روى أحد الناجين من مجزرة حي كرم الزيتون في حمص المجازر الرهيبة التي ارتكبتها قوات الأسد والشبيحة في حق أبناء الحي الأحد الماضي، والتي راح ضحيتها 45 قتيل أغلبهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم الثامنة من العمر.ونقلت صحيفة "الشروق الجزائرية" اليوم الأربعاء عن ضابط مخابرات سابق انشق عن الجيش النظامي، أنهم وجدوا أحد الناجين من الجريمة النكراء مغمى عليه، ونقلوه إلى مستشفى ميداني، وهناك أستفاق الناجي وقال:"داهمتنا فرق للجيش النظامي والشبيحة وأفراد المخابرات السورية، جمعونا في مكان واحد بعد إرغامنا على الخروج من منازلنا، ثم قاموا بتقسيمنا إلى قسمين، الأطفال والنساء والعجائز في قسم، والذكور البالغين في قسم آخر، وبعدها قاموا بإطلاق وابل من النار على الذكور البالغين أمام مرأى ومسمع من النساء والأطفال".وأضاف الناجي :كنت تحت جثث القتلى، ورغم الإصابات التي تعرضت لها خلال جراء إطلاق النار أثناء الإعدام الجماعي،كنت اسمع صرخات النساء والأطفال عند اغتصابهم أمام مرأى بقية الضحايا، وبعدها سمعت استجداء الأطفال للمعتدين من الشبيحة وعناصر الجيش السوري النظامي، بالعفو عنهم وعدم الاعتداء عليهم، "ارحمونا لا تقتلونا" هذه هي العبارات التي كانت تعلو صيحات الضحايا موجهة للمجرمين.وحول طريقة القتل التي مارستها مجموعات الشبيحة في حق الأطفال الأبرياء والنساء العزل، يقول الناجي: "كنت أسمع أوامر الضباط للنساء بالتجرد من الثياب والتعري وكذا نزع ملابس للأطفال، وبعدها بدأوا يختارون من يعجبهم من الأجساد التي تثير شهوتهم... لم أسمع طلقة واحدة توجه إلى الضحايا الشهداء من الأطفال والنساء، كل ما كنت أسمعه "لا تذبحونا، حسبنا الله ونعم الوكيل منكم، لا إله إلا الله محمد رسول الله، أغيثونا يا مسلمون"، وبعدها بدقائق سمعت الضباط يأمرون جنودا بإحضار المازوت والبنزين لإحراق الجثث وراءهم، ورغم أن بعض النساء والأطفال ما زالوا أحياء".ويتابع الناجي :"بعد أن غادر المعتدون المنطقة تمالكت نفسي وخرجت من بين أكوام جثث الذين تم إعدامهم بالرصاص، ورأيت جماجم للأطفال مقسمة إلى شطرين وامرأة حامل بقر بطنها، لم أقو على المشاهدة أو حتى تفقد ما حل بأفراد عائلتي".