عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش - أخصائي سعادة ومرشد أسري


يشتكي بعض الآباء، بأن هيبتهم قلت في نفوس أبنائهم عندما كبروا فصاروا يحاورونهم ويناقشونهم في الأحداث والمواقف مما سبب العديد من المشكلات بين أفراد الأسرة، هل هذا الشعور طبيعي وهل يشعر به الجميع؟ في هذا المقال سنسلط الضوء على هذا الشعور بتوضيح بعض ما يغفل عنه الآباء .

الابن كلما كان صغيراً بالعمر كلما شعر الوالدين بأن هيبتهم أقوى وكلما كبر الابن في العمر كلما ضعفت هيبة الأم والأب وهذا بنظرهم فقط، فتقدم الوالدين في العمر يجعلهما يتحسسان في هذا الجانب ظناً منهم بأن هذا تقليل من قدرهما أو احترامهما و في الوقت نفسه يكبر الابن وتقوى شخصيته من خلال الحوار والنقاش.

دورنا كوالدين في حياة أبنائنا ليس إسكاتهم أو توبيخهم أو استصغارهم والتقليل من شأنهم وإنما كسب قلوبهم من خلال توجيههم وتدريبهم على مهارات الحوار الإيجابي وأدب احترام الكبير واحترام الرأي والرأي الآخر دون أن نربط ذلك بالهيبة بمفهومها البسيط.

أنصت لابنك مهما كان كلامه ولا تقاطعه ورحب بالحديث معه فأنت المعلم الأول وسيد الموقف وهيبتك محفوظة، فالهيبة الوالدية شيء أكبر من أن يحد بحدود فالهيبة التي تبني على المحبة والاحترام هي التي تبقى وتنمو وتقوى بقوة شخصية الابن.

حرص الآباء على جعل ابنهم منصاعاً لأوامرهم من الطفولة حتى المراهقة والرشد يعد من الأخطاء التربوية غير المقصودة التي يغفل عنها الكثير من الآباء وينسى بأن تبادل أطراف الحديث بالنقاش والحوار هو حق من حقوق الأبناء، فعندما يسلب الوالدان هذا الحق يصنعان من ابنهما شخصاً صامتاً يقول حاضر وتم لكل ما يقال له فهو عبارة عن قنبلة موقوتة وقد يجلب المشاكل مستقبلاً لنفسه ولأسرته لأنه تعود على الطاعة العمياء للجميع دون أن يكون قادرا على صنع قرار فيكون تحت سطوة أصحاب السوء وشرار النفوس كونه تربى وتعلم على التنفيذ دون التفكير فيتأثر مستقبلاً على صعيد حياته الشخصية والمهنية فيبحث دائماً عمن يسيّر أمور حياته ويتخذ القرارات بدلًا عنه.

همسة أس

عوّد ابنك على النقاش والمفاوضة في حدود الأدب والاحترام واجعله جاهزاً لمواجهة العالم الخارجي من دونك، واسمح له بالتفكير وأخذ القرار والتجربة والخطأ بوجودك ليتعلم من خطئه قبل أن يضيع بغيابك في المستقبل.