الجريمة العنصرية التي ارتكبتها السويد الأسبوع الماضي، جاءت ضمن سلسلة من الجرائم الغربية التي انكشفت مؤخرا ضد المسلمين والإسلام، وأظهرت مدى الرعب والهلع الذي يعيشونه في غرفهم المظلمة من انتشار الإسلام في دولهم.
فلم يكن شيئا غريبا أن يقوم متطرف، «لن يسمى إرهابياً طبعاً»، بحرق نسخة من القرآن الكريم، ولم أستغرب موافقة قاضٍ كاره للمسلمين بأن يمنح موافقة -غير قانونية- لارتكاب هذه الجريمة، فهو قد حكم من منظور عنصري لشخص يكره الإسلام والمسلمين، ولكن الأمر الجديد في هذه السلسلة القذرة هو ترحيب الحكومة السويدية بالقرار وحماية المجرم بأفراد من الشرطة؛ ليتمكن من حرق بضعة أوراق.
سآخذكم إلى وجهة نظر هؤلاء الذين ادعوا الحكمة والتقدم والرقي سنوات طويلة، فلو أن المسؤول الحكومي الذي يقود ذلك البلد المتقدم حقوقيا وصناعيا، لديه نسبة ضئيلة من الحكمة والعقل، لكان قد رفض هذا الأمر، لأنه سيراه من وجهة نظره أن رجلا يريد حرق بضعة أوراق، وأنها في النهاية لن تحرق المسلمين ولن تلغي قرآنهم، وستكون مثلها مثل نشوب حريق في أي مكان ما به نسخة من القرآن الكريم.
لكن التعصب عادة يعمي أبصار أكثر المفكرين والعلماء، فكم من علماء رأوا بديع الخالق في خلقه إلا أنهم استكبروا وماتوا على كفرهم، وهذا ما حدث في عقل هذا المسؤول الذي ظن أنه سيحرق الجبل بعود ثقاب في يوم عاصف.
كما لم يدرك هذا المسؤول ما ارتكبه وأثره في بلده وصناعاته وتفكير المسلمين في شتى بقاع الأرض، فلا أتصور أن مريضا مسلما سيسمع كلمة «أسترازينيكا» التي راجت وازدهرت أيام كورونا ويقبل بأن تكون علاجا لمرضه حتى لو مات، ولا أتخيل مسلما سيذهب لشراء سلعة مكتوب عليها صنعت في السويد «حارقة القرآن».
قد يحاول البعض إيجاد المبرر للجريمة النكراء وكأنهم هيئة دفاع عن المجرم، ويقولون إنه فعل فردي وإن مقاطعة المنتجات السويدية قد تضر بالعاملين فيها وتقطع أرزاقهم، بينما نسوا أن القرآن الذي احترق في السويد فيه آيات كثيرة تؤكد أن الرزاق هو مُنزل هذا الكتاب.
بقي لي أن أختم بأن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، كانت له رؤية ثاقبة مستمدة من سماحة ديننا الحنيف، وانعكست تلك الرؤية في نهج المملكة لتأتي بعد أكثر من عقدين وتؤكد أنها المسار الأصلح ليس للبحرين فقط وإنما للعالم أجمع، فاحترام الآخر والتقبل والتعايش فيه صلاح للناس جميعاً.
إن السلام والتعايش المشترك هما المفتاح لبناء عالم أفضل وأكثر تناغماً، وعلينا أن نعمل جميعاً معاً تحت قيادتنا الرشيدة من أجل تحقيق هذا الهدف وأن نرفض العنف والتعصب ونعتمد قيم التسامح والمحبة والاحترام المتبادل.
* رئيس تحرير ديلي تربيون الإنجليزية
فلم يكن شيئا غريبا أن يقوم متطرف، «لن يسمى إرهابياً طبعاً»، بحرق نسخة من القرآن الكريم، ولم أستغرب موافقة قاضٍ كاره للمسلمين بأن يمنح موافقة -غير قانونية- لارتكاب هذه الجريمة، فهو قد حكم من منظور عنصري لشخص يكره الإسلام والمسلمين، ولكن الأمر الجديد في هذه السلسلة القذرة هو ترحيب الحكومة السويدية بالقرار وحماية المجرم بأفراد من الشرطة؛ ليتمكن من حرق بضعة أوراق.
سآخذكم إلى وجهة نظر هؤلاء الذين ادعوا الحكمة والتقدم والرقي سنوات طويلة، فلو أن المسؤول الحكومي الذي يقود ذلك البلد المتقدم حقوقيا وصناعيا، لديه نسبة ضئيلة من الحكمة والعقل، لكان قد رفض هذا الأمر، لأنه سيراه من وجهة نظره أن رجلا يريد حرق بضعة أوراق، وأنها في النهاية لن تحرق المسلمين ولن تلغي قرآنهم، وستكون مثلها مثل نشوب حريق في أي مكان ما به نسخة من القرآن الكريم.
لكن التعصب عادة يعمي أبصار أكثر المفكرين والعلماء، فكم من علماء رأوا بديع الخالق في خلقه إلا أنهم استكبروا وماتوا على كفرهم، وهذا ما حدث في عقل هذا المسؤول الذي ظن أنه سيحرق الجبل بعود ثقاب في يوم عاصف.
كما لم يدرك هذا المسؤول ما ارتكبه وأثره في بلده وصناعاته وتفكير المسلمين في شتى بقاع الأرض، فلا أتصور أن مريضا مسلما سيسمع كلمة «أسترازينيكا» التي راجت وازدهرت أيام كورونا ويقبل بأن تكون علاجا لمرضه حتى لو مات، ولا أتخيل مسلما سيذهب لشراء سلعة مكتوب عليها صنعت في السويد «حارقة القرآن».
قد يحاول البعض إيجاد المبرر للجريمة النكراء وكأنهم هيئة دفاع عن المجرم، ويقولون إنه فعل فردي وإن مقاطعة المنتجات السويدية قد تضر بالعاملين فيها وتقطع أرزاقهم، بينما نسوا أن القرآن الذي احترق في السويد فيه آيات كثيرة تؤكد أن الرزاق هو مُنزل هذا الكتاب.
بقي لي أن أختم بأن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، كانت له رؤية ثاقبة مستمدة من سماحة ديننا الحنيف، وانعكست تلك الرؤية في نهج المملكة لتأتي بعد أكثر من عقدين وتؤكد أنها المسار الأصلح ليس للبحرين فقط وإنما للعالم أجمع، فاحترام الآخر والتقبل والتعايش فيه صلاح للناس جميعاً.
إن السلام والتعايش المشترك هما المفتاح لبناء عالم أفضل وأكثر تناغماً، وعلينا أن نعمل جميعاً معاً تحت قيادتنا الرشيدة من أجل تحقيق هذا الهدف وأن نرفض العنف والتعصب ونعتمد قيم التسامح والمحبة والاحترام المتبادل.
* رئيس تحرير ديلي تربيون الإنجليزية