العين الإخبارية

تحوم مأساة انهيار شركة نوكيا في صناعة التكنولوجيا، حول شركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات.

ما دفع الإيكونوميست أن تطرح سؤالا وهو ماذا سيحدث لو توقفت ألمانيا عن إنتاج السيارات، وقال التقرير إن صناعة السيارات الألمانية تواجه تحديات كبرى وظهر ذلك واضحا في تصريحات توماس شيفر الرئيس التنفيذي الجديد لشركة فولكسفاغن خلال لقائه مع فريق إدارته الذي أشار إلى أن مستقبل الشركة على المحك بسبب ارتفاع التكلفة، وانخفاض الطلب، والمنافسة المتزايدة.

وحذر شيفر من أن "السقف يحترق"، مردداً أحد أكثر تصريحات الإنذار شهرة في تاريخ الأعمال الحديث الذي أطلقه أولا ستيفن إيلوب، الذي قارن شركته في عام 2011 بـ"منصة مشتعلة" بعد فترة وجيزة من توليه رئاسة شركة نوكيا .

وفي حالة نوكيا، لم يساعد الإنذار لأنه بعد سنوات قليلة، تم تفكيك الشركة وبيعت أعمالها في مجال الهواتف المحمولة لشركة مايكروسوفت، التي أغلقتها منذ ذلك الحين.

فهل يمكن أن تعاني شركة فولكسفاغن، التي تمتلك تسع علامات تجارية، أو حتى يمكن أن تواجه مصيرا مماثلا لشركة نوكيا؟ وإذا حدث ذلك، ماذا يعني ذلك بالنسبة لأكبر اقتصاد في أوروبا؟

انهيار وشيك؟

يبدو من غير المحتمل حدوث انهيار وشيك في صناعة السيارات الألمانية، إذ إن شركة فولكسفاغن هي أكبر شركة لتصنيع السيارات في العالم من حيث الإيرادات العام الماضي، وهو ما منحها الكثير من المال لدعم أعمالها التجارية.

وقالت الشركة في 27 يوليو إن المبيعات ارتفعت بنسبة 18٪ في النصف الأول من العام الحالي لتصل إلى 156 مليار يورو بينما تعد شركتي بي إم دبليو ومرسيدس بنز في حالة جيدة.

ولكن الكارثة لم تعد مستحيلة، ويشعر قادة الشركات الصناعية الألمان بقلق حقيقي من المستقبل خاصة عقب انخفاض مؤشر ثقة الأعمال الصادر عن معهد اي اف او للشهر الثالث على التوالي.

ويشير رؤساء شركات السيارات الألمان قائمة مخاوف شيفر ويضيفون أمور أخرى ، من البيروقراطية المربكة إلى حساسية التجارة مع الصين.

ويتعرض صانعو السيارات لهذه التحديات أكثر من معظم الصناعات ، حيث يجب عليهم إدارة عدة تحولات في وقت واحد حيث يجب عليهم تطوير موديلات السيارات الكهربائية وتطوير البرمجيات.

ويجب أن تعالج صناعة السيارات الألمانية تباطؤ نمو الصين بعد أن استفادت من النمو السريع للصين في العقود الأخيرة وقد حققت ثلاث شركات سيارات كبيرة في ألمانيا حوالي 40 ٪ من إيراداتها خلال النصف الأول من العام الماضي.

وخفضت شركة فولكسفاغن توقعاتها للتسليم العالمي بسبب تباطؤ المبيعات الصينية. لكن قد تؤدي الجغرافيا السياسية إلى جعل الأمور أسوأ.

وبدأت الشركات الصينية في التوسع في الخارج خاصة في أوروبا. وفي العام الماضي، ولأول مرة صدرت الصين سيارات أكثر من ألمانيا: حوالي 3 ملايين و 2.6 مليون سيارة ، على التوالي.

هل تقود إلى الانقراض؟

وتتراوح طلبات السيارات الكهربائية لشركة فولكسفاغن بين 30٪ و 70٪ أقل من الخطط، ولا يزال يجب على الشركة حل مشكلات البرمجة الخاصة بها.

وفي مايو ، قالت شركة كارايد مرة أخرى التابعة لشركة فولكسفاغن إن حصة الشركة السوقية في الصين في مجال السيارات الكهربائية بلغت 2٪.

أما خطورة الوضع فيتحدد وفقا لحجم الصناعة. وتوظف صناعة السيارات بشكل مباشر أقل من 900 ألف شخص في ألمانيا وثلثهم في شركات السيارات والباقي ضمن الموردين. هذا يمثل 2٪ فقط من إجمالي القوى العاملة في ألمانيا.

ويصنع الآن ما يقرب من ثلاثة أرباع سيارات الركاب المبيعة تحت علامة تجارية ألمانية في الخارج. وغادرت 3.5 مليون مركبة المصانع المحلية في العام الماضي.

وتشكل السيارات 16٪ من الصادرات الألمانية السلعية، وعلى الرغم من الأهمية الاقتصادية لصناعة السيارات في ألمانيا والتي بلغت ذروتها عند 4.7٪ من إجمالي القيمة المضافة للبلاد في عام 2017 ، إلا أن الحصة كانت لا تزال عند 3.8٪ في عام 2020 ، وهو العام الأخير الذي تتوفر عنه البيانات ، وفقًا لتحليل نيلز جانسن من مركز الأبحاث كيل .

ووفقًا لدراسة في عام 2020 أجراها توماس بولس من معهد اي دبليو، فإن الطلب العالمي على السيارات الألمانية يمثل أكثر من 16٪.

ويرتبط الاستثمار والابتكار في المانية بشركات صناعة السيارات وقد شكلت صناعة السيارات 35٪ من إجمالي الاستثمارات في التصنيع في عام 2020 ، وفقًا لـمعهد اي دبليو. في عام 2021 ،

ووفقًا لمعهد اي دبليو، استحوذت شركات صناعة السيارات على ما يقرب من نصف إيداعات براءات الاختراع للشركات في عام 2017.

وكشفت دراسة حديثة ، أن 48 مدينة ومحافظة في ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الوظائف في صناعة السيارات وتتصدر مدينة فولفسبورغ المجموعة حيث أن 47٪ من عمال المدينة يعملون في هذا القطاع.

ويشير معهد اي دبليو أنه إذا تلاشت صناعة السيارات ،من المؤكد أن ألمانيا سوف تواجه العديد من الأزمات المحلية.