابة عظام المراهقين الذين فقدوا هذا الوزن بالضعف.
وأكّد رايدر، وهو لم يشارك في الدراسة، أنّ المراهقين "بحاجة للعثور على طريقة لإعادة بعض ذلك الوزن إلى العظام من خلال تمارين القوة والمقاومة".
وقالت بريديلا إنّ الأمر المثير للدهشة يتمثل بضعف عظام الأطفال الذين لم يخضعوا للعملية الجراحية، واستمروا في اكتساب الوزن، رُغم أنّ هذا التغيّر لم يكن يتمتع بدلالة إحصائية.
ويعود ذلك لكون السمنة بحد ذاتها ضارّة للعظام، وشرحت بريديلا أن "السمنة حالة التهابية، وقد أجرينا دراسات أظهرت أنّ الالتهابات تؤثّر سلبًا على صحة العظام".
ومع ذلك، يصعب إجراء دراسة دقيقة لخسارة العظام لدى المراهقين والشباب لعدم وصول الأشخاص من هذه الفئة العمرية إلى مرحلة النضج الكامل لعظامهم بعد.
وأضاف رايدر: "لا يبلغ المرء ذروة تشكّل العظام حتّى أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينيات".
وأفاد إنجي أنّ الدراسة ستحتاج إلى متابعة المراهقين الذين خضعوا للعملية الجراحية لمدة 10 أعوام على الأقل، وذلك لتحديد ما إذا كان ضعف العظام الذي لوحِظ في الدراسة الجديدة، سيستمر.