يقول بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إن استراتيجية بلاده تجاه إيران ثابتة لم تتغير، رداً على اللغط الذي أثير حول صفقة تبادل السجناء التي وعدت إيران فيها بالإفراج عن خمسة أمريكيين «لم تسلمهم بعد» ومقابلها ستستعيد 6 مليارات دولار كانت محتجزة عند كوريا الجنوبية. هذه الصفقة تمّت بسرّية تامة بعيداً عن الحلفاء وبوساطة عمانية قطرية تعهّدت فيها قطر بإيداع الستة مليارات في بنوكها والتأكد بأن أوجه صرفها في إيران ستكون للسلع المعفاة من العقوبات، أي الغذاء والدواء فقط، حسب قول السّلطات الأمريكية!
اضطرار بلينكن للتوضيح يدلّ على أن الأمر فيه غموض والتباس وحيرة مشروعة، فهذه الصفقة تمّت في أجواء تصعيد أمريكي في المنطقة تجاه إيران، حاملات طائرات وجنود دخلوا المنطقة ولغة تهديد قوية وإنذارات وتنبيهات للسفن التجارية العابرة للخليج العربي بأخذ الحيطة والحذر من الخطر الإيراني المتربّص بهم، وفجأة تظهر للعلن صفقة منح إيران ستة مليارات دولار من المتوقع أن تستفيد منها أذرع إيران في المنطقة بالرغم من تطمينات بلينكن.
مقابل هذه الاستراتيجة الغامضة تأتي الصين كلاعب جديد في المنطقة لتلعب دور الضامن لإيران من خلال الاتفاقية الإيرانية السعودية، وتعترف بالجزر الإماراتية، وتُقدّم كل أنواع الدعم لنقل التكنولوجيا والموارد النووية للمملكة العربية السعودية، وتتفق مع دول المنطقة على ضرورة الضغط على إسرائيل من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، أي أنها تملك رؤية أوسع وأشمل لأمن المنطقة وارتباط تزعزعها بالنشاط الإيراني والإسرائيلي، من مجرد استراتيجية تصبّ جلّ جهدها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
بينما الحقيقة التي لا تدخل ضمن نطاق استراتيجية الولايات المتحدة هي أن لأذرع إيران في المنطقة «حزب الله والحشد والحوثي» خطراً لا يقل عن خطر السلاح النووي على الأمن والاستقرار الدولي، بل إنّ المفاعل خطر مُحتمل، أما أذرع إيران فخطر قائم وتسبّبت في خسائر كثيرة وإزهاق أرواح وتعطيل التنمية وتهديد المياه الإقليمية وطرق التنقل الدولية براً وجواً وبحراً، وتعتمد إيران على أذرعها في مدّ سلاسل السلاح الإيراني لإيصاله للبحر الأحمر والأبيض، ورغم الاتفاق الصيني الإيراني إلا أن الصين تقف مع السعودية فيما يتعلّق بالتهديدات الإيرانية فيها، في حين ليست هناك رؤية أمريكية واضحة تجاه تلك الأذرع عدا العقوبات التي يتمّ التحايل عليها.
أذرع إيران تسبّبت في وضع المنطقة كلّها موضع الخطر وموضع صراعات دونما حاجة لمفاعلها النووي، فصواريخها الباليستية ومسيّراتها تصل إلى تلك الأذرع تحت سمع وبصر جميع الأقمار الصناعية الأمريكية إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط وتُخزَّن هناك انتظاراً للأوامر التي تتلقاها من الحرس الثوري الإيراني، هذه المنظمة التي زعزعت أمن المنطقة.
الأذرع الإيرانية هاجمت سفارات أمريكية ومصالح أمريكية، وتسبّبت في تهديد باب المندب بإغراقه بالتلوث الناجم عن ناقلة النفط «صافرة» التي لولا أن السعودية دفعت ثمن تفريغها، وبلغ 174 مليون دولار، لكان التسرّب الآن مشكلة دولية منعت استخدام هذا الممرّ المائي الدولي، أذرعها هي من يخطف وهي من يقتل وهي من ينوب عنها بارتكاب الجرائم، أذرعها هي من أطلقت المسيّرات على محطّات التكرير وموانئ التصدير.
المُفارقة بأن الأموال التي استلمتها إيران بعد الاتفاق النووي في 2015 صرفتها على تطوير برامج صواريخها الباليستية ومسيّراتها لأن لها أولوية على برنامجها النووي، بل لها أولوية على رفاهية شعبها، وصدّرتها لأذرعها، ورغم كلّ ذلك تركّز الاستراتيجية الأمريكية على خطر مُحتمل لم يقم بعد وتؤكد أنها استراتيجية ثابتة لم تتغير رغم كلّ الشواهد التي تدعو لتغيّرها.
مَنْ قال إن تلك الاستراتيجية موضع ترحيب أو اتفاق من دول المنطقة؟ بل مَنْ قال إن تلك الاستراتيجية تُنهي الخطر الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي أو حتى تحدّ منه؟ إنها استراتيجية تنشغل في ملعب خالٍ لا حراك فيه، في حين أن اللعب كلّه يجري في منطقة أُخرى تحت سمع وبصر الولايات المتحدة الأمريكية، هذا هو الثابت في استراتيجيتها تجاه إيران.
اضطرار بلينكن للتوضيح يدلّ على أن الأمر فيه غموض والتباس وحيرة مشروعة، فهذه الصفقة تمّت في أجواء تصعيد أمريكي في المنطقة تجاه إيران، حاملات طائرات وجنود دخلوا المنطقة ولغة تهديد قوية وإنذارات وتنبيهات للسفن التجارية العابرة للخليج العربي بأخذ الحيطة والحذر من الخطر الإيراني المتربّص بهم، وفجأة تظهر للعلن صفقة منح إيران ستة مليارات دولار من المتوقع أن تستفيد منها أذرع إيران في المنطقة بالرغم من تطمينات بلينكن.
مقابل هذه الاستراتيجة الغامضة تأتي الصين كلاعب جديد في المنطقة لتلعب دور الضامن لإيران من خلال الاتفاقية الإيرانية السعودية، وتعترف بالجزر الإماراتية، وتُقدّم كل أنواع الدعم لنقل التكنولوجيا والموارد النووية للمملكة العربية السعودية، وتتفق مع دول المنطقة على ضرورة الضغط على إسرائيل من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، أي أنها تملك رؤية أوسع وأشمل لأمن المنطقة وارتباط تزعزعها بالنشاط الإيراني والإسرائيلي، من مجرد استراتيجية تصبّ جلّ جهدها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
بينما الحقيقة التي لا تدخل ضمن نطاق استراتيجية الولايات المتحدة هي أن لأذرع إيران في المنطقة «حزب الله والحشد والحوثي» خطراً لا يقل عن خطر السلاح النووي على الأمن والاستقرار الدولي، بل إنّ المفاعل خطر مُحتمل، أما أذرع إيران فخطر قائم وتسبّبت في خسائر كثيرة وإزهاق أرواح وتعطيل التنمية وتهديد المياه الإقليمية وطرق التنقل الدولية براً وجواً وبحراً، وتعتمد إيران على أذرعها في مدّ سلاسل السلاح الإيراني لإيصاله للبحر الأحمر والأبيض، ورغم الاتفاق الصيني الإيراني إلا أن الصين تقف مع السعودية فيما يتعلّق بالتهديدات الإيرانية فيها، في حين ليست هناك رؤية أمريكية واضحة تجاه تلك الأذرع عدا العقوبات التي يتمّ التحايل عليها.
أذرع إيران تسبّبت في وضع المنطقة كلّها موضع الخطر وموضع صراعات دونما حاجة لمفاعلها النووي، فصواريخها الباليستية ومسيّراتها تصل إلى تلك الأذرع تحت سمع وبصر جميع الأقمار الصناعية الأمريكية إلى البحر الأحمر والبحر المتوسط وتُخزَّن هناك انتظاراً للأوامر التي تتلقاها من الحرس الثوري الإيراني، هذه المنظمة التي زعزعت أمن المنطقة.
الأذرع الإيرانية هاجمت سفارات أمريكية ومصالح أمريكية، وتسبّبت في تهديد باب المندب بإغراقه بالتلوث الناجم عن ناقلة النفط «صافرة» التي لولا أن السعودية دفعت ثمن تفريغها، وبلغ 174 مليون دولار، لكان التسرّب الآن مشكلة دولية منعت استخدام هذا الممرّ المائي الدولي، أذرعها هي من يخطف وهي من يقتل وهي من ينوب عنها بارتكاب الجرائم، أذرعها هي من أطلقت المسيّرات على محطّات التكرير وموانئ التصدير.
المُفارقة بأن الأموال التي استلمتها إيران بعد الاتفاق النووي في 2015 صرفتها على تطوير برامج صواريخها الباليستية ومسيّراتها لأن لها أولوية على برنامجها النووي، بل لها أولوية على رفاهية شعبها، وصدّرتها لأذرعها، ورغم كلّ ذلك تركّز الاستراتيجية الأمريكية على خطر مُحتمل لم يقم بعد وتؤكد أنها استراتيجية ثابتة لم تتغير رغم كلّ الشواهد التي تدعو لتغيّرها.
مَنْ قال إن تلك الاستراتيجية موضع ترحيب أو اتفاق من دول المنطقة؟ بل مَنْ قال إن تلك الاستراتيجية تُنهي الخطر الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي أو حتى تحدّ منه؟ إنها استراتيجية تنشغل في ملعب خالٍ لا حراك فيه، في حين أن اللعب كلّه يجري في منطقة أُخرى تحت سمع وبصر الولايات المتحدة الأمريكية، هذا هو الثابت في استراتيجيتها تجاه إيران.