عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري


اكتشاف الوالدين لابنهم وهو يكذب عليهم بلا جدال من الأمور المؤلمة لهم والتي قد تجعلهم يعيدون حساباتهم في تربيتهم له، بداية لابد أن نتفق بأن الكذب هو سلوك مكتسب تعلمه الطفل من خلال المواقف التي يعايشها يومياً، فالابن يولد كالصفحة البيضاء ونحن من يرسم عليها سلوكه وأخلاقه.

أبناؤنا أذكياء جداً ويمتلكون قدرة هائلة على التحليل والكشف عن الكذب بسهولة بسبب نقاء صفحتهم.

قبل أن نحكم على ابننا بالكذب لابد أن نتفهم طبيعته العمرية، فعلى سبيل المثال ابن الخمس سنوات يمتلك مخيلةً واسعة وهو لا يستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال، لذلك لا ننعته أبداً بالكذب ولا يعاقب، وإنما دورنا هنا تنمية مهاراته وتعليمه كيف يوظف خياله بطريقة مفيدة، كذلك من واجبنا أن نتفهم أن الخطأ جزء أساسي من التعلم، فكلنا لم نتعلم المشي حتى سقطنا مرات عديدة وساعدنا والدانا في ذلك.

أسلوبنا كوالدين في التعامل مع المواقف اليومية كالغضب والضرب والصراخ هو من يجعل الابن يلجأ إلى الكذب كأسلوب حماية له من ردة فعل والديه، وقد يكون النقد والتجريح من أسباب لجوء الابن للكذب انتقاماً من والديه، ولا ننسى أسلوب التفريق بين الإخوة فيكذب الابن ليلفت انتباه والديه أو ليظهر بصورة أفضل من أخيه، فذلك الابن قد قام بالكذب بسبب إحساس نقص ثقته بنفسه ليكسب احترام وتقدير من حوله له.

في حال اكتشفنا كذب الابن من الضروري أن نبتعد عن وصفه بالكذاب، بل لابد من الحوار والنقاش معه بصورة إيجابية تظهر من خلالها صفاته الإيجابية، ونحن كوالدين نعرف كل جميل فيه بعد ذلك نعبر له عن حبنا وبأننا نتقبله وهو عزيز على قلوبنا، ونوضح له بأننا نرفض ذلك السلوك ونكرهه بحيث لا يخلط بين السلوك وشخصه، لذلك احرص على فصل سلوك ابنك عن شخصه فلا تسبه ولا تطلق عليه ألفاظاً ولا تساومه بالحب المشروط لتجعل منه شخصاً جيداً.

ولا ننسى بأننا القدوة والنموذج الحي الذي يتبعه أبناؤنا، فلابد أن نكون صادقين مع الله ومع من حولنا، فعلى سبيل المثال أن يطلب من ابنه أن يخبر الضيوف بأنه خارج المنزل ولم تطلب من أبنائها أن يكذبوا على أبيهم حول المكان الذي ذهبوا إليه، فهم من خلال ذلك السلوك علموا ابنهم الكذب فهو يتعلم منهم من خلال سلوكياتهم.

همسة أس

إشباعك لحاجات أبنائك من الحب والاحتضان يجعلهم يعيشون معك بضمير حي، فحتى لو كذبوا سيعود بهم حبهم لك واحترامهم إلى جادة الصواب.