العالم

ميدفيديف: يمكن إنهاء أي حرب بسرعة... إما باتفاق سلام أو بالأسلحة النووية

الشرق الأوسط

هدّد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف بإنهاء الحرب بضربة نووية، مذكراً بما قامت به الولايات المتحدة في اليابان لإنهاء الحرب العالمية الثانية.



ونقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء اليوم (الأربعاء) عن دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، قوله: إن من الممكن إنهاء أي حرب «بسرعة» إما بتوقيع اتفاق سلام أو كما فعلت الولايات المتحدة عام 1945 حين استخدمت «الأسلحة النووية». ولم يشر ميدفيديف صراحة إلى الحرب في أوكرانيا خلال حديثه، لكنه قال، كما قالت و«كالة أنباء العالم العربي»: إنه إذا توقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن إمداد كييف بالسلاح، فإن «العملية العسكرية» في أوكرانيا ستنتهي في غضون بضعة أشهر.



وتزامنت تصريحات ميدفيديف مع أخرى لمسؤول كبير باستخبارات الدفاع الأميركية، اليوم، قال لمجلة «نيوزويك»: إن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «صعب»، بيد أنه حذر من أن وكالة المخابرات المركزية لا تعرف على وجه التحديد ما قد يفعله على الساحة الأوكرانية. وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه: إن المخابرات المركزية مدركة تماماً لمدى الانغماس الروسي في أوكرانيا، لكنها في الوقت ذاته تجهل إلى حد كبير ما قد يُقدِم عليه بوتين مستقبلاً. وأضاف أنه مع الحديث عن نشر أسلحة نووية روسية في بيلاروسيا، وفي ضوء كشف يفغيني بريغوجين مؤسس مجموعة «فاغنر» علناً عن الخسائر الفادحة للصراع في أوكرانيا، فإن اللحظة الحالية «شائكة» للغاية.



وقال المسؤول: «ما يحدث خارج ساحة المعركة هو الأهم الآن... كلا الجانبين يتعهد بالحد من تحركاته، لكن يقع على عاتق الولايات المتحدة مسؤولية تنفيذ تلك التعهدات. يتوقف كل هذا على كفاءة استخباراتنا».



ونقلت المجلة عن مسؤول استخباراتي كبير ثانٍ قوله: إن بعض من في الوكالة يريدون التحدث بشكل أكثر علنية عن أهمية الدور الذي تلعبه، لكنه استبعد حدوث هذا إذ «تخشى المخابرات المركزية أن يتسبب إلقاء كثير من الضوء على دورها في استفزاز بوتين».



من ناحية أخرى، قال مسؤول استخبارات الدفاع: إن الهجمات «التخريبية» والقتال عبر الحدود أسفرا عن «تعقيد جديد»، محذراً من أن استمرار العمليات الأوكرانية «التخريبية» يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.



ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن هجمات داخل روسيا أو على الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا. وينفي الطرفان استهداف المدنيين في الحرب الدائرة منذ 16 شهراً التي شنّتها روسيا في فبراير (شباط) 2022. وشهدت المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا على مدى الأشهر الماضية انفجارات وهجمات بشكل شبه يومي، ويلقي مسؤولون روس بمسؤولية تلك الهجمات على القوات الأوكرانية أو من يصفونهم بأنهم مخرّبون موالون لأوكرانيا.



وقال حاكما كورسك وبيلغورود، المنطقتين الروسيتين، تعرضتا لنيران من أوكرانيا عبر الحدود في الساعات الأولى من صباح اليوم، مع الإشارة إلى أنباء عن حالة إصابة واحدة على الأقل. وكتب فياتشيسلاف جلادكوف، حاكم بيلغورود على تطبيق «تلغرام»، كما نقلت عنه «رويترز»: «استمر الهجوم على بلدة فالويكي لأكثر من ساعة». وأضاف جلادكوف أن قوات الدفاع الروسية أسقطت طائرة مسيّرة وجسمين جويين آخرين. وقال: إن القوات الأوكرانية أطلقت 12 قذيفة من قاذفات صواريخ جراد. وأصابت الهجمات ما لا يقل عن ثمانية منازل خاصة. وبشكل منفصل، قال رومان ستاروفويت، حاكم منطقة كورسك الواقعة إلى الشمال من بيلغورود وعلى الحدود مع أوكرانيا أيضاً: إن مدرسة ومنزلاً تضررا عندما تعرضت قرية تيوتكينو للنيران، دون أن يحدد طبيعة الهجوم.



قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم: إن القوات الروسية شنّت هجوماً على ثلاث مجموعات أوكرانية عسكرية بالقرب من مدينة باخموت، وذلك في أعقاب تقارير متضاربة عن القتال في المنطقة. ولم تدلِ الوزارة بأي تعليق في إفادتها اليومية حول انسحاب القوات الروسية من قرية كليشيفكا جنوب شرق باخموت، وهو ما نفاه مسؤول عيّنته روسيا في شرق أوكرانيا. وتقول أوكرانيا: إن قواتها حققت «نجاحاً جزئياً» في منطقة كليشيفكا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر بالجيش الروسي قوله: إن القوات الروسية تمكنت من صد هجوم أوكراني هناك دون الانسحاب من المنطقة وإن القوات الروسية تقضي على ما تبقى من القوات الأوكرانية.



أعلن الجيش الأوكراني تدمير «تشكيل» عسكري روسي في ماكيفكا التي تسيطر عليها موسكو في منطقة دونيتسك على خط المواجهة الأمامي، حيث أفاد مسؤولون ووسائل إعلام روسية عن مقتل مدني وإصابة العشرات في هجمات شنّتها كييف. وقال بيان للقوات المسلحة الأوكرانية صدر في وقت متأخر الثلاثاء: إنه «نتيجة للقوة النارية الفعالة لوحدات قوات الدفاع، اختفى من الوجود تشكيل آخر من الإرهابيين الروس في ماكيفكا المحتلة مؤقتاً».