رووداو ديجيتال

تسببت الكلاب السائبة في محافظة البصرة جنوبي العراق، بإصابة 22 مواطناً، منهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، فيما يطالب الأهالي السلطات المعنية القيام بحملة لإبادتها ومنع تسببها بالمزيد من الإصابات بصفوف المواطنين.

يهدد انتشار الكلاب السائبة بمشكلات صحية وبيئية واجتماعية ونفسية كثيرة، لأن بعضها مصاب بداء الكلب، وهو مرض خطير ينتقل إلى الإنسان من طريق الجهاز العصبي، وقد يؤدي إلى موت سريع.

أغلب حالات الهجوم من قبل الكلاب السائبة في محافظة البصرة حصلت في قضاء الزبير، فيما قامت السلطات الصحية بتوفير العلاج للمصابين، كما قامت الحكومة المحلية بحملة عاجلة للتخلص منها.

أكثر المخاوف على الأطفال

مواطنون ومن خلال تصريحات لشبكة رووداو الإعلامية، طالبوا السلطات المختصة القيام بحملة إبادة لهذه الكلاب السائبة والتخلص منها، نظراً لما تشكله من مخاطر صحية على الأهالي، ولا سيما على الأطفال، خصوصاً وأن العام الدراسي الجديد بات على الأبواب.

وأشاروا إلى مخاوفهم من خروج الأطفال إلى الشارع في ظل انتشار الكلاب السائبة، التي قد تهجم عليهم في أي وقت، فضلاً عن صعوبة خروج الأهالي في أوقات الفجر المبكرة أو الليل، والتي شهدت حالات هجوم للكلاب السائبة عليهم.

وذكروا أنهم راجعوا المراكز الطبية لأجل تلقي العلاج بعد تعرضهم لعضات الكلاب السائبة، مبينين أن مجموعة كلاب هاجمت أحد الأشخاص داخل محله.

22 هجوماً خلال يومين فقط

من جانبها، ردت دائرة صحة البصرة على أسئلة شبكة رووداو الإعلامية بهذا الخصوص، بالقول إن "حالات هجوم الكلاب السائبة على المواطنين حصلت في مناطق متنوعة في محافظة البصرة، أغلبها في قضاء الزبير، حيث حصلت في عدة أحياء منها حي الصحفيين وحي الشهداء وغيرها".

وأوضحت دائرة صحة البصرة أن "عدد حالات الإصابات خلال يومي الخميس والجمعة فقط بلغت 22 إصابة"، مبينة: "وفرنا اللقاحات والمصل لكل الحالات التي وصلت إلينا".

وأشارت إلى أن "المسؤولية على دوائر الصحة بهذا الموضوع هي علاجية، أما إبادة الكلاب السائبة فهي من مسؤولية دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة والجهات المساندة لها".

حملة مسائية لإبادة الكلاب السائبة

من جهتها، أطلقت الحكومة المحلية في قضاء الزبير غربي البصرة حملة مسائية مشتركة لإبادة الكلاب السائبة والمسعورة في عموم مناطق القضاء.

وقال قائم مقام القضاء عباس ماهر في بيان له، أن الحملة التي اشتركت فيها دوائر الصحة والبلدية والبيطرة والقوات الأمنية بالإضافة إلى اللجان الخدمية استخدمت المواد السُمية والطعوم في المناطق التي تتكاثر فيها الكلاب السائبة، مشيرا إلى استمرار الحملة في جميع الاوقات برئاسة كوادر المستوصف البيطري وإشراف الإدارة المحلية، داعياً المواطنين إلى التعاون مع الحملة في مناطقهم.

وتسجل الدوائر الصحية في المدن العراقية عشرات حالات العض، بسبب هجمات الكلاب السائبة على المدنيين والأطفال والنساء، لا سيما في المناسبات التي يخرج فيها المواطنون من المنازل.

ولا تملك السلطات حلولاً مستدامة لمواجهة الظاهرة المتفشية، وتنفذ في شكل بدائي، بواسطة حملات دائمة لقتل كلاب الشوارع من خلال فرق للشرطة والجيش التي يطلق عناصرها الرصاص عليها من بنادق كلاشنكوف، أو يضعون السم داخل أطعمة يلقونها في مناطق وجودها، ثم يجمعون جثث الكلاب النافقة من أجل دفنها خارج المدن.

ورغم انتشار هذه الظاهرة في عموم العراق، إلا أن أكثر حالاتها في العاصمة بغداد التي لا تخلو منطقة فيها من وجود كلاب سائبة تهدد سلامة المواطنين، وذلك بسبب وجود مناطق صناعية داخل المناطق السكنية، كذلك فإن كثرة النفايات والمناطق العشوائية والدور الضعيف لدوائر الصحة لا تعزز مواجهة الظاهرة.