ورد في «حديث الشفاعة» عن أبي هريرة رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجداً لربي عزَّ وجل، ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يُقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تُعطَه، واشفع تُشفع» رواه البخاري. وقوله عليه الصلاة والسلام: «أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أوّل من يقرع باب الجنة» رواه المسلم. هنا كان الموقف العظيم للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم الذي ظل أثره جلياً في حياتنا حتى هذه اللحظة، فهو الذي سيشفع لأمته يوم القيامة، وهو الذي أكرمه المولى بأن يكون أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة في دخول الجنة، وهو الذي سيكون أول من يقرع باب الجنة. هكذا تُصنع المواقف ومن سيد المرسلين الذي قاد الأمة للخير ووصل الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها بفضل الله تعالى ثم بفضل رسالته التي كانت نهاية الرسالات.
عندما نتكلم عن هذه المواقف الشامخة فإنما نتكلم عن سنوات عديدة تمضي كسرعة البرق الخاطفة نستذكر فيها مواقفنا في الحياة وآثارنا التي مضت، وآثار من قبلنا الذين سبقونا بالخير وهم الآن تحت الثرى. 1444 سنة هجرية مضت من هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، هجر فيها دياره وأرضه التي نشأ عليها وكانت منطلق رسالة الإسلام ومنبع الوحي، ومنها انطلقت المواقف الشامخة التي كانت وليدة محبة الله تعالى ومحبة رسالة الإسلام التي بزغ أثرها الجميل في شتى أنحاء المعمورة، واليوم نتذوق أثرها ونعيش تحت ظلالها. رحلت السنوات وتبقّى أثرها بالمواقف الكبار التي صنعها النبي صلى الله عليه وسلم وصنعها صحابته الكرام والسلف الصالح وكل من حمل رسالة الإسلام وسخر نفسه ليكون قدوة في الخير وشامة بين الناس وخليفة في الأرض ينشر معاني الخير. رحلت سنة هجرية أخرى من أعمارنا، بل نقصت سنة أخرى من أعمارنا وتبقت معها تلك المعالم الجميلة التي اعتدنا أن تصاحبنا في حياتنا من صنائع المعروف، وتلك التي اعتدنا ألا نسوف في تحويلها إلى حياة عملية ماتعة وجليلة في ميدان المواقف ذات الأثر المحمود الممتد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
عندما ترحل السنة، فإن المؤمن مازال في فسحة من الأمل وفي القرب من المولى الكريم، فليست الآثار تصنع بالأعمار، بل تصنع بتلك الروح الإيمانية المتقدة المحبة للخير التي لا تقبل أن تكون متأخرة عن ركب الحياة، ولا متأخرة عن تلك المواقف العظيمة التي صنعها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. تستذكر موقف الشفاعة، عندما تردد الدعاء بعد الأذان خمس مرات في اليوم، وتقول بعد أن تصلي وتسلم على النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إلا حلَّت له الشفاعة يوم القيامة». فهذا هو الموقف الجميل الذي يجب أن لا نغفل عنه في أيام الحياة.. فنقول يكفي ما فات، وآن الأوان لصنع الخير وامتداد الأثر، وكل مسلم عليه أن يترنم بمواقف جميلة الأثر يجددها كل يوم بعيداً عن ترهلات الحياة وهوامشها المزيفة المُتعبة. البعض مازال يصارع من أجل البقاء من أجل دنيا فانية. يقصر هنا وهناك وبخاصة في صلواته وعلاقته بربه، ثم يجد نفسه وقد خسر كل شيء، وأضحى بليد المشاعر الإيمانية، لا يستشعر بتلك النعم التي يعيش في أنهارها، فلا يحمد الله عز وجل على ما أنعم به عليه.
ومضة أمل
اللهم اجعلها إطلالة خير لهجران مواقف السوء وهجران التقصير وهجران هوامش الحياة، واجعلها مساحات آمنة لقلوب تعشق القرب منك واللقاء بك في كل سجدة وفي كل مناجاة واللقاء بك بثوب آمن بعد فراق الدنيا نُبشر فيها بالفردوس الأعلى وبروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان. اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله وأحسن رحلينا من هذا الحياة، واجعل أعمارنا شاهدة لنا في الخير في كل أنفاسنا.
عندما نتكلم عن هذه المواقف الشامخة فإنما نتكلم عن سنوات عديدة تمضي كسرعة البرق الخاطفة نستذكر فيها مواقفنا في الحياة وآثارنا التي مضت، وآثار من قبلنا الذين سبقونا بالخير وهم الآن تحت الثرى. 1444 سنة هجرية مضت من هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، هجر فيها دياره وأرضه التي نشأ عليها وكانت منطلق رسالة الإسلام ومنبع الوحي، ومنها انطلقت المواقف الشامخة التي كانت وليدة محبة الله تعالى ومحبة رسالة الإسلام التي بزغ أثرها الجميل في شتى أنحاء المعمورة، واليوم نتذوق أثرها ونعيش تحت ظلالها. رحلت السنوات وتبقّى أثرها بالمواقف الكبار التي صنعها النبي صلى الله عليه وسلم وصنعها صحابته الكرام والسلف الصالح وكل من حمل رسالة الإسلام وسخر نفسه ليكون قدوة في الخير وشامة بين الناس وخليفة في الأرض ينشر معاني الخير. رحلت سنة هجرية أخرى من أعمارنا، بل نقصت سنة أخرى من أعمارنا وتبقت معها تلك المعالم الجميلة التي اعتدنا أن تصاحبنا في حياتنا من صنائع المعروف، وتلك التي اعتدنا ألا نسوف في تحويلها إلى حياة عملية ماتعة وجليلة في ميدان المواقف ذات الأثر المحمود الممتد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
عندما ترحل السنة، فإن المؤمن مازال في فسحة من الأمل وفي القرب من المولى الكريم، فليست الآثار تصنع بالأعمار، بل تصنع بتلك الروح الإيمانية المتقدة المحبة للخير التي لا تقبل أن تكون متأخرة عن ركب الحياة، ولا متأخرة عن تلك المواقف العظيمة التي صنعها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. تستذكر موقف الشفاعة، عندما تردد الدعاء بعد الأذان خمس مرات في اليوم، وتقول بعد أن تصلي وتسلم على النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إلا حلَّت له الشفاعة يوم القيامة». فهذا هو الموقف الجميل الذي يجب أن لا نغفل عنه في أيام الحياة.. فنقول يكفي ما فات، وآن الأوان لصنع الخير وامتداد الأثر، وكل مسلم عليه أن يترنم بمواقف جميلة الأثر يجددها كل يوم بعيداً عن ترهلات الحياة وهوامشها المزيفة المُتعبة. البعض مازال يصارع من أجل البقاء من أجل دنيا فانية. يقصر هنا وهناك وبخاصة في صلواته وعلاقته بربه، ثم يجد نفسه وقد خسر كل شيء، وأضحى بليد المشاعر الإيمانية، لا يستشعر بتلك النعم التي يعيش في أنهارها، فلا يحمد الله عز وجل على ما أنعم به عليه.
ومضة أمل
اللهم اجعلها إطلالة خير لهجران مواقف السوء وهجران التقصير وهجران هوامش الحياة، واجعلها مساحات آمنة لقلوب تعشق القرب منك واللقاء بك في كل سجدة وفي كل مناجاة واللقاء بك بثوب آمن بعد فراق الدنيا نُبشر فيها بالفردوس الأعلى وبروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان. اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله وأحسن رحلينا من هذا الحياة، واجعل أعمارنا شاهدة لنا في الخير في كل أنفاسنا.