الرأي

الشباب البحريني وقود المستقبل

باتت قضايا تنمية الشباب والاستفادة منهم في تحقيق التنمية المستدامة من القضايا الهامة التي تشغل بال المجتمع الدولي، وأصبح ركيزة أساسية في خطط التنمية الوطنية داخل بلدان العالم على اختلاف ثقافتهم وعاداتهم، فهي قضية عالمية نظراً لما يشغله الشباب في المكون الاجتماعي العالمي فتقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن هناك ما يقارب 1,8 مليار شاب في العالم تتراوح أعمارهم ما بين 10-24 عاماً، وهذه التقديرات تمثل أعلى نسبة وصل إليها الشباب على المستوى العالمي، ولاشك أن هذا الحجم الكبير من الشباب يمثل إحدى نقاط القوة التي يمكن أن يتم استغلالها في تحقيق التنمية المستدامة، بينما يمثل الوجه الآخر السلبي في استغلال هؤلاء في النزاعات والتجارة غير المشروعة إلى غير ذلك من الأمور وما يستدل به على ذلك أنه من بين هذا العدد الكبير من الشباب يعيش واحد من بين عشرة منهم في مناطق النزاعات، فهناك عوائق أمام الاستفادة من هذا الوقود الحيوي للتنمية في مقدمتها معضلة التسرب من التعليم وبخاصة في البلدان النامية، وتشير تقديرات الأمم المتحدة في هذا الصدد أن هناك 24 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس، لذا قام المجتمع الدولي إلى بذل جهود كبيرة ضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 من أجل ضمان تمكين الشباب وبخاصة في مجال التعليم وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة، وتحفيز الدول والحكومات والمنظمات التي تعمل في مجال تمكين الشباب من إحداث التغيير في التعليم ليكون أداة هامة في تحقيق التنمية المستدامة، وفي ظل ثورة المعلومات والاتصالات، وبروز تحديات حديثة تمثلت في التغير المناخي وغيرها، بات على الحكومات والمجتمعات العالمية تحدي تمكين الشباب من مهارات المستقبل حتى يكون على دراية بالمستجدات، وكذلك التوسع في مجال الوظائف الخضراء التي تعتمد على مكونات صديقة للبيئة في ظل التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وقد تبنت مملكة البحرين وفق رؤية ملكية سامية مخطط تمكين الشباب البحريني، ومثل إطلالة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه « جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة « خلال منتدى الأمم المتحدة عام 2017 تجسيداً حياً لإيمان جلالته بأهمية دور الشباب في بناء الأوطان ورفعتها، حيث وجه جلالته بتسمية عام 2022 عام الشباب البحريني ، بل وإطلاق اسم شارع الشباب البحريني على شارع المنطقة التعليمية، وتوافقاً مع هذا التوجه عملت الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تنفيذ العديد من البرامج التي تهدف لتمكين الشباب والاستفادة من طاقاتهم في العمل العام وإكسابهم المعارف والمهارات القيادية , والاهتمام بالمنح الدراسة العالمية لتكون فرصة لثقل أفكارهم وإتاحة المجال لهم لتقديم فكر جديد يستفاد منه في العمل الحكومي، وقد عملت المنظمات والجمعيات التي تعمل في مجال تمكين الشباب على مشاركة الحكومة في تعزيز هذا الاتجاه من أجل وطن قوي وشباب واعٍ.