يُسميه البعض "كوكايين الفقراء" لسعره الذي لا يتجاوز 5 دولارات للغرام الواحد، ورغم انخفاض سعره إلا أن له مخاطر جمّة تدمر الشباب في المغرب.
واستنفرت الشرطة المغربية عناصرها لتجفيف منابع مُخدر "البوفا"، الذي أصبح حديث الساعة في المغرب، يُصنع من بقايا الكوكايين التي تطهى على نار هادئة مع مادة الأمونيا، ويُستنشق أو يُدخن، ثم يسافر ينقل إلى عالم آخر، ما يفتأ يعود منه بعد 15 دقيقة، ليصطدم بالاكتئاب والقلق، وأحيانا يصل الأمر إلى الانتحار.
ويمنح مخدر البوفا مستعمله قوة كبيرة مُباشرة بعد استنشاقه، إلا أن هذا المفعول يزول بعد ربع ساعة، ما يدفع المُتعاطي إلى تكرار العملية أكثر من مرة للحصول على النشوة المرجوة، ما يعني استنشاق كمية كبيرة من دخان هذا المخدر، وبالتالي سرعة الإدمان عليه.
"البوفا"، أو "كراك" كما يُسميه الأمريكيون، يتكون من بقاياً الكوكايين المخلوطة بالأمونيا والعديد من المواد الأخرى التي تمنحه الشكل البلوري الأبيض، وفقا للطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات الصحية لـ"العين الإخبارية".
حمضي أشار إلى أن السر في سرعة انتشار هذا المُخدر في ظرف قياسي، يعود إلى مسألتين: الأولى تتعلق بسرعة الإدمان عليه. والثانية سعره الذي يُعد أرخص من الكوكايين بخمس إلى 6 مرات.
وأوضح أن هذا المُخدر يمنح تأثيراً سريعا، نظراً لكونه يستنشق عن طريق الرئتين، وبالتالي ينتقل إلى الأوعية الدموية ثم إلى الدماغ. ليُعطي خلال ثوان قليلة قوة كبيرة للجسم. يُرافقه اتساع في حدقات العين وتسارع لنبضات القلب.
هذا المفعول القوي، يشرح حمضي، يزول بسرعة نظراً لأن مفعول الجرعة قصير جداً، ليجد المُتعاطي نفسه أمام خطر الاكتئاب والحزن، وبالتالي لا يرى أمامه سوى جُرعة أخرى، لمُعاودة البحث عن جرعة أخرى.
وأوضح أن المخدر له تأثير كبير جداً على العقل، كما يُمكن أن يتسبب في الجلطة الدماغية والأزمات القلبية، ناهيك عن ارتفاع الضغط الدموي، وسوء التغذية وقلة النظافة وتساقط الشعر والأسنان.
حملة أمنية
وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت، أكد في جواب كتابي على أحد الأسئلة البرلمانية، أن السلطات المحلية والمصالح الأمنية بشتى مكوناتها، تضع مكافحة الجرائم المرتبطة بالمُخدرات ضمن أولوياتها، بسبب ما تشكله من تحديات أمنية ومخاطر إجرامية مرتبطة أساسا بالجريمة المنظمة، وبالأخص منها تهريب المخدرات والأقراص المهلوسة.
وأكد الوزير توقف ما مجموعه 282 شخصاً متورطين في 200 قضية ذات علاقة بمخدر البوفا. مشدداً على أنه لم تسجل أي قضية منها بمحيط المؤسسات التعليمية.
ولفت إلى أن المصالح الأمنية تنتهج رؤية شمولية لمحاربة جرائم ترويج المخدرات من خلال تقليص الطلب عبر تدابير وقائية عن طريق حملات تطهيرية ومراقبة مشددة على الأماكن العمومية التي يرتادها الشباب والقاصرون، بما فيها الملاهي والمقاهي ودُور اللعب.
بالإضافة إلى التحسيس والتوعية من خلال التحسيس بمخاطر التعاطي للمخدرات والإدمان عليها خاصة في صفوف التلاميذ، وهي الحملات التي استفاد منها خلال الموسم الدراسي الماضي ما مجموعه 713 ألفا و782 متمدرسا مستفيدا من 8 آلاف و75 مؤسسة تعليمية مستهدَفة من مختلف المستويات، وبمشاركة 2971 جمعية.