عارضت إيران، على لسان مساعد وزير خارجيتها، دخول تركيا الأراضي العراقية لمحاربة تنظيم "داعش"، وقالت إن ذلك "يجب أن يتم بإذن الحكومة العراقية".وفي هذا السياق، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية بأنه "إجراء خاطئ".وقال عبداللهيان، في تصريحات لوكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن "الدعم من الدول الأخرى ومكافحة داعش بحاجة إلى التنسيق الكامل مع الحكومة القانونية العراقية وأخذ الإذن منها". غير أن مراقبين للشأن العراقي قالوا بأن إيران تدخل ما تشاء من جنود ومستشارين وكذلك مئات آلاف الزوار الذين اقتحموا الحدود دون تأشيرات لا تحتاج إذنا من الحكومة العراقية.كما شدد المسؤول الإيراني قائلاً: "إننا نعتبر مثل هذه الإجراءات بأنها تتعارض مع أمن المنطقة فيما لو جرت من دون تنسيق مع الحكومة العراقية. ونعتقد بأن مثل هذا السلوك لا يساعد في قمع الارهاب، بل سيؤدي إلى الفوضى وتشديد اضطراب الأمن فيها".كذلك أكد أنه "لا شك بأن الجميع سينتفع من المكافحة المنسقة للإرهاب وإرساء الأمن بالمنطقة".رسالة من أوغلو للعباديمن جهته، أطلع رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، نظيره العراقي، حيدر العبادي، على معلومات متعلقة بالتطورات الراهنة بشأن برنامج تركيا التدريبي الذي يطبق منذ مارس الماضي في ناحية بعشيقة قرب الموصل، ومهام وأنشطة القوات الموجودة هناك.ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر في رئاسة الوزراء التركية أن "داود أوغلو بعث رسالة إلى العبادي، أكد خلالها أن تركيا لن تقدم على أي خطوة من شأنها أن تنتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، باعتبارها أكثر بلد يولي حساسية لسيادة العراق ووحدة أراضيه ويؤمن بضرورة احترام جميع البلدان له".وذكر أوغلو أنه "لن يتم نقل أي قوات جديدة إلى بعشيقة، حتى تنتهي مخاوف الحكومة العراقية"، مشيراً إلى أن تركيا ستواصل بكل عزم كافة أشكال دعمها للعراق في مكافحتها لداعش".كما أعرب عن رغبة بلاده في تعميق التعاون مع الحكومة العراقية بهذا الصدد من خلال التنسيق والاستشار، مشدداً على " ضرورة عدم السماح لجهات منزعجة من التعاون بين تركيا والعراق، وتريد انتهاءه، من الوصول إلى مبتغاها".خلافات مستمرةوما زالت الخلافات بين إيران وتركيا مستمرة حول الوضعين السوري والعراقي وتجددت منذ أيام بسبب وقوف طهران مع موسكو في اتهاماتها ضد أنقرة ونشر معلومات متناقضة حول دور الأخيرة في محاربة "داعش".وكانت طهران قد ردت على تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة التي اتهم فيها إيران بالوقوف مع روسيا ضد بلاده. بدوره، هاجم مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، تركيا بشدة. وقال ولايتي، في حوار تلفزيوني، السبت، إن إطلاق هذه التصريحات يسفر عن تأجيج التوتر. وكرر الاتهامات ضد أنقرة لافتاً إلى أن هناك "بعض الوثائق التي نشرها الروس حول بيع تنظيم داعش للنفط إلى تركيا". وتصاعدت الخلافات بين البلدين منذ ذلك الوقت.وكان الرئيس التركيي قد هاجم إيران، في مارس الماضي، وطالبها بسحب قواتها العسكرية من سوريا والعراق، والكف عن تدخلها في اليمن والدول العربية الأخرى واحترام سلامة أراضي تلك الدول.