في البحرين وقبل عرض فيلم باربي طالب نواب وجمعيات سياسية بمنعه من صالات السينما بناء على ما وردهم من احتمالية احتوائه على مشاهد تروّج للشذوذ الجنسي. ولكن تم عرض الفيلم منذ 9 أغسطس ومازال يعرض على الشاشة الكبيرة.
الفيلم وبعد المشاهدة لم يتضمن ترويجاً صريحاً للشذوذ ولكنه يروّج بوضوح لأمر آخر سيئ وخطير، فهو يعزز من مفاهيم نسوية متطرفة ومما لاشك فيه يسعى لغسل أدمغة الأطفال والشباب. فالفيلم يظهر أن السعادة والاطمئنان سيتحققان إذا كانت المرأة هي القائد والرئيس ولديها التمثيل الساحق والأكبر في البرلمان والقضاء. فرسالة الفيلم أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً.
ويجتهد الفيلم في إظهار الرجل على أنه تابع ومطيع للمرأة. كما يظهره على أنه مستهتر ومغفّل ويمتلك من «الأنا» الشيء الكثير مما سهّل من عملية تغلّب المرأة عليه في نهاية الفيلم.
هذه الرسائل أصبحت مكرّرة في أفلام هوليود الأخيرة، التي أصبحت تكثّف من جرعة إظهار المرأة على أنها أكثر ذكاءً وأكثر قدرةً من الرجل على القيادة، كما تضخّم دائماً من الصفات السلبية في بعض الرجال وتتغاضى عن أي صفة سلبية في النساء.
والهدف هو تمرير أجندة النسوية المتطرّفة والتي ترى أن العالم يسيطر عليه النظام الأبوي والذي سبّب ويسبّب معاناة للنساء، ولولا هذا النظام لكانت المرأة في حال أفضل ولأصبحت هي القائد في كل مجال. وهذه الأجندة تبحث لها عن متلقين من الجيل الجديد ليتشبّعوا بها ويطبقوها في حياتهم فيما بعد.
واختارت هوليوود من خلال هذا الفيلم الدمية الأشهر على الإطلاق والتي ارتبطت بطفولة الملايين من البنات حول العالم لتقوم بمهمة بث سموم النسوية وزرعها في العقول. وتقوم بالعمل ذاته مع شخصيات كرتونية مشهورة مشابهة وتقدمها للمشاهد على أنها نصيرة لزعامة المرأة وتفوقها على الرجال.
وأخطر ما تسعى إليه النسوية المتطرّفة هو خلق شرخ بين الجنسين وزرع الفتنة بينهما ومحاربة الرجل والتقليل من شأنه والحث على التمرد عليه وعلى صلاحياته سواء في نطاق العمل أو الأسرة، كما تدعو النساء إلى الاهتمام بأنفسهن فقط ومستقبلهن الوظيفي واعتبار الأسرة والزوج أمرين ثانويين.