العربية
أمام مشهد الانقلابات التي هزت القارة الإفريقية مؤخراً، أحدثها ما جرى أمس في الغابون، تخوف العديد من المراقبين من أن تمتد شرارة تلك الانقلابات العسكرية، حاصدة المزيد من البلدان.
وفيما دانت الدول الغربية تقويض السلطات الشرعية والديمقراطيات عامة، طمأنت واشنطن الجميع.
فقد أكدت ألا خوف في الوقت الحالي من توسع نار الانقلابات. ورأى منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في تصريح للعربية/الحدث أنه "من السابق لأوانه التحدث عن وجود تأثير أحجار الدومينو"، على الرغم من وصفه خطوات قادة الجيش في الغابون بالخطيرة والمتهورة.
كما أكد أن الإدارة الأميركية تركز على تعزيز الديمقراطية في القارة الإفريقية وجميع أنحاء العالم، لاعتقادها بأنها أفضل نوع من الحكم لتعزيز السلام والرخاء للشعوب".
بدورها، طالبت المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا(إكواس) بعودة النظام الدستوري، منددة باستخدام القوة.
7 انقلابات عسكرية
لا قلق أميركياً إذاً من تتالي الانقلابات، على الرغم من أن مراجعة سريعة تكشف أرقاماً صادمة.
فمنذ أغسطس 2020، شهدت إفريقيا سبعة انقلابات عسكرية، قبل الانقلاب الأخير الذي بدأ أمس الأربعاء في الغابون.
عسكر النيجر وبازوم
أعلن العسكر في النيجر يوم 26 تموز/يوليو 2023، الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
وأصبح الجنرال عبد الرحمن تياني الرجل القوي الجديد في البلاد.
فيما أعلنت (إكواس) في 10 أغسطس تفعيل قوة تدخل إقليمية "لاستعادة النظام الدستوري"، مع مواصلتها تفضيل المسار الدبلوماسي لحل الأزمة.
انقلابان خلال 8 أشهر
أما بوركيا فاسو فقد شهدت انقلابين خلال أشهر.
ففي 24 يناير 2022، أطاح الجيش الرئيس روش مارك كريستيان كابوري من السلطة، وتم تنصيب اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا رئيسا في فبراير.
وفي 30 سبتمبر، أقال الجيش داميبا وعيّن الكابتن إبراهيم تراوري رئيسا انتقاليا حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في تموز/يوليو 2024.
أما في غينيا، فتمت الإطاحة بالرئيس ألفا كوندي، في 5 سبتمبر 2021. وفي 1 أكتوبر، نُصّب الكولونيل مامادي دومبويا رئيسا.
ليتعهّد العسكريون لاحقا بتسليم السلطة إلى مدنيين منتخبين بحلول نهاية عام 2024.
في مالي.. انقلابان أيضا
كذلك شهدت مالي انقلابين خلال أشهر قليلة. ففي 18 آب/أغسطس 2020، أطاح الجيش الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، وتم تشكيل حكومة انتقالية في تشرين الأول/أكتوبر.
لكن في 24 أيار/مايو 2021، اعتقل الجيش الرئيس ورئيس الوزراء، وتم تنصيب الكولونيل أسيمي غويتا رئيسا انتقاليا في يونيو/حزيران.
وتعهد المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى مدنيين بعد الانتخابات المقررة في شباط/فبراير 2024.
أما في السودان، وإن اختلف التوصيف بين بعض السودانيين، فإن معظم الدول الغربية اعتبرت الإجراءات الاستثناية التي اتخذتها القوات المسلحة في 25 أكتوبر 2021، وحل الحكومة المدنية برئاسة عبدالله حمدوك، انقلابا على المسار الديمقراطي.
وبكل الأحوال لا يزال السودان يعاني من أزمة مستعصية، انزلقت في منتصف أبريل الماضي إلى قتال عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع.