العرب

طرق وعرة وسط الصحاري.. سكة قاتلة لنقل المسافرين في السودان

في تطور لافت شق سائقو العربات بالسودان طرقا جديدة لنقل المسافرين والبضائع بين مناطق وسط وشمال السودان بعيدا عن مسارح العمليات العسكرية بالخرطوم.

فقد نشطت حركة العربات بصورة غير مسبوقة لنقل المسافرين والبضائع من مناطق مُختلفة بولاية الجزيرة بوسط السودان إلى مناطق شندي وعطبرة حتى دنقلا بشمال السودان.

طرق وعرة

ويجتاز سائقو العربات طرقا غير ممهدة شديدة الوعورة وسط صحاري قاحلة ووديان مقفرة، تخلو من أي مظاهر حياة عدا أشجار شوكية شاحبة وأوراق تتناثر وسط الكثبان الرملية دون ظل أو ثمر.

وقال مصعب فيصل أحد سائقي الشاحنات الثقيلة لـ"العربية.نت" إنه اضطر لأن يسلك تلك الطرق الموحشة برحلة عودته من مدينة مدني بوسط البلادإلى مدينة دنقلا شمالاً بعد إفراغ شحنة عربته بمدينة مدني.

كما أضاف قائلا إن الرحلة بدأت من مدني حتى منطقة تسمى "ود ابوصالح" حيث تضطر العربات لمفارقة شارع الأسفلت والنزول إلى طريق غير ممهد لتحاشي مسارح العمليات العسكرية بالخرطوم وتستغرق 4 ساعات تقريبًا للوصول إلى منطقة" ود حسونة" بشرق النيل، ومنها إلى مدينة شندي وعطبرة شمالاً عبر طرق شديدة الخطورة الوعورة.

إلى ذلك، أوضح أن المسافرين يضطرون إلى الوقوف على أقدامهم طوال ساعات الرحلة أو افتراش أرضية العربات المكشوفة تحت هجير شمس لافحة النيران.

طرق تهريب سابقة

في السياق ذاته قال ياسر نقد سائق شاحنة بذات الطريق لـ"العربية.نت" إن هذه الطرق كانت في السابق مهارب لعصابات تهريب البشر والبضائع بعيدا عن أعين السلطات المختصة، أما حاليا فتحولت إلى منافذ لنقل المسافرين والبضائع بعيدا عن الحرب الطاحنة والمعارك المحتدمة بالخرطوم".

كما أضاف أن العربات تمضي حوالي (36) ساعة تقريبًا في تلك الرحلة التي لاتستغرق أكثر من(8) ساعات في الأحوال العادية، إذ تستغرق الرحلة من مدني التي تبعد حوالي كلم تقريبًا 181 بالإتجاه الجنوبي للخرطوم، حوالي ساعتين فيما تستغرق الرحلة من الخرطوم إلى مدينة دنقلا التي تبعد حوالي 500 كلم تقريبًا بالاتجاه الشمالي للعاصمة(6) ساعات تقريبًا.

وختم حديثه قائلا: هذه التطورات زادت من معاناة أصحاب الشاحنات حيث تضاعفت قيمة نقل البضائع عبر الشاحنات بنسبة 200%، ما انعكس على إرتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بالسودان.

يشار إلى أنه منذ انطلاق النزاع الدامي في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، وتقطعت العيد من سبل إيصال المساعدات الانسانية والمواد الغذائية جراء المعارك والوضع الأمني، فيما سجل ارتفاع ملحوظ بأسعار السلع والوقود، وسط تعذر صرف وقبض الرواتب بالنسبة لمعظم السودانيين.