عائشة البوعينين
تتحدث إحدى الأمهات فتقول أنا ربيت أبنائي أحسن تربية فأنا أحرص على مستواهم التحصيلي وأطبخ لهم أفضل الطعام وأغسل الملابس وأهتم بمظهرهم الخارجي دائماً ولم أقصر بدوري أبداً، كذلك يتحدث أحد الآباء فيقول أنا أتحمل المصاعب ومشاق العمل لأرتقي بالمستوى المادي لعائلتي فأشتري لهم أغلى الأشياء وأدخلهم أفضل المدارس والمعاهد لأجعل منهم أفضل الناس. لحظة.. لحظة.. لحظة .. هل هذه هي التربية؟ أجيب وأقول لنفسي وللجميع: لا طبعاً هذا يسمى رعاية.. فما الفرق بين الرعاية والتربية؟
الرعاية هي العناية بالأبناء والاهتمام بطعامهم ومتابعة واجباتهم واستذكار دروسهم وإظهارهم بأحسن مظهر، أما التربية هي توجيه الاهتمامات وبناء القناعات وتنمية المهارات والحرص على بناء قواعد العلاقات الصحيحة من خلال القدوات التي نكون عليها لأبنائنا. الرعاية يستطيع أي شخص القيام بها مثل الجدة والخالة والعمة وحتى الخادمة التي نطلق عليها مجازاً لقب المربية وهي ليست بذلك. لم نسمع قط أحداً يقول لشخص أساء التصرف خالتك أو جدتك أو أياً كان لم يربك جيداً وإنما يقال فلان لم يربه أبوه وأمه جيداً ولهذا المسؤول الأول عن هذا الدور العظيم وهو التربية هو الأم والأب، لكن لا ننكر وجود أفراد من العائلة يهتمون لشخص من أبناء عائلتهم والقصد هنا أن ننسب الدور للشخص الذي سيحاسب أمام الله على رعيته التي ولاه الله إياها ، فكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه»؛ متفق عليه. عندما تقول لنفسك أنا مربٍ لابد أن تختبر نفسك في خمسة أمور قمت بالعمل عليها مع أبنائك أولها بناء القناعات حيث تغرس العقيدة الصحيحة وربطها بالقيم الإسلامية ليصبح لابنك طموحات في الحياة فيفهمها بطريقة صحيحة. ثانيها توجيه الاهتمامات بحيث تشارك ابنك في اهتماماته فتعرف ما يشغل باله وتدربه على كيفية قضاء وقت فراغه فيما ينفعه. وثالثها تنمية المهارات من خلال معرفتك للمهارات التي تميز ابنك عن غيره وتعمل على تطويرها بإشراكه في الأندية والدورات التي تطور من مستواه. أما رابعها فهم قواعد العلاقات بأن تكون الصديق الأول لابنك فتعلمه من يصاحب ومن يبتعد عنه ويتجنبه، كذلك من الضروري تعليم الابن كيفية بناء العلاقات والتواصل مع الآخرين وإصلاحها في حال التعرض لمشكلِ ما وإنهائها في حال كانت تتعارض مع المبادئ و القيم. وأخيراً لابد من اختيار القدوات الذين يتطلع إلى أن يكون مثلهم والقوانين التي يجب أن يلتزم بها في تقليده للقدوات التي يختارها.
همسة أس
لا ننكر أهمية الرعاية لكنها جزء بسيط من المهمة التي سيحاسبنا الله عليها، اجلس مع نفسك وراجعها هل قمت بالأمور الخمسة التي ذكرناها؟ إذا لم تقم بها أو قصرت بأحدها لازالت الفرصة موجودة ما دمت على قيد الحياة فهي واجبك أولاً وآخراً واستعن فيمن تثق بهم ممن تحب في مساعدتك لأداء دورك التربوي، وأذكر نفسي و إياك بأن الرعاية يمكن تفويض جزء منها أما التربية فلا تفويض فيها.
* مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
تتحدث إحدى الأمهات فتقول أنا ربيت أبنائي أحسن تربية فأنا أحرص على مستواهم التحصيلي وأطبخ لهم أفضل الطعام وأغسل الملابس وأهتم بمظهرهم الخارجي دائماً ولم أقصر بدوري أبداً، كذلك يتحدث أحد الآباء فيقول أنا أتحمل المصاعب ومشاق العمل لأرتقي بالمستوى المادي لعائلتي فأشتري لهم أغلى الأشياء وأدخلهم أفضل المدارس والمعاهد لأجعل منهم أفضل الناس. لحظة.. لحظة.. لحظة .. هل هذه هي التربية؟ أجيب وأقول لنفسي وللجميع: لا طبعاً هذا يسمى رعاية.. فما الفرق بين الرعاية والتربية؟
الرعاية هي العناية بالأبناء والاهتمام بطعامهم ومتابعة واجباتهم واستذكار دروسهم وإظهارهم بأحسن مظهر، أما التربية هي توجيه الاهتمامات وبناء القناعات وتنمية المهارات والحرص على بناء قواعد العلاقات الصحيحة من خلال القدوات التي نكون عليها لأبنائنا. الرعاية يستطيع أي شخص القيام بها مثل الجدة والخالة والعمة وحتى الخادمة التي نطلق عليها مجازاً لقب المربية وهي ليست بذلك. لم نسمع قط أحداً يقول لشخص أساء التصرف خالتك أو جدتك أو أياً كان لم يربك جيداً وإنما يقال فلان لم يربه أبوه وأمه جيداً ولهذا المسؤول الأول عن هذا الدور العظيم وهو التربية هو الأم والأب، لكن لا ننكر وجود أفراد من العائلة يهتمون لشخص من أبناء عائلتهم والقصد هنا أن ننسب الدور للشخص الذي سيحاسب أمام الله على رعيته التي ولاه الله إياها ، فكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه»؛ متفق عليه. عندما تقول لنفسك أنا مربٍ لابد أن تختبر نفسك في خمسة أمور قمت بالعمل عليها مع أبنائك أولها بناء القناعات حيث تغرس العقيدة الصحيحة وربطها بالقيم الإسلامية ليصبح لابنك طموحات في الحياة فيفهمها بطريقة صحيحة. ثانيها توجيه الاهتمامات بحيث تشارك ابنك في اهتماماته فتعرف ما يشغل باله وتدربه على كيفية قضاء وقت فراغه فيما ينفعه. وثالثها تنمية المهارات من خلال معرفتك للمهارات التي تميز ابنك عن غيره وتعمل على تطويرها بإشراكه في الأندية والدورات التي تطور من مستواه. أما رابعها فهم قواعد العلاقات بأن تكون الصديق الأول لابنك فتعلمه من يصاحب ومن يبتعد عنه ويتجنبه، كذلك من الضروري تعليم الابن كيفية بناء العلاقات والتواصل مع الآخرين وإصلاحها في حال التعرض لمشكلِ ما وإنهائها في حال كانت تتعارض مع المبادئ و القيم. وأخيراً لابد من اختيار القدوات الذين يتطلع إلى أن يكون مثلهم والقوانين التي يجب أن يلتزم بها في تقليده للقدوات التي يختارها.
همسة أس
لا ننكر أهمية الرعاية لكنها جزء بسيط من المهمة التي سيحاسبنا الله عليها، اجلس مع نفسك وراجعها هل قمت بالأمور الخمسة التي ذكرناها؟ إذا لم تقم بها أو قصرت بأحدها لازالت الفرصة موجودة ما دمت على قيد الحياة فهي واجبك أولاً وآخراً واستعن فيمن تثق بهم ممن تحب في مساعدتك لأداء دورك التربوي، وأذكر نفسي و إياك بأن الرعاية يمكن تفويض جزء منها أما التربية فلا تفويض فيها.
* مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري