في 10 أكتوبر/تشرين الثاني 2013، ترك توربيورن بيدرسن وظيفته وحبيبته وعائلته في الدنمارك وخاض رحلة ملحمية، من دون طائرة، لعشر سنوات.
خلال سفره كان بيدرسن يخضع لقواعد وضعها لنفسه. كان يقضي 24 ساعة على الأقل في كل دولة، ويقاوم العودة إلى الوطن حتى ينتهي، وفقاً لما ذكرته "سي أن أن".
وبذل الرحّالة قصارى جهده للحفاظ على تكاليف الرحلة منخفضة، وعاش على ميزانية 20 دولاراً في اليوم.
وفي 24 مايو/ أيار 2023، بعد عشر سنوات من السفر، جاء يوم العودة أخيراً إلى بلد بيدرسن، الدنمارك، بعدما زار بنجاح 203 بلدان آخرها جزر المالديف.
كان من الأسهل السفر بالطائرة بالطبع، لكن بيدرسن قال لـ"سي أن أن": "هناك إحساس تاريخي بالعودة إلى الوطن عن طريق السفن، يمكن للناس رؤيته في الأفق والوقوف والتلويح في أثناء النزول في الممر. تبدو هذه طريقة مناسبة لإكمال المشروع".
بعد احتفال بيدرسن، الذي كان يسافر سفيراً للنوايا الحسنة للصليب الأحمر الدنماركي، توجّه نحو ماليزيا عبر سريلانكا، واستقل سفينة حاويات عملاقة، وانطلقت الرحلة نحو وطنه واستغرقت 33 يوماً.
عشر سنوات من السفر
قبل الانطلاق عام 2013، عمل بيدرسن في مجال الشحن والخدمات اللوجستية، والتي تبين أنها خبرة لا تقدر بثمن عند التخطيط للرحلات المعقدة والتكيف على الطريق.
في الواقع، لم ينحرف كثيراً عن خطته الأصلية، باستثناء بعض المفاجآت. على سبيل المثال، تغاضى عن غينيا الاستوائية، وهي واحدة من أصعب دول العالم من حيث الوصول إليها. بعد أربعة أشهر ومحاولات فاشلة عدة، حصل بيدرسن أخيراً على تأشيرة دخول. على الرغم من إغلاق الحدود البرية في ذلك الوقت، فقد تمكن من العبور بفضل لقاء بالمصادفة مع شخص غريب عمل في غينيا الاستوائية وعرض عليه توصيلة.
في وقت لاحق، اعتقد بيدرسن أنه يمكنه الحصول على تأشيرة صينية على الحدود مع منغوليا ثم السفر إلى باكستان. ولكن نظراً لوقت المراجعة الطويل، اضطر إلى عبور ما يقرب من 7500 ميل عبر بلدان عدة للوصول إلى باكستان قبل انتهاء صلاحية تأشيرته.
وتوقع في الأصل أن الوصول إلى 203 دول سيستغرق أربع سنوات، لكن العالم كان لديه خطط أخرى.
خلال السنوات التي قضاها على الطريق، عانى بيدرسن من تأخيرات في الحصول على تأشيرات امتدت لأشهر في أماكن مثل سورية وإيران وناورو وأنغولا.
كما تغلّب على نوبة شديدة من الملاريا الدماغية في غانا، ونجا من عاصفة شديدة استمرت أربعة أيام أثناء عبوره المحيط الأطلسي من أيسلندا إلى كندا، وخاض الحدود البرية المغلقة في مناطق الصراع، واضطر إلى إعادة جدولة رحلات بحرية، بسبب تعطل السفن، أو الإرهاق، أو البيروقراطية.
وفي أوائل عام 2020، حين ضربت جائحة كوفيد-19 العالم، وجد المسافر الجريء نفسه فجأة عالقاً في هونغ كونغ لمدة عامين.
يتذكر بيدرسن: "كان عليّ أن أسأل نفسي: كم سأمنح من حياتي لهذا؟ لكن أثناء انتظاري لانفتاح العالم، صنعت حياة في هونغ كونغ وكوّنت الكثير من العلاقات".
بعد حصوله على تأشيرة عمل وإقامة في هونغ كونغ، تزوج بيدرسن من خطيبته لو التي عادت إلى الدنمارك، عبر خدمة زفاف افتراضية مقرها الولايات المتحدة.
ولم تكن هذه هي الطريقة التي تصور بها الزوجان يومهما الكبير، لكن القرار مكّن لو من أن تصبح مقيمة، وزيارة بيدرسن، بينما حظرت هونغ كونغ المسافرين الأجانب حينئذ.
عودة مؤثرة
في 26 يوليو/ تموز، سار بيدرسن في الممر في ميناء آرهوس، على الساحل الشرقي للدنمارك، حيث كان ما يقرب من 150 شخصاً ينتظرونه للاحتفال.
من بين الحشود المبتهجة كانت زوجته لو، والأب والأشقاء والأصدقاء، وشركاء المشروع، ومؤيدون كانوا يتابعون مدونته.
وقال بيدرسن: "لقد رأيت عيوناً دامعةً عدة منذ أن عدت. لقد تلقيت أيضاً الكثير من الهدايا. التقيت بأشخاص يتابعونني عبر التواصل الاجتماعي من كولومبيا وأستراليا والنرويج... كان ذلك رائعاً".
وأضاف: "عائلتي فخورة حقاً. هناك الكثير من الحب، لكنني ما زلت أتعامل مع حقيقة أن الرحلة قد انتهت، وأستكشف ما سيحدث بعد ذلك".
يعمل بيدرسن مع المخرج الكندي مايك دوغلاس، على فيلم وثائقي بعنوان "الرحلة المستحيلة"، وهو عن المشروع، ويخطط لكتابة كتاب عن الرحلة، بالإضافة إلى الحديث عن تجربته أمام الجمهور.
خلال سفره كان بيدرسن يخضع لقواعد وضعها لنفسه. كان يقضي 24 ساعة على الأقل في كل دولة، ويقاوم العودة إلى الوطن حتى ينتهي، وفقاً لما ذكرته "سي أن أن".
وبذل الرحّالة قصارى جهده للحفاظ على تكاليف الرحلة منخفضة، وعاش على ميزانية 20 دولاراً في اليوم.
وفي 24 مايو/ أيار 2023، بعد عشر سنوات من السفر، جاء يوم العودة أخيراً إلى بلد بيدرسن، الدنمارك، بعدما زار بنجاح 203 بلدان آخرها جزر المالديف.
كان من الأسهل السفر بالطائرة بالطبع، لكن بيدرسن قال لـ"سي أن أن": "هناك إحساس تاريخي بالعودة إلى الوطن عن طريق السفن، يمكن للناس رؤيته في الأفق والوقوف والتلويح في أثناء النزول في الممر. تبدو هذه طريقة مناسبة لإكمال المشروع".
بعد احتفال بيدرسن، الذي كان يسافر سفيراً للنوايا الحسنة للصليب الأحمر الدنماركي، توجّه نحو ماليزيا عبر سريلانكا، واستقل سفينة حاويات عملاقة، وانطلقت الرحلة نحو وطنه واستغرقت 33 يوماً.
عشر سنوات من السفر
قبل الانطلاق عام 2013، عمل بيدرسن في مجال الشحن والخدمات اللوجستية، والتي تبين أنها خبرة لا تقدر بثمن عند التخطيط للرحلات المعقدة والتكيف على الطريق.
في الواقع، لم ينحرف كثيراً عن خطته الأصلية، باستثناء بعض المفاجآت. على سبيل المثال، تغاضى عن غينيا الاستوائية، وهي واحدة من أصعب دول العالم من حيث الوصول إليها. بعد أربعة أشهر ومحاولات فاشلة عدة، حصل بيدرسن أخيراً على تأشيرة دخول. على الرغم من إغلاق الحدود البرية في ذلك الوقت، فقد تمكن من العبور بفضل لقاء بالمصادفة مع شخص غريب عمل في غينيا الاستوائية وعرض عليه توصيلة.
في وقت لاحق، اعتقد بيدرسن أنه يمكنه الحصول على تأشيرة صينية على الحدود مع منغوليا ثم السفر إلى باكستان. ولكن نظراً لوقت المراجعة الطويل، اضطر إلى عبور ما يقرب من 7500 ميل عبر بلدان عدة للوصول إلى باكستان قبل انتهاء صلاحية تأشيرته.
وتوقع في الأصل أن الوصول إلى 203 دول سيستغرق أربع سنوات، لكن العالم كان لديه خطط أخرى.
خلال السنوات التي قضاها على الطريق، عانى بيدرسن من تأخيرات في الحصول على تأشيرات امتدت لأشهر في أماكن مثل سورية وإيران وناورو وأنغولا.
كما تغلّب على نوبة شديدة من الملاريا الدماغية في غانا، ونجا من عاصفة شديدة استمرت أربعة أيام أثناء عبوره المحيط الأطلسي من أيسلندا إلى كندا، وخاض الحدود البرية المغلقة في مناطق الصراع، واضطر إلى إعادة جدولة رحلات بحرية، بسبب تعطل السفن، أو الإرهاق، أو البيروقراطية.
وفي أوائل عام 2020، حين ضربت جائحة كوفيد-19 العالم، وجد المسافر الجريء نفسه فجأة عالقاً في هونغ كونغ لمدة عامين.
يتذكر بيدرسن: "كان عليّ أن أسأل نفسي: كم سأمنح من حياتي لهذا؟ لكن أثناء انتظاري لانفتاح العالم، صنعت حياة في هونغ كونغ وكوّنت الكثير من العلاقات".
بعد حصوله على تأشيرة عمل وإقامة في هونغ كونغ، تزوج بيدرسن من خطيبته لو التي عادت إلى الدنمارك، عبر خدمة زفاف افتراضية مقرها الولايات المتحدة.
ولم تكن هذه هي الطريقة التي تصور بها الزوجان يومهما الكبير، لكن القرار مكّن لو من أن تصبح مقيمة، وزيارة بيدرسن، بينما حظرت هونغ كونغ المسافرين الأجانب حينئذ.
عودة مؤثرة
في 26 يوليو/ تموز، سار بيدرسن في الممر في ميناء آرهوس، على الساحل الشرقي للدنمارك، حيث كان ما يقرب من 150 شخصاً ينتظرونه للاحتفال.
من بين الحشود المبتهجة كانت زوجته لو، والأب والأشقاء والأصدقاء، وشركاء المشروع، ومؤيدون كانوا يتابعون مدونته.
وقال بيدرسن: "لقد رأيت عيوناً دامعةً عدة منذ أن عدت. لقد تلقيت أيضاً الكثير من الهدايا. التقيت بأشخاص يتابعونني عبر التواصل الاجتماعي من كولومبيا وأستراليا والنرويج... كان ذلك رائعاً".
وأضاف: "عائلتي فخورة حقاً. هناك الكثير من الحب، لكنني ما زلت أتعامل مع حقيقة أن الرحلة قد انتهت، وأستكشف ما سيحدث بعد ذلك".
يعمل بيدرسن مع المخرج الكندي مايك دوغلاس، على فيلم وثائقي بعنوان "الرحلة المستحيلة"، وهو عن المشروع، ويخطط لكتابة كتاب عن الرحلة، بالإضافة إلى الحديث عن تجربته أمام الجمهور.