الحديث عن الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط في الفترة الماضية كان يشغل ندوة عقدت في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن، حيث كان هناك إجماع على أن الولايات المتحدة لم تعد لاعباً رئيساً في المنطقة.
وفي هذا الإطار، كان محور الموضوع عن منافسة الصين وروسيا في الشرق الأوسط لاستغلال هذا الانسحاب، واتفق الحاضرون أن الأمر لا يستدعي هذا القلق، لأسباب عدة ومنها الانشغال الروسي بالحرب في أوكرانيا فيما الصين منشغلة في تايوان والحرب الاقتصادية مع واشنطن، كما أن إلى هذه اللحظة نصيب بكين من صفقات التسليح في الشرق الأوسط لا يتعدى ٥٪.
وتباعاً لذلك، تمثل الندوة رؤية معمقة للتواجد الأمريكي في الشرق الأوسط من وجهة نظر غربية، ولكن في واقع الأمر إن دول المنطقة لديها حسابات مختلفة عن ما تم طرحه، فهناك شبه اتفاق أن الدور الذي تلعبه واشنطن في تأمين الحماية وفرض وجودها على المنطقة أصبح مجرد تصريحات في وسائل الإعلام، فالوضع على الميدان يختلف تماماً.
على سبيل المثال لا الحصر، فإن التواجد الأمريكي في المياه الإقليمية بدول الخليج العربي لم يوقف عمليات الاستيلاء على ناقلات النفط وتهديد السفن التجارية وهذا جاء باعتراف البحرية الأمريكية عندما أكدت مجموعة من عمليات الاستيلاء التي جرت على مضيق هرمز وبحر عمان.
فالمسار الأمريكي الدبلوماسي والعسكري في الشرق الأوسط اتخذ منحنى مختلفاً، فهو ترك فراغاً ليس بالسهل التعامل معه، بل إن دول المنطقة بدأت تتخذ خطوات تحوطية لتدارك ذلك، والبدء بنهج جديد في التعامل مع الملفات، ومنها الملف الأمني والسياسات الخارجية، بحيث أصبح الهاجس الأكبر هو تأمين وحماية المصالح القومية لها عبر تأسيس علاقات مترابطة من خلال إنشاء منظومات اقتصادية وعسكرية ذات أبعاد متعددة تنطلق من الداخل إلى الخارج، على العكس من السابق التي كانت تلك المنظومات يتم استيرادها.
خلاصة الموضوع، إن فكرة الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط بدأت تتبلور من حقبة الرئيس باراك أوباما وبالتحديد بعد الحرب العراقية، في حين أن عملية الانسحاب تبلغ تكلفتها أكثر من عملية البقاء، فليس من المنطقي الانسحاب من منطقة لديها ثروات ضخمة من الطاقة في ظل وجود صراع بين روسيا وأوكرانيا، وهذا يجعل البيت الأبيض يعيد حساباته بشكل يومي لأن الفواتير كلما كان القرار متأخراً تزداد أضعافاً مضاعفة، والشرق الأوسط وبالتحديد دول الخليج لن تنتظر عندما لا تستطيع واشنطن سداد الفواتير.
وفي هذا الإطار، كان محور الموضوع عن منافسة الصين وروسيا في الشرق الأوسط لاستغلال هذا الانسحاب، واتفق الحاضرون أن الأمر لا يستدعي هذا القلق، لأسباب عدة ومنها الانشغال الروسي بالحرب في أوكرانيا فيما الصين منشغلة في تايوان والحرب الاقتصادية مع واشنطن، كما أن إلى هذه اللحظة نصيب بكين من صفقات التسليح في الشرق الأوسط لا يتعدى ٥٪.
وتباعاً لذلك، تمثل الندوة رؤية معمقة للتواجد الأمريكي في الشرق الأوسط من وجهة نظر غربية، ولكن في واقع الأمر إن دول المنطقة لديها حسابات مختلفة عن ما تم طرحه، فهناك شبه اتفاق أن الدور الذي تلعبه واشنطن في تأمين الحماية وفرض وجودها على المنطقة أصبح مجرد تصريحات في وسائل الإعلام، فالوضع على الميدان يختلف تماماً.
على سبيل المثال لا الحصر، فإن التواجد الأمريكي في المياه الإقليمية بدول الخليج العربي لم يوقف عمليات الاستيلاء على ناقلات النفط وتهديد السفن التجارية وهذا جاء باعتراف البحرية الأمريكية عندما أكدت مجموعة من عمليات الاستيلاء التي جرت على مضيق هرمز وبحر عمان.
فالمسار الأمريكي الدبلوماسي والعسكري في الشرق الأوسط اتخذ منحنى مختلفاً، فهو ترك فراغاً ليس بالسهل التعامل معه، بل إن دول المنطقة بدأت تتخذ خطوات تحوطية لتدارك ذلك، والبدء بنهج جديد في التعامل مع الملفات، ومنها الملف الأمني والسياسات الخارجية، بحيث أصبح الهاجس الأكبر هو تأمين وحماية المصالح القومية لها عبر تأسيس علاقات مترابطة من خلال إنشاء منظومات اقتصادية وعسكرية ذات أبعاد متعددة تنطلق من الداخل إلى الخارج، على العكس من السابق التي كانت تلك المنظومات يتم استيرادها.
خلاصة الموضوع، إن فكرة الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط بدأت تتبلور من حقبة الرئيس باراك أوباما وبالتحديد بعد الحرب العراقية، في حين أن عملية الانسحاب تبلغ تكلفتها أكثر من عملية البقاء، فليس من المنطقي الانسحاب من منطقة لديها ثروات ضخمة من الطاقة في ظل وجود صراع بين روسيا وأوكرانيا، وهذا يجعل البيت الأبيض يعيد حساباته بشكل يومي لأن الفواتير كلما كان القرار متأخراً تزداد أضعافاً مضاعفة، والشرق الأوسط وبالتحديد دول الخليج لن تنتظر عندما لا تستطيع واشنطن سداد الفواتير.