لماذا تجد البحرينيين يتفاعلون بشكل كبير مع ما يُصدَر من تقارير إيجابية أجنبية تتحدّث عن «حقوق الإنسان» وتكشف الإنجازات المُهمّة التي تحقّقها بلادنا الغالية البحرين؟!

أولاً علينا وضع النقاط على الحروف هنا، إذ التفاعل الإيجابي ليس مبعثه «السعادة» بأن «الغرب» يشهد للبحرين من خلال دُوَلِه الكبرى أو مؤسساته أو الاتحاد الأوروبي وغيرهم؛ إذ نحن نعرف تماماً ماذا حقّقته البحرين من إنجازات ومُكتسبات عبر مشروع جلالة الملك الإصلاحي حفظه الله.

نحن نعرف تماماً ما الذي يحصل على الأرض، وكيف أنّ البحرين طوّرت من عملية احترام حقوق الإنسان وصونها، وأوجدت العديد من التشريعات والنصوص الدستورية والقانونية التي من خلالها حقّقت العديد من الإنجازات، وبيّنت كيف أن بلادنا تمضي وفق نهج ملكنا «الإنسان» وبناءً عليه تحققت الكثير من المُكتسبات في هذا المجال، وسنُبيّن بعض الأمثلة السريعة لاحقاً، وهي التي لن تجدها حتى في الغرب الذي دأب على انتقاد غيره في هذا الشأن، رغم أن هذا الغرب نفسه عليه ما عليه بشأن حقوق الإنسان، ويُسجّل التاريخ عليه كثيراً من الشواهد التي تُبيّن حقيقة الشعارات المرفوعة.

مثلاً ما صدر سابقاً عن الخارجية الأمريكية في هذا الجانب بشأن البحرين، وما تبعه مؤخراً من تقرير صادر عن الخارجية البريطانية والكومنولث بإزالة البحرين من قائمة الدول المصنَّفة كدول ذات أولوية لحقوق الإنسان، كلُّها أمور تُثبت نقطةً هامّةً جدّاً وهي أن الغرب «بات يفتح عينيه» وأخذ ينتهج أسلوباً يُحاول أن يكون فيه «مُنصِفاً وحياديّاً»، أو هكذا نظنّ حالياً، بعد أن كان في السابق يتجنّى ويُضخّم الأمور ويبني مواقفه على ادعاءات وفبركات ومُغالطات يسوقها أفرادٌ وجماعات محسوبة على جِهات مُعادية تستهدف بلادنا صراحة.

التفاعل الإيجابي من قِبَلنا ليس مبنيّاً على سعادة بأن الغرب يمنحنا «صكّ اعتراف» بمُنجزات البحرين فيما يتعلّق بحقوق الإنسان، بل تفاعلنا الإيجابي مبنيّ على أنّه «أخيراً» بدأ الغرب «يفتح عينيه» وينظر بواقعية ومنطق لما يتحقّق على الأرض وما يُعزّز مُكتسبات حقوق الإنسان في البحرين، وهي أمورٌ تدحض بقوة كل الادعاءات والكلام المُرْسَل الذي يُسوِّق له من قاموا يوماً بانقلابٍ هدفه اختطاف البحرين، انقلابٍ أساسُه كان استهداف مكوّنات المجتمع الأُخرى التي تختلف مع توجّهاتهم، والتي هي في أساسها انتهاكٌ صريح لمبادئ حقوق الإنسان بشكل فجٍّ وصارخ.

هل تريدون أن نبدأ ونَسردَ ما مِن شأنه «علاج» يفتح عيون مَن أغمضها سابقاً وصدّق هؤلاء المدّعين وأصحاب الأجندات والمُدافعين عن الإرهاب وعمليات إقلاق أمن المجتمع وإباحة قتل رجال الأمن، وفي المقابل يُمجدّون أنظمة تَوسُّعية هي التي تُمارِس أشدَّ أنواع انتهاكات حقوق الإنسان بشهادة العالم؟!

هل نبدأ بالحديث عن العفو الملكي السامي المتكرِّر عن كثير مِمَّن أساؤوا واستهدفوا بلادنا، وأيضاً المحكومين في قضايا متنوِّعة؟! أم نتحدّث عن مؤسسات حقوق الإنسان التي تأسّست في بلادنا وعملها؟! أم هيئة التظلّمات التي تحمي حقوق البشر؟! أو البرامج والمشاريع الإنسانية التي تقوم عليها وزارة الداخلية البحرينية بنفسها، مثل السجون المفتوحة والعقوبات البديلة؟! أو الدَّور المؤثر الذي تقوم به البحرين في مجالات الإنسانية والتّسامح والتّعايش وحوار الأديان واحترام الآخر؟! والقائمة تطول وتطول وتطول.

لذلك فإنّ التفاعل الإيجابي مَبعثُهُ أمرٌ واحدٌ لا غير، وهو التفاؤل خيراً بأن الغرب «بدأ فتح عينيه» وبات ينظر بجدّية لِمَا تقوم به البحرين وتحقّقه من مُنجزات، في مقابل تمحيص وتدقيق أكثر فيما يدّعيه كارهو هذا الوطن من انقلابيين ومن عملاء لجهات تُعلن بصراحة وبكلّ بجاحة عن مطامعها واستهدافها للبحرين.

يكفينا بأنّ لدينا ملكاً «إنساناً»، هو أبٌ لكلّ بحريني، وهو رَجُلٌ يسعى للإصلاح، ويفرح بعودة كلّ ابنٍ ضلّ طريقه إلى المَسَار الصّحيح، ليكون عُنصراً فاعلاً في بناء الوطن والحفاظ عليه. والدنا ورمزنا ملك البحرين المعظّم، إنسانيتك هي التي تستوجِب الإشادة والفخر والاعتزاز، ولا شيء آخر.