كنا قد تطرقنا في الجزء الأول من المقال أعلاه إلى الإرهاب وتفسير المعسكر الغربي له، وخاصة الدول الكبرى دائمة العضوية وإصرارهم على إلصاقه بالدين الإسلامي حصراً، واتهامهم للمناهضين لنهجهم والرازحين تحت جبروتهم بالإرهاب وملاحقتهم ومعاداتهم للأنظمة التي لا تتماشى مع مخططاتهم والسعي لإسقاطها بقانون القوة وليس بقوة القانون، تحت مسميات زائفة بنشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان والتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الأعذار، مسخرة مطيتها مجلس الأمن الدولي بتنفيذ إجرامها، وبموازاة ذلك تبنيهم مجاميع تكفيرية ورعايتها لهم وزرعها وسط الشعوب المضطهدة بالتعاون مع الأنظمة العميلة للقضاء على أي معارضة ومقاومة لهم ولعملائهم ثم وسمهم بالإرهاب.
والذي عاصر ما حدث في بعض مدن العراق وسوريا وليبيا واليمن يدرك تماماً الدور الخبيث للغرب في تدمير شعوب تلك الدول بحجة مقارعة الإرهاب.
أما المعسكر الثاني فهو معسكر الأغلبية العظمى من دول العالم الإسلامي الذي يختلف تماماً في تفسيره للإرهاب، فهو ما برح يدين الإرهاب ويتبرأ منه ومن أتباعه ويؤكد أنه لا يمت للدين بكل طوائفه ومذاهبه بصلة، بل إن النصوص القرآنية والسنة النبوية قد حرمت بشكل صريح قتل النفس البريئة بغير نفس والتحريض على قتله ولو بشطر كلمة.
إذن لو كان فكر داعش والقاعدة والمجاميع والمليشيات الإسلامية المسلحة التي تتبنى العنف منهجاً قد دعت إليه الشريعة لكان قد امتد شرقاً وغرباً ولم ينحصر في جحور ضيقة ولاصطف تحت مظلته الكثير من العلماء والعقلاء ومفكري الأمة ولتبعه عشرات الملايين من المسلمين.
ومن اللافت للنظر أن المناطق التي كانت تئن تحت حكمهم قبل تحريرها كمدن «الأنبار والموصل وبنغازي وحلب» قد وقعت بين المطرقة والسندان، وقد تم حكمهم تحت تهديد السيف وقطع الرؤوس، وكانت تعاني الأمرين من تخلفهم وجهلهم، لكن ما حدث لهم بعد أن تخلى عنهم العالم شكل صدمة كبيرة لهم عند قيام قوات التحالف الدولي بمعاقبة الضحية والجلاد في آن واحد، ودك مدنهم وقتلهم وتشريدهم دون ذنب اقترفوه سوى حظهم العاثر الذي جعلهم تحت سطوتهم، ثم فسح المجال لقيادات المجاميع الإرهابية للمغادرة تحت جنح الليل وعدم استئصال شأفتهم.
لكنه من الناحية الفعلية سُقِط في يد الغرب ترويجه وإعادة تدويره نتيجة الوعي الجماهيري، وهو الآن في مرحلة الاحتضار الوجودي بعد أن دفن كفكر مريض منحرف، لكن ربما سيستعيد نشاطه المحدود هنا وهناك كلما أحرج الغرب لخلط الأوراق.
وبعد أن تناولنا بإيجاز شديد أصل الإرهاب ونشوءه وحاضنته وتداعياته نحاول إعطاء تعريف له فالإرهاب هو:
«كل فعل وكلمة وتحريض من شأنه أن يؤدي إلى خلق حالة من الهلع والذعر وعدم الاستقرار ينفذه أفراد أو جماعات موجهة وكل من يتبناه من دول وأنظمة ضد الشعوب الآمنة ويدخل تحت هذا التوصيف تجار المخدرات والاتجار بالبشر، ومن يسعى لضرب المجتمعات من خلال نشر الفاحشة والمثلية والتفكك الأسري والنبش في الخلافات وتبني حكم الطائفية والمحاصصة ومحاربة وقمع الحريات ونهب خيرات البلاد، ما يؤدي إلى المجاعة وتفشي الأوبئة والأمراض».
أما الإصرار على التفسير الخاطئ للإرهاب من قبل المعسكر الغربي واستمراره في معاقبة الشعوب الإسلامية دون تمييز والاستقواء على العالم الثالث ودعمهم للأنظمة الفاشية التي تتعامل مع شعوبها بالحديد والنار عند انتفاضها وسنهم قوانين جائرة عند مطالبتها بالإصلاح فهذا سيؤدي لا محالة في القريب العاجل إلى زحف أفواج المستضعفين إلى عقر دارهم بعد تجاوزهم حاجز الخوف.
وما لم يتراجع المعسكر الغربي عن غيه ويغير من نهجه ودعمه للطغاة والديكتاتوريات فستدخل المنطقة والعالم في فوضى جديدة ستجتاح دولهم تباعاً، ما سيقودنا حتماً إلى حرب عالمية ثالثة قد تعيدنا إلى العصر الحجري وينتهي بذلك الوجود البشري.
والذي عاصر ما حدث في بعض مدن العراق وسوريا وليبيا واليمن يدرك تماماً الدور الخبيث للغرب في تدمير شعوب تلك الدول بحجة مقارعة الإرهاب.
أما المعسكر الثاني فهو معسكر الأغلبية العظمى من دول العالم الإسلامي الذي يختلف تماماً في تفسيره للإرهاب، فهو ما برح يدين الإرهاب ويتبرأ منه ومن أتباعه ويؤكد أنه لا يمت للدين بكل طوائفه ومذاهبه بصلة، بل إن النصوص القرآنية والسنة النبوية قد حرمت بشكل صريح قتل النفس البريئة بغير نفس والتحريض على قتله ولو بشطر كلمة.
إذن لو كان فكر داعش والقاعدة والمجاميع والمليشيات الإسلامية المسلحة التي تتبنى العنف منهجاً قد دعت إليه الشريعة لكان قد امتد شرقاً وغرباً ولم ينحصر في جحور ضيقة ولاصطف تحت مظلته الكثير من العلماء والعقلاء ومفكري الأمة ولتبعه عشرات الملايين من المسلمين.
ومن اللافت للنظر أن المناطق التي كانت تئن تحت حكمهم قبل تحريرها كمدن «الأنبار والموصل وبنغازي وحلب» قد وقعت بين المطرقة والسندان، وقد تم حكمهم تحت تهديد السيف وقطع الرؤوس، وكانت تعاني الأمرين من تخلفهم وجهلهم، لكن ما حدث لهم بعد أن تخلى عنهم العالم شكل صدمة كبيرة لهم عند قيام قوات التحالف الدولي بمعاقبة الضحية والجلاد في آن واحد، ودك مدنهم وقتلهم وتشريدهم دون ذنب اقترفوه سوى حظهم العاثر الذي جعلهم تحت سطوتهم، ثم فسح المجال لقيادات المجاميع الإرهابية للمغادرة تحت جنح الليل وعدم استئصال شأفتهم.
لكنه من الناحية الفعلية سُقِط في يد الغرب ترويجه وإعادة تدويره نتيجة الوعي الجماهيري، وهو الآن في مرحلة الاحتضار الوجودي بعد أن دفن كفكر مريض منحرف، لكن ربما سيستعيد نشاطه المحدود هنا وهناك كلما أحرج الغرب لخلط الأوراق.
وبعد أن تناولنا بإيجاز شديد أصل الإرهاب ونشوءه وحاضنته وتداعياته نحاول إعطاء تعريف له فالإرهاب هو:
«كل فعل وكلمة وتحريض من شأنه أن يؤدي إلى خلق حالة من الهلع والذعر وعدم الاستقرار ينفذه أفراد أو جماعات موجهة وكل من يتبناه من دول وأنظمة ضد الشعوب الآمنة ويدخل تحت هذا التوصيف تجار المخدرات والاتجار بالبشر، ومن يسعى لضرب المجتمعات من خلال نشر الفاحشة والمثلية والتفكك الأسري والنبش في الخلافات وتبني حكم الطائفية والمحاصصة ومحاربة وقمع الحريات ونهب خيرات البلاد، ما يؤدي إلى المجاعة وتفشي الأوبئة والأمراض».
أما الإصرار على التفسير الخاطئ للإرهاب من قبل المعسكر الغربي واستمراره في معاقبة الشعوب الإسلامية دون تمييز والاستقواء على العالم الثالث ودعمهم للأنظمة الفاشية التي تتعامل مع شعوبها بالحديد والنار عند انتفاضها وسنهم قوانين جائرة عند مطالبتها بالإصلاح فهذا سيؤدي لا محالة في القريب العاجل إلى زحف أفواج المستضعفين إلى عقر دارهم بعد تجاوزهم حاجز الخوف.
وما لم يتراجع المعسكر الغربي عن غيه ويغير من نهجه ودعمه للطغاة والديكتاتوريات فستدخل المنطقة والعالم في فوضى جديدة ستجتاح دولهم تباعاً، ما سيقودنا حتماً إلى حرب عالمية ثالثة قد تعيدنا إلى العصر الحجري وينتهي بذلك الوجود البشري.