الحرة
دانت السويد، الخميس، اقتحام سفارتها في بغداد واعتبرته أمر "غير مقبول على الإطلاق"، واستدعت القائم بالأعمال العراقي لديها، بالتزامن مع أنباء عن اعتقال عدد من أنصار الزعيم العراقي الشيعي، مقتدى الصدر، المتهمين بالمشاركة في حرق السفارة.
وقال وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، في بيان نقلته رويترز، إن عملية اقتحام السفارة في بغداد خلال وقت سابق هذا اليوم "غير مقبول على الإطلاق"، متهما السلطات العراقية بالإخفاق في أداء مسؤوليتها بحماية البعثات الدبلوماسية وموظفيها.
وأضاف أن ستوكهولم تتواصل مع ممثلين رفيعي المستوى في العراق للتعبير عن الاستياء جراء الحادث. كما استدعت السويد أيضا القائم بالأعمال العراقي لديها على خلفية هذه الأحداث.
هذا، وأشار مراسل "الحرة" إلى "وجود أنباء عن اعتقال 4 أشخاص من أنصار التيار الصدري متهمين بالمشاركة في اقتحام السفارة"، فيما دعت مواقع قريبة من تيار رجل الدين الشيعي إلى "الاستعداد للخروج في مظاهرات حال عدم إطلاق سراح الموقوفين".
ولاحقا، أشارت المصادر إلى أن الموقوفين الأربعة تم الإفراج عنهم بعد تواصل قيادات التيار الصدري مع القوات الأمنية، لكن لا يزال هناك وجود "5 معتقلين آخرين لا زالوا لدى القوات الأمنية"، بحسب المراسل.
كما أفاد مراسل "الحرة" أيضا بوقوع 5 جرحى تم نقلهم إلى مستشفى ابن سيناء الحكومي بالمنطقة الخضراء.
وقال مدير مكتب التيار الصدري في بغداد، إبراهيم الجابري، إنه على تواصل مع القوات الأمنية بشأن "المعتقلين والجرحى".
وفي سياق متصل، استنكر مرصد الحريات الصحفية "اعتقال ثلاثة مصورين" يعملون مع وكالات أنباء عالمية، بالإضافة إلى الاعتداء على آخرين.
وطالب المرصد، القوات الأمنية بـ "الكف عن العنف ضد الصحفيين".
وفي سياق آخر، عقد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني اجتماعا طارئا على خلفية منح الحكومة السويدية رخصة لحرق المصحف الشريف، وحادث حرق السفارة السويدية في بغداد.
العراق يهدد بقطع العلاقات
وهددت الحكومة العراقية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد حال تم إحراق المصحف مجددا على أراضيها، منددة في الوقت ذاته بحادث اقتحام وحرق السفارة السويدية في بغداد.
وعقب اجتماع طارئ بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أصدرت الحكومة العراقية بيانا أكدت فيه أنها أبلغت الحكومة السويدية، الأربعاء، عبر القنوات الدبلوماسية "بالذهاب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية في حال تكرار حادثة حرق القرآن الكريم على أراضيها ومنح الموافقات تحت ذريعة حرية التعبير".
واعتبرت أن مثل هذه التصرفات "استفزازية وتسيء للمواثيق والأعراف الدولية باحترام الأديان والمعتقدات، وتشكل خطرا على السلم، وتحرض على ثقافة العنف والكراهية".
وكان مئات المحتجين، اقتحموا السفارة السويدية وسط بغداد في الساعات الأولى من صباح الخميس، حيث تسلقوا أسوارها وأشعلوا النيران فيها، في ظل دعوة من الصدر إلى مظاهرة، الخميس، احتجاجا على حرق مزمع للمصحف السويد هو الثاني خلال أسابيع قليلة.
وفرقّت قوات مكافحة الشغب العراقية، صباح الخميس، محتجين من أمام السفارة السويدية واستخدمت خراطيم المياه والعصي الكهربائية لإبعادهم عن السفارة وتفريقهم، بحسب فرانس برس. ورمى المحتجون من جهتهم، الحجارة على القوات الأمنية.
وخلال وقت سابق، أعلنت الخارجية السويدية أن جميع العاملين في سفارتها لدى بغداد في أمان.
بدورها، أصدرت الخارجية العراقية بيانا أدانت فيه الهجوم، دون أن توضح كيفية حدوث الاقتحام، أو تحديد منفذيه.
وقالت الوزارة إن الحكومة العراقية كلفت الجهات الأمنية المختصة بإجراء تحقيق عاجل واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لكشف ملابسات الحادث، والتعرف على مرتكبيه ومحاسبتهم وفق القانون.
وأظهرت مقاطع نشرت على الإنترنت، متظاهرين داخل السفارة يلوحون بأعلام، ويرفعون صور رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر.
وكانت الشرطة السويدية أصدرت، الأربعاء، إذنا لتنظيم تجمع أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، الخميس، وأوضحت أنه لشخصين.
وذكرت وكالة الأنباء السويدية "تي تي" أن المشاركين يخططان لحرق مصحف والعلم العراقي وأن أحدهما سبق أن حرق نسخة من المصحف أمام مسجد في ستوكهولم الشهر الماضي.