العالم

ترمب إلى السجن لأخذ بصماته وتصويره

الشرق الأوسط

يعتزم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تسليم نفسه إلى سلطات سجن مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، مساء الخميس، بعد توجيه 13 تهمة له تتعلق بجهوده لإلغاء انتخابات 2020 في جورجيا. وعلى خلاف حالات استسلامه الثلاث السابقة في المحاكم في نيويورك وواشنطن وفلوريدا، سيتم تصويره وأخذ بصماته قبل إطلاق سراحه، وهي أول سابقة لرئيس أميركي يتم احتجازه وأخذ بصماته وتصويره في أحد السجون، خصوصاً أنه يتمتع بحماية مستمرة من عملاء الشرطة السريين. وأوضحت تقارير إعلامية عدة أن ترمب يخطط للذهاب إلى سجن المقاطعة في ساعة متأخرة، من أجل الحصول على أقصى قدر من التغطية الإعلامية ليستفيد منها في الترويج لتعرضه لـ«حملة مطاردة ساحرات»، وأن التهم الموجهة إليه لها دوافع سياسية لعرقلة حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض.



لكن وصول ترمب سيكون منسقاً بعناية أكبر من وصول متهم عادي، حيث سيكون مصحوباً بأجهزة الخدمة السرية وأجهزة أمنية مشددة.



وقال مكتب الشريف إنه سيكون هناك «إغلاق صارم» للمنطقة المحيطة بالسجن أثناء استسلام ترمب.



ومن المتوقع أن يجتمع أنصار ترمب خارج السجن على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب عدد كبير من الصحافيين ووسائل الإعلام.



وسيخرج ترمب من السجن بعد إجراءات الفحص والتفتيش وأخذ الصور والبصمات، بعد أن حدد القاضي كفالة بمبلغ 200 ألف دولار للإفراج عنه، كما وضع شروطاً صارمة تمنع ترمب من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كما تمنعه من التحدث إلى المتهمين الآخرين والشهود.



وتعد محاكمة مقاطعة فولتون هي القضية الجنائية الرابعة ضد ترمب، بعد أن واجه اتهامات فيدرالية في فلوريدا وواشنطن. ويواجه ترمب مع 18 شخصاً آخرين (بمَن في ذلك رئيس موظفيه السابق مارك ميدوز، وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني) تهماً بالابتزاز والتآمر، واتهامات باستمالة الموظفين العموميين لانتهاك قسمهم، وتقديم وثائق كاذبة، وبيانات كاذبة، لإلغاء نتائج انتخابات 2020 في ولاية جورجيا؛ لإبقاء ترمب في السلطة بعد انتخابات 2020. وقد وجهت المدعية العامة فاني ويليس 13 تهمة جنائية لترمب، وهو أكبر عدد من التهم مقارنة ببقية المتهمين، حيث وجهت ويليس اتهامات ضد عديد من حلفاء ترمب والمحامين ومسؤولي الحملة، وأولئك الذين وقّعوا على وثائق تزعم بأنهم ناخبون في ولاية جورجيا. ويواجه ترمب إجمالي 91 تهمة في جميع قضاياه الجنائية الأربع.



وعلى عكس قضاياه الجنائية الثلاث الماضية، من غير المتوقع أن يقدم ترمب التماساً أمام القاضي، بينما سيمثل المتهمون الآخرون كلهم أمام المحكمة في وقت لاحق لتقديم التماساتهم، وليس هناك ما يشير إلى أنه سيمثل أمام قاعة المحكمة على الإطلاق (الخميس). ويأتي وصول ترمب إلى سجن المقاطعة، بعد مناظرة رئاسية شارك فيها منافسوه الرئيسيون على ترشيح الحزب الجمهوري لعام 2024، وهي المنافسة التي يظل فيها المرشح الأبرز على الرغم من المشكلات القانونية المتسارعة.



ومن المتوقع أن يجذب وجوده في الولاية الأضواء من خصومه، في أعقاب مناظرة سعى فيها مرشحون آخرون إلى استغلال غيابه؛ لتعزيز فرصهم الرئاسية.



معاملة سيئة



وأبدى محامو الرئيس السابق دونالد ترمب مخاوفهم من تلقي ترمب معاملة مهينة حينما يقوم بتسليم نفسه للسلطات في سجن مقاطعة فولتون بولاية جورجيا. وقال المحامي مايكل هاربر إن ترمب سيكون محاطاً بأشخاص متهمين بارتكاب جرائم أخرى مثل القتل والاغتصاب، مشيراً إلى سمعة السجن السيئة، وأن المحتجزين يتلقون معاملة سيئة. وتوقع هاربر أن تستغرق عمليات احتجاز ترمب وتصويره وأخذ بصمات أصابعه وقتاً طويلاً، ودون خصوصية، مشيراً إلى أن منطقة الاستقبال في سجن مقاطعة فولتون ضخمة، وعادة ما يتم إخضاع المحتجزين للتفتيش الشخصي، والخضوع لفحص طبي وأخذ صورهم وبصمات أصابعهم بين أشخاص آخرين.



وصرح عمدة مقاطعة فولتون، بات لابات، بأن ترمب لن يتلقى معاملة خاصة، وسيتم اتباع الإجراءات العادية المتبعة مع كل محتجز آخر. ويمكن أن يكون الانتظار طويلاً في بعض الأحيان، اعتماداً على حجم المعتقلين الذين يتم تصويرهم وأخذ بصماتهم. وقام عديد من المتهمين مع ترمب بتسليم أنفسهم إلى سجن المقاطعة بمَن في ذلك المحامون رودي جولياني، وسيدني باول، وجينا إليس، وجون إيستمان، إضافة إلى ديفيد شيفر الرئيس السابق للحزب الجمهوري في جورجيا، وسكوت هول، وهاجم رودي جولياني عمدة نيويورك السابق، المدعية العامة فاني ويليس، وقال: «سوف يتم ذكر هذه القضية في التاريخ الأميركي بوصفها إحدى أسوأ الهجمات على الدستور الأميركي على الإطلاق». وأضاف مشيراً إلى ويليس: «لقد انتهكت حق الناس في التعديل الأول في تقديم التماس إلى الحكومة بشأن المظالم مثل الانتخابات التي يعتقدون بأنها أُجريت بشكل سيئ أو تم إجراؤها بشكل خاطئ. ومن حق الناس أن يصدقوا ذلك». وقال المحامي جون إيستمان بعد إطلاق سراحه من سجن مقاطعة فولتون، إنه لا يزال يعتقد بأن انتخابات 2020 مسروقة. وقال: «أنا وفريقي القانوني سنعارض بقوة كل تهمة في لائحة الاتهام التي ورد اسمي فيها، وكذلك كل تهمة وردت فيها أسماء آخرين، والتي قد تكون معرفتي بالحقائق ذات الصلة والقانون والأحكام الدستورية مفيدة فيها». وأضاف أنه يتوقع تبرئته ورفاقه من المتهمين بشكل كامل.