لتجنب الإصابة بـ«فوبيا عودة المدارس»
فقدان الشهية وخفقان القلب والبكاء أعراض رهاب عودة المدارس
سماهر سيف اليزل
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو الإنساني التي يجب العناية والاهتمام بها عن طريق التثقيف النفسي للأمهات والمربين عامة، حيث يتعرض الطفل لمواقف متعددة خلال نموه قد تؤثر في شخصيته تاركة آثاراً في سنوات حياته القادمة.
ويعتبر الخوف انفعالاً غريزياً فطرياً يرثه الإنسان حيث يسعى للابتعاد عن الأشياء والمواقف التي تؤلمه وتسبب له الخوف، ويؤدي دخول بعض الأطفال إلى المدرسة لهذه الحالة.
وحول أسباب هذه «الفوبيا» وأعراضها وطرق علاجها قالت أخصائية علم النفس د. جيهان رشاد، إنه في اليوم الأول للطفل في الروضة أو المدرسة الابتدائية يكون في موقف مجابهة لحدث جديد في حياته يفرض عليه التخلي عن الاعتمادية عن المحيط الأسري لقضاء ساعات في محيط بيئي جديد «الروضة - المدرسة» مع غرباء وعليه اتباع نظام محدد، والانتقال من الحب والتقبل المطلق غير المشروط داخل بيته إلى تحدي القبول من الآخر «المعلمة - الأقران» المرهون بالأداء والإنجاز والطاعة للتعليمات وحسن التصرف اجتماعياً.
وأوصت د. جيهان، كل أم ومعلمة الاهتمام بالتهيئة النفسية للطفل قبل الذهاب إلى الروضة أو المدرسة في اليوم الدراسي الأول وتكون طرق التهيئة بالتحدث مع الطفل بلغة بسيطة عن المدرسة أو الروضة مع شرح للموقف الدراسي حسب المرحلة الدراسية التي يلحق عليها، مشاهدة الطفل لفيديو عن المكان من موقع المدرسة ثم زيارة المكان فعلياً إذا ظل لدى الطفل تساؤلات، مشاركة الطفل في شراء الأدوات والمستلزمات الدراسية مع فتح حوار للتساؤل والتعبير عن الانفعالات حول هذا الحدث الجديد في حياته وسؤال الطفل عن مخاوفه مع تدريب الطفل على حل المشكلات بأسلوب اللعب النفسي ليكون جاهزاً للتصرف في ضوء خبرات متعلمة ومكتسبة قبل التعرض للمواقف الحقيقية داخل المدرسة بدون تهوين أو تهويل فقط مسايرة الطفل في أفكاره وتعبيراته الانفعالية وتساؤلاته التي يطرحها.
وأوضحت أنه في حال كانت مخاوف الطفل من النوع الشديد الذي يصاحبه أعراض نفسية جسدية مثل المرض الجسمي -اضطرابات نوم أو شهية- تغيرات في السلوك والنشاط يجب على الأم استشارة المتخصص النفسي «أخصائي نفسي وليس طبيباً نفسياً» لوضع برنامج تهيئة سلوكية مناسبة لطبيعة شخصية الطفل وطبيعة العلاقة بين الطفل والأم، الأسرة لأن في معظم حالات الخوف من الروضة أو المدرسة شديدة الأعراض النفسية والجسدية يكون هناك أسباب نفسية مثل نمط التعلق بالأم -أساليب المعاملة الوالدية- تعثر النمو في مراحل النمو النفسي الاجتماعي لدى الطفل وهي جميعا أسباب نفسية تحتاج مختصاً نفسياً للتشخيص لها وتقديم برنامج إرشادي للأم والمعلمة مصحوباً بفنيات تعديل السلوك الخاصة بالطفل.
وبينت أنه إذا كان هذا هو العام الثاني للطفل في الروضة أو المدرسة الابتدائية فإن الطفل الذي ظهرت لديه أعراض نفسية جسدية تنبئ عن الخوف من بداية العام الدراسي «طفل في أزمة نفسية» ويجب البحث عن أسباب ذلك بالتحدث مع الطفل من الوالدين ثم الاستعانة بالأخصائي النفسي.
أما عن أعراض هذه «الفوبيا» أو الخوف أوضحت أن أبرزها:
• خوف يظهر على سلوك الطفل قبيل ذهابه إلى المدرسة ويعبر عنه لفظاً أو سلوكاً خلال سنوات التعليم الإلزامي الأولى.
• تجنب الذهاب للمدرسة والسعي للبقاء بالمنزل.
• خوف شديد عند أخذه للمدرسة يتمثل في عدة مظاهر منها (البكاء – الفزع الليلي – خفقان بالقلب – تعرق – الشعور بالإجهاد أو التعب – فقدان الشهية – الإغماء – الذهاب المتكرر لطبيب المدرسة – استدعاء ولي الأمر المتكرر).
• «أعراض مرضية بدون داع طبي (صداع – إسهال – ارتفاع في درجة الحرارة – الغثيان – ألم المعدة – تكرار التبول)».
• ضعف العلامات أو تكرار الرسوب أو التهرب من الواجب المنزلي.
• الجلوس بعيد عن الأقران.
• اللعب الفردي أو الانعزال في أماكن داخل الفناء أو تفضيل البقاء داخل القاعة الصفية أو تجنب الأنشطة والصف المدرسي «كلها سلوكيات تجنبية يمارسها الطالب».
• الصمت عند تحدث المعلم له داخل القاعة وتجنب الإجابة حتى إذا كان على علم بكونها إجابة صحيحة أو التردد أو التعلم أو التحدث بالضغط عليه فقط، ارتعاش الأطراف أو الشفتين، قضم الأظافر، ضعف التركيز.
• غياب متكرر.
• هروب بدون علم الأسرة أو المدرسة من داخل المبنى الدراسي «يحصل الطالب على إنذار مدرسي متكرر بدون تحسن سلوكي ملحوظ».
وحول أسباب هذه الظاهرة قالت د. جيهان، إنه وقبل سن السادسة يكون السبب التعلق بالأم أو قلق الانفصال، أو أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة، أو الاعتمادية المفرطة. أما بعد سن السادسة فيكون الخوف من الرسوب أو الفشل، قلق على صورة الذات وضعف الثقة بالنفس، الخوف من السخط أو العقاب، إدراك أشياء يتوقعون الإيذاء منها، الخوف من النقد والسخرية، الخجل والانطواء، الخبرات الأليمة العنيفة في حياة الطفل المكبوتة، البيئة المنزلية أو المدرسية المضطربة، المنافسة غير العادلة مع الأقران والمقارنة، الحب المشروط بالإنجاز الدراسي فقط، تشاجر الأقران أو الكبار من الصفوف العليا، التخويف من أجل اتباع النظام المدرسي.
أما فيما يخص طرق العلاج في الحالات الشديد، بينت أنه يجب أن يكون التشخيص من معالج نفسي مرخص من وزارات الصحة لتحديد ما يعرف بالتشخيص الفارقي هل الأعراض حالة خوف من المدرسة أم رهاب اجتماعي باستخدام المقاييس النفسية المقننة عالمياً لتحديد درجة الأعراض ونوعها بأساليب علمية موضوعية حيادية لا تعتمد على التقرير الذاتي فقط من الطفل أو الأسرة أو المدرسة ثم وضع خطة برنامج علاجي سلوكي مناسب للطفل مع إرشاد الأسرة والتدريب على التربية النفسية المعززة للشعور بالأمان النفسي واستخدام فنيات العلاج باللعب والسيكودراما النفسية لتسهيل التفريغ الانفعالي.
أما في الحالات البسيطة التي يستطيع الآباء أو المربين التعامل معها، فيمكن إحضار الطفل إلى المدرسة مع أخ أو صديق أكبر سناً، وتحبيب الطفل بالمدرسة والتحدث عن الأنشطة والأهداف داخل الصف المدرسي ويمكن الاستعانة بالنمذجة البصرية بالفيديوهات المصورة وتشجيع الطفل على تقليد الكبار والتحدث عن الأدوار الاجتماعية بالحياة ومنها مهنة طالب، الجوائز والهدايا التعزيزية التدريجية على مدرج زمني متباعد، التدريب على حل المشكلات قبل التعرض لها مثل التعامل مع دورات المياه الجماعية، الاهتمام بالأسبوع التمهيدي لمساعدة الطلاب على التكيف، توعية الأمهات بخصائص النمو في مراحل الطفولة المبكرة والوسطى من خلال الدورات التدريبة المتخصصة.
فقدان الشهية وخفقان القلب والبكاء أعراض رهاب عودة المدارس
سماهر سيف اليزل
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو الإنساني التي يجب العناية والاهتمام بها عن طريق التثقيف النفسي للأمهات والمربين عامة، حيث يتعرض الطفل لمواقف متعددة خلال نموه قد تؤثر في شخصيته تاركة آثاراً في سنوات حياته القادمة.
ويعتبر الخوف انفعالاً غريزياً فطرياً يرثه الإنسان حيث يسعى للابتعاد عن الأشياء والمواقف التي تؤلمه وتسبب له الخوف، ويؤدي دخول بعض الأطفال إلى المدرسة لهذه الحالة.
وحول أسباب هذه «الفوبيا» وأعراضها وطرق علاجها قالت أخصائية علم النفس د. جيهان رشاد، إنه في اليوم الأول للطفل في الروضة أو المدرسة الابتدائية يكون في موقف مجابهة لحدث جديد في حياته يفرض عليه التخلي عن الاعتمادية عن المحيط الأسري لقضاء ساعات في محيط بيئي جديد «الروضة - المدرسة» مع غرباء وعليه اتباع نظام محدد، والانتقال من الحب والتقبل المطلق غير المشروط داخل بيته إلى تحدي القبول من الآخر «المعلمة - الأقران» المرهون بالأداء والإنجاز والطاعة للتعليمات وحسن التصرف اجتماعياً.
وأوصت د. جيهان، كل أم ومعلمة الاهتمام بالتهيئة النفسية للطفل قبل الذهاب إلى الروضة أو المدرسة في اليوم الدراسي الأول وتكون طرق التهيئة بالتحدث مع الطفل بلغة بسيطة عن المدرسة أو الروضة مع شرح للموقف الدراسي حسب المرحلة الدراسية التي يلحق عليها، مشاهدة الطفل لفيديو عن المكان من موقع المدرسة ثم زيارة المكان فعلياً إذا ظل لدى الطفل تساؤلات، مشاركة الطفل في شراء الأدوات والمستلزمات الدراسية مع فتح حوار للتساؤل والتعبير عن الانفعالات حول هذا الحدث الجديد في حياته وسؤال الطفل عن مخاوفه مع تدريب الطفل على حل المشكلات بأسلوب اللعب النفسي ليكون جاهزاً للتصرف في ضوء خبرات متعلمة ومكتسبة قبل التعرض للمواقف الحقيقية داخل المدرسة بدون تهوين أو تهويل فقط مسايرة الطفل في أفكاره وتعبيراته الانفعالية وتساؤلاته التي يطرحها.
وأوضحت أنه في حال كانت مخاوف الطفل من النوع الشديد الذي يصاحبه أعراض نفسية جسدية مثل المرض الجسمي -اضطرابات نوم أو شهية- تغيرات في السلوك والنشاط يجب على الأم استشارة المتخصص النفسي «أخصائي نفسي وليس طبيباً نفسياً» لوضع برنامج تهيئة سلوكية مناسبة لطبيعة شخصية الطفل وطبيعة العلاقة بين الطفل والأم، الأسرة لأن في معظم حالات الخوف من الروضة أو المدرسة شديدة الأعراض النفسية والجسدية يكون هناك أسباب نفسية مثل نمط التعلق بالأم -أساليب المعاملة الوالدية- تعثر النمو في مراحل النمو النفسي الاجتماعي لدى الطفل وهي جميعا أسباب نفسية تحتاج مختصاً نفسياً للتشخيص لها وتقديم برنامج إرشادي للأم والمعلمة مصحوباً بفنيات تعديل السلوك الخاصة بالطفل.
وبينت أنه إذا كان هذا هو العام الثاني للطفل في الروضة أو المدرسة الابتدائية فإن الطفل الذي ظهرت لديه أعراض نفسية جسدية تنبئ عن الخوف من بداية العام الدراسي «طفل في أزمة نفسية» ويجب البحث عن أسباب ذلك بالتحدث مع الطفل من الوالدين ثم الاستعانة بالأخصائي النفسي.
أما عن أعراض هذه «الفوبيا» أو الخوف أوضحت أن أبرزها:
• خوف يظهر على سلوك الطفل قبيل ذهابه إلى المدرسة ويعبر عنه لفظاً أو سلوكاً خلال سنوات التعليم الإلزامي الأولى.
• تجنب الذهاب للمدرسة والسعي للبقاء بالمنزل.
• خوف شديد عند أخذه للمدرسة يتمثل في عدة مظاهر منها (البكاء – الفزع الليلي – خفقان بالقلب – تعرق – الشعور بالإجهاد أو التعب – فقدان الشهية – الإغماء – الذهاب المتكرر لطبيب المدرسة – استدعاء ولي الأمر المتكرر).
• «أعراض مرضية بدون داع طبي (صداع – إسهال – ارتفاع في درجة الحرارة – الغثيان – ألم المعدة – تكرار التبول)».
• ضعف العلامات أو تكرار الرسوب أو التهرب من الواجب المنزلي.
• الجلوس بعيد عن الأقران.
• اللعب الفردي أو الانعزال في أماكن داخل الفناء أو تفضيل البقاء داخل القاعة الصفية أو تجنب الأنشطة والصف المدرسي «كلها سلوكيات تجنبية يمارسها الطالب».
• الصمت عند تحدث المعلم له داخل القاعة وتجنب الإجابة حتى إذا كان على علم بكونها إجابة صحيحة أو التردد أو التعلم أو التحدث بالضغط عليه فقط، ارتعاش الأطراف أو الشفتين، قضم الأظافر، ضعف التركيز.
• غياب متكرر.
• هروب بدون علم الأسرة أو المدرسة من داخل المبنى الدراسي «يحصل الطالب على إنذار مدرسي متكرر بدون تحسن سلوكي ملحوظ».
وحول أسباب هذه الظاهرة قالت د. جيهان، إنه وقبل سن السادسة يكون السبب التعلق بالأم أو قلق الانفصال، أو أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة، أو الاعتمادية المفرطة. أما بعد سن السادسة فيكون الخوف من الرسوب أو الفشل، قلق على صورة الذات وضعف الثقة بالنفس، الخوف من السخط أو العقاب، إدراك أشياء يتوقعون الإيذاء منها، الخوف من النقد والسخرية، الخجل والانطواء، الخبرات الأليمة العنيفة في حياة الطفل المكبوتة، البيئة المنزلية أو المدرسية المضطربة، المنافسة غير العادلة مع الأقران والمقارنة، الحب المشروط بالإنجاز الدراسي فقط، تشاجر الأقران أو الكبار من الصفوف العليا، التخويف من أجل اتباع النظام المدرسي.
أما فيما يخص طرق العلاج في الحالات الشديد، بينت أنه يجب أن يكون التشخيص من معالج نفسي مرخص من وزارات الصحة لتحديد ما يعرف بالتشخيص الفارقي هل الأعراض حالة خوف من المدرسة أم رهاب اجتماعي باستخدام المقاييس النفسية المقننة عالمياً لتحديد درجة الأعراض ونوعها بأساليب علمية موضوعية حيادية لا تعتمد على التقرير الذاتي فقط من الطفل أو الأسرة أو المدرسة ثم وضع خطة برنامج علاجي سلوكي مناسب للطفل مع إرشاد الأسرة والتدريب على التربية النفسية المعززة للشعور بالأمان النفسي واستخدام فنيات العلاج باللعب والسيكودراما النفسية لتسهيل التفريغ الانفعالي.
أما في الحالات البسيطة التي يستطيع الآباء أو المربين التعامل معها، فيمكن إحضار الطفل إلى المدرسة مع أخ أو صديق أكبر سناً، وتحبيب الطفل بالمدرسة والتحدث عن الأنشطة والأهداف داخل الصف المدرسي ويمكن الاستعانة بالنمذجة البصرية بالفيديوهات المصورة وتشجيع الطفل على تقليد الكبار والتحدث عن الأدوار الاجتماعية بالحياة ومنها مهنة طالب، الجوائز والهدايا التعزيزية التدريجية على مدرج زمني متباعد، التدريب على حل المشكلات قبل التعرض لها مثل التعامل مع دورات المياه الجماعية، الاهتمام بالأسبوع التمهيدي لمساعدة الطلاب على التكيف، توعية الأمهات بخصائص النمو في مراحل الطفولة المبكرة والوسطى من خلال الدورات التدريبة المتخصصة.