الرأي

الصحراء المغربية.. والقضية الفلسطينية

قضايا عربية خالصة، استطاعت أن تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام الدولي والعربي، وكل نجاح في ملف منهما يعني نجاحاً للملف الآخر، وبكل تأكيد فإن هذين الأرضين عربيتان خالصتان وخسارة أي واحدة منهما غير مقبولة.

ولا فرق بين هذه القضية والأخرى إلا في بعض التفاصيل، ولا تقل إحداها أهمية عن الأخرى، ومن يعمل على حل القضية الفلسطينية يجب أن يعمل أيضاً لوحدة أراضي المغرب واستقراره.

حقيقة، فإن العاهل المغربي موقفه ثابت في القضيتين، ولم يتنازل عن موقفه من قضية فلسطين، وحق إقامة دولة فلسطينية، ونظرته من أجل الوصول إلى حلول من خلال السلام والحوار، هي ما توافقت عليه جميع الدول التي وقعت اتفاقيات سلام، وبدأ العالم يدرك أهميتها.

ورغم الهجوم والمزايدات الإعلامية التي حدثت بعد توقيع المغرب اتفاق سلام مع إسرائيل، فإن موقف المغرب ظل ثابتاً منذ لحظة التوقيع الثلاثي على الاتفاقيات، ودعم المغرب لم يقل أو يتغير فيما يخص الأشقاء الفلسطينيين.

البحرين والإمارات والمغرب، وجميع الدول التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل لم يتغير أيضاً موقفها من فلسطين، ولكن ما تغير فقط هو أسلوب الحل، وخصوصاً أن الحلول القديمة لم تجدِ نفعاً، وخسرتنا جزءاً مهماً من الأراضي العربية في فلسطين.

مؤخراً، أعلنت إسرائيل اعترافها بسيادة المغرب على صحرائها، وهو اعتراف هام، وزيادة في عدد الدول التي دعمت هذا الاتجاه، ما يعني تثبيتاً لحفظ ووحدة أراضي المملكة المغربية، وهو ما يعني بدوره أنه خطوة جديدة نحو الأمام في قضية هامة.

وبالعودة لاتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل، يجب إدراك أن لكل دولة قضاياها الوطنية الهامة، وأن اتفاق أي دولة مع إسرائيل من أجل مصالح وطنية مشتركة معينة، لا يعني بتاتاً التخلي عن القضية الفلسطينية، ولا بيع فلسطين بالمزاد كما يشيع البعض.

وشخصياً، أرى أن الفرص تزداد لإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية، من خلال التفاهمات الدولية، وبلغة المصالح المشتركة التي بدأ العرب بالتعامل معها، بدلاً من الأساليب القديمة، وانضمام المغرب للدول التي وقعت اتفاقاً للسلام مع إسرائيل، يعني زيادة في القدرة على تشكيل جبهة ضغط، تدفع نحو إنهاء الصراع والتسوية الشاملة، خصوصاً وأن قادة الدول الموقعة لاتفاقيات السلام، لديهم ذات النظرة والفكر والتوجه فيما يختص بالقضية الفلسطينية، ورؤية الحل من خلال التفاهم والحوار.