صحيفة ملاعب

مدرّبون ومحلّلون لـ «ملاعب»: التغيّر من مدرسة كروية إلى أخرى بناءٌ لمرحلة جديدة



وليد عبدالله

بعد تعاقد اتحاد الكرة مع المدرّب بيتزي لقيادة الأحمر

أكد مدرّبون وطنيون ومحلّلون فنيون أن تعاقد الاتحاد البحريني لكرة القدم مع المدرّب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، خطوةٌ واضحةٌ للتغيّر من المدرسة الأوروبية التي كان يمثّلها المدرب السابق البرتغالي هيليو سوزا إلى المدرسة اللاتينية التي يمثّلها المدرّب الجديد، مضيفين أن هذا التغيّر يشكّل مرحلة بناء جديدة لمنتخب المستقبل، مشيرين إلى أن المطالبة بالنتائج الفورية صعب للغاية وأن ذلك يحتاج لمزيد من الاستقرار الفنّي والاستمرارية التي تحقّق الأهداف والتطلّعات التي رسمها اتحاد الكرة ومن أبرزها تحقيق حلم الوصول لكأس العالم.

المدرسة اللاتينية قريبة لأسلوب لعبنا

القناص: نحتاج مدرّباً عملياً وليس مديراً فنياً.. ولنكن واقعيين بخصوص التأهّل المونديالي 2026


وقال المدرّب الوطني عدنان إبراهيم شويطر الملقب بـ"القناص" لـ"ملاعب": "نحن بحاجة لمدرّب عملي يعمل في الميدان أكثر من أن يكون مديراً فنياً يُشرف على طاقمه المُعاوِن. فلاعبو منتخبنا يحتاجون لمدرّب يعمل داخل الملعب ويُسهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم الفنية. نحن في وضع نحتاج لمدرّب ممرّن وعملي ولا نحتاج لمدير فنيّ يُشرف على المنتخب.

فعندما تابعنا المدرّب البرتغالي سوزا والمدرّبين الذين سبقوه، كانوا مدرّبين يعملون داخل الملعب. فلاعبونا بحاجة إلى مدرّب يمتلك الخبرة ويعرف كيف يتعامل مع اللاعبين وبخاصة في التدريبات وكيفية توظيف اللاعبين. وأعتقد أنه من الصعب الحديث الآن عن المدرّب الجديد للمنتخب الوطني".

وأضاف: "إن المدرسة اللاتينية قريبة لأسلوب لعبنا، فما يميز هذه المدرسة أنها تعتمد على الكرات السهلة واللعب القصير والتحوّل الجماعي، على عكس الكرة الأوروبية التي تعتمد على القوة والمجهود والسرعة. وأعتقد أن تواجد المدرسة اللاتينية سيكون مناسباً لنا كثيراً، خصوصاً وأن لاعبينا يمتازون بقصر القامة وكذلك ضعف القوة الجسمانية، في حين يمتلكون المهارة التي يُمكن من خلالها توظيفها كأداة تساعد هذه المدرسة على تطوير أسلوب اللعب في المنتخب".

وأشار إلى أنه من الصعب مُطالبة المدرّب الجديد بالوصول إلى كأس العالم 2026، موضحاً أن ذلك يحتاج إلى عمل كبير واستقرار واستمرارية، مبيناً أن المنتخب سيكون أمام تجديد كامل في عناصر الجهاز الفني، الذي كان قد اعتاد عليه طوال السنوات الأربعة الماضية مع المدرّب سوزا والطاقم الفني المعاون، وهذا بكل تأكيد يحتاج لوقت من أجل البناء والوصول إلى أسلوب لعب يكون من خلاله المنتخب قادراً على تحقيق النتائج الإيجابية التي تدفعه نحو تحقيق حلم الكرة البحرينية في كأس العالم 2030.

نفتقد السرعات وقوتنا في تلاحم المجموعة

عبدالرسول: التغيّر سيدفع لمرحلة بناء جديدة


من جانبه، قال المحلّل الفني علي عبدالرسول لـ"ملاعب": "كلّنا نعرف أن التعاقد مع المدرّب الجديد المدرّب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، يأتي بعد الاستقرار مع المدرّب هيليو سوزا. فقد كنّا مع المدرسة البرتغالية مدرسة التنظيم والتدرّج، واستطعنا أن يكون لنا نهج واضح في الفترة التي كنا نعمل فيها مع المدرّب السابق.

وتعاقدنا اليوم مع المدرّب الجديد الذي يمثّل المدرسة اللاتينية، من المُمكن أن يدفع نحو التغيّر من ناحية الأفكار وندخل في مرحلة بناء جديدة بشكل كبير. أتوقع، أننا نفتقد إلى المقومات التي يستطيع من خلالها المدرّب بيتزي البناء عليها، فنحن نفتقد إلى السرعات والمهارات، وقوتنا دائماً ما تكون في قوة المجموعة وقوة التنظيم ككلّ. في النهاية، نتمنّى كلّ التوفيق للمدرّب بيتزي وأن يكون الخيار صائباً للمرحلة القادمة".

الاستقرار عامل مهم لجني الثمار

حبيب: تغيُّر المدرسة يدفع للانتظار.. وبيتزي مُطالَب بصناعة منتخب المستقبل


وفي الإطار نفسه يعتقد المدرّب الوطني صلاح حبيب لـ"ملاعب" أن "إصرار الاتحاد على التعاقد مع مدرّب أرجنتيني، هو تغيُّر من مدرسة أوروبية كان يمثّلها المدرّب البرتغالي هيليو سوزا إلى المدرسة اللاتينية التي يمثلّها المدرّب الجديد، والتي تدفع نحو الانتظار من أجل حصد ثمار هذا التغيُّر. فهناك اختلاف كبير بين المدرستين الكرويتين، وهذا ما سيدفع لتغيُّر أسلوب اللعب بطريقة تتناسب مع المدرسة اللاتينية، وسيدفعه كذلك للعمل على تكوين منتخب للمستقبل، خصوصاً وأن أعمار أغلب لاعبي المنتخب الحالي تتجاوز 30 عاماً.

فالمُطالَبة بالنتيجة خلال هذه الفترة، خصوصاً على مستوى الوصول لكأس العالم 2026، لن تكون سهلة بتاتاً، فالمدرّب يحتاج لوقت واستقرار لجني ثمار ذلك. وأعتقد أن خيارات المدرّب من اللاعبين لن تختلف عن السابق كثيراً في حال مشاركته في التصفيات وحتى كأس آسيا المقبلة، خصوصاً وأن دورينا يفتقد لكثير من اللاعبين ذوي الجودة العالية، مع وجود انتشار واضح للاعبي شركة طموح وزيادة عدد المحترفين. أعتقد نحن بحاجة لتكوين منتخب للمستقبل والبناء عليه من أجل الاستمرارية التي يُمكن أن تحقّق لنا النتائج خلال المرحلة القادمة".

زويد: بيتزي يعرف "الخليجي".. وأتمنّى وجود مجموعة تخدمه

من جهته، نوه المدرّب الوطني صديق زويد لـ"ملاعب" إلى أن "بيتزي، مدرّب يمتلك خبرة دولية وسبق أن أشرف على تدريب منتخبات وحقّق نتائج إيجابية، وذلك عندما أشرف على تدريب منتخب تشيلي وحقّق معه لقب كأس كوبا أمريكا التي تعتبر من أقوى البطولات في العالم. كما أنه أشرف على تدريب المنتخب السعودي خلال مشاركته في مونديال كأس العالم 2018 بروسيا. وأعتقد أن المدرّب يمتلك الخبرة على مستوى المنطقة وذلك عندما درَّب في السعودية والإمارات وتحديداً مع فريق نادي الوصل الإماراتي الموسم الماضي، فهو يعرف أوضاع اللاعب الخليجي مع اختلاف البنية التحتية في هاتين الدولتين عن البحرين.

فأرى أن التعاقد معه نقطة إيجابية، وأعتقد أن المدرسة اللاتينية مدرسة جيدة رغم وجود اختلافات بسيطة مع المدرسة الأوروبية، إلا أنهما أفضل مدرستين كرويتين. فالمهم قيمة المدرّب وأتمنّى أن تكون هناك مجموعة جيدة تخدم المدرّب، لتحقيق الرؤية الفنية التي سيرسمها خلال فترة تواجده مع المنتخب، بما يحقّق تطلّعات الاتحاد والشارع الرياضي البحريني".