عائشة البوعينين


الخصام والشجار بين الأبناء من الأمور الطبيعية التي تمر على الوالدين بشكل يومي، فمن المستحيل منع حدوث تلك الشجارات، لكن من الضروري التعامل معها بطريقة صحيحة كي لا ينتج عنها مشكلات كبيرة في المستقبل مثل كراهية الأبناء لبعضهم.

ولا بد من فهم المقاصد التي نشأت عنها الشجارات فقد يكون غرضها فرض الرأي والسيطرة على موقف ما أو لعبة ما، وقد تكون بدافع الغيرة بين الإخوة، أو بهدف لفت نظر الوالدين لجذب اهتمامهما. كذلك الألعاب الترفيهية القائمة على العنف تعد أحد الأسباب لا يمكن أن نغفل عنها، وهنا يتطلب ذلك منا اهتماماً واضحاً في البحث عن سبب المشكلة مع ضرورة إشباع الأبناء عاطفياً من خلال اللمس والحضن، فالاستقرار مع الحرص دائماً على أن تكون الأسرة هي الحضن الدافئ الذي يستمد منه الأبناء كيفية التعامل بين أفرادها.

الشجارات بين الأبناء تعد فرصة تربوية متى ما استثمرناها بطريقة صحيحة وبأسلوب إيجابي فمن خلالها يتدرب الأبناء على كثير من المهارات الحياتية الضرورية، مثل مهارة السيطرة على الذات والتحكم بالمشاعر، كذلك يتدرب الأبناء على حل المشكلات من خلال عقد جلسة بينهم يتحاورون فيها ويتعودون على كيفية المرافعة فيما بينهم فيتعلم كل واحد منهم كيف يشرح وجهة نظره ويعرض دليله بأسلوب مرح وجميل، فنحن من خلال هذا الأسلوب نعودهم على معالجة المشكلات بدل الشجار فيما بينهم، وندربهم على استخدام عقولهم بدلاً من عضلاتهم، وبذلك نمنع أن تتحول شجاراتهم إلى عداوة وكراهية وانتقام.

والأصل عدم التدخل في مشكلات الأبناء في حال لم تصل إلى الضرب أو الاعتداء الجسدي أو الشتم والصراخ بصوت عال، فمن الحلول الذكية مراقبة المشكلة من بعيد حتى نستطيع معرفة المعتدي والمظلوم، وفي نهاية مشكلتهم سيأتون إليك في حال لم يستطيعوا الوصول إلى حل يرضيهم فهنا تكون مستعداً ولديك المعلومات الكافية لتنصف المظلوم دون أن تنحاز إلى أحد منهم على الآخر بسبب صغر سنه أو أي سبب آخر، وفي حال عدم معرفة التفاصيل هنا نعقد جلسة المحكمة التي ذكرناها سابقاً مع ضرورة استغلال الموقف ووضع القوانين المنزلية التي يجب أن يلتزم بها الجميع، مثل منع الضرب والسب والشتم والالتزام بالحوار حتى لو ارتفع الصوت قليلاً مادام يصب في مصلحة الجميع.

همسة: إذا أردت أن تنتقد فانتقد السلوك لا الابن ولا تدع المواقف الإيجابية بين أبنائك تمر مرور الكرام. امدح تلك السلوكات وعزز بينهم روح المحبة والأخوة.