فاجأنا سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام بزيارته إلى الورشة المختصة بكتابة الرواية وفنون التأليف في مدينة الشباب 2030، فبدأ بالاستماع للطلبة وأسباب تواجدهم في هذا النوع من الورش حتى فرغوا من حديثهم الذي سمعه باهتمام واضح، ثم بدأ بالحديث منطلقاً من خبرته الأكاديمية والعلمية.

ركز سعادة الوزير على أهمية التخصص في فنون الكتابة، وشدد على أهمية اختيار المسار المناسب لكل كاتب، فلم تعد مجالات الكتابة وصناعة المحتوى كما كانت سابقاً، بل هي اليوم أشد تنوعاً وتفرعاً وتعقيداً، ولذلك نحتاج اليوم كتّاباً متخصصين في مجال الإعلام يجيدون كتابة السيناريو والأفلام القصيرة، والوثائقيات، وكتابة المحتوى المناسب لجميع طرق العرض الحديثة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث إن هناك شحاً كبيراً في المتخصصين في هذه المجالات.

ودع سعادة الوزير الطلبة واتجه لزيارات أخرى لمراكز مدينة الشباب، لكن كان لهذه الزيارة الأثر الكبير في نفوس الطلبة، فلقد كانت نصيحته بشأن التخصص مهمة جداً خاصة للجيل الذي بدأ رحلته الجامعية للتو، فسماع مثل هذه النصائح من أحد صناع القرار في وزارة مهمة يعطي الطلبة دافعاً أكبر للأخذ بها والعمل بها فعلاً وذلك من خلال تنمية مهاراتهم الشخصية بعيداً عن دراستهم الأكاديمية، فصقل مهارة معينة يمتازون بها بعد دراستها أكاديمياً سيساهم في تميزهم في سوق العمل الصعب والذي يوجد فيه مقدمو خدمات إعلامية كثر ولكن قليلاً منهم من يتميز وذلك لتخصصه في أمور دقيقة بعد إلمامه العام بالخدمة التي يقدمها.

لقد لمست الأثر الكبير من زيارة سعادة الوزير لطلبة البرنامج، وما أثره في نفوسهم وزاد من قيمة الورشة وأثراها بطبيعة الحال، ولهذا ينبغي لصناع القرار في مختلف المناصب والجهات الحكومية والخاصة القيام بهذه الجولات الخاطفة، والتي تتميز بعفويتها دون الترتيبات المسبقة والمسار المعد مسبقاً، فمنها يلاقي المسؤول الواقع ويستطيع قراءة المخفي عنه، ومن هذه المعطيات الكثيرة يستطيع التوجيه بأخذ القرارات، كذلك سيساهم وجود المسؤولين في الميدان وزياراتهم المفاجئة إلى وضع من تحتهم تحت الرقابة الدائمة والتقييم الدائم والتأكد من صحة التقارير المرفوعة، إضافة إلى احتكاكهم بالمستفيدين من هذه الخدمات الذين سيطمئنونهم أن مَن في أعلى الهرم مدرك تماماً لواقع الأمور جراء هذه الزيارات المفاجئة.