أيمن شكل
أكد رجال دين أن الصدقة والدعاء والعلم النافع والاستغفار كلها أمور تلحق بصاحبها بعد وفاته، وأن الاستغفار أيضاً يرفع درجات العبد الصالح في الجنة، وشددوا على أن الصدقة الجارية ثوابها يصل إلى المتوفى وتنقله إلى مراتب أعلى في الجنة.
وأشار الشيخ هشام الرميثي إلى الحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له»، وقال إن الميت أحوج ما يكون إلى الصدقة لقول رسول الله «اتقوا النار ولو بشق تمرة» وقوله صلى الله عليه وسلم «الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار» و«الصدقة تطفئ غضب الله عز وجل».
كما نوه الشيخ الرميثي إلى الحديث الشريف في قول رسول الله «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا يعني: ما عنده أحد ففاضت عيناه»، وقال إن كل هذه الأحاديث النبوية تدل على أهمية الصدقة باعتبارها سر السعادة في الحياة الدنيا وتتقدم على عمله الصالح لتنقله إلى المنازل العلى في الآخرة. وفي السياق ذاته أكد الشيخ يوسف الريس على أن الدعاء للمتوفى يرفع درجته في الجنة، وهي من نعم الله ورحمته على الموتى، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب، أني لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك»، وقال الشيخ الريس يجب الحرص على الدعاء دوما للأموات.
كما لفت الشيخ الريس إلى أهمية العلم الذي يتركه المتوفى العالم لينفع الناس من بعده مشيراً إلى قوله تعالى «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، وإلى قول الرسول، «.. ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة». وأشار الريس إلى وجود العديد من الأعمال التي تنفع المتوفى وتصل إليه بعد موته، مثل الحج أو العمرة عنه، وقضاء دينه، وكذلك الصوم عنه إذا كان عليه صوم، فمن مات وعليه صوم رمضان، أو صوم نذر، أو كفارة يصام عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: من مات وعليه صيام؛ صام عنه وليه، وأضاف قائلاً: «أجمع علماء الإسلام على أن الصدقة تلحق الميت وتنفع الميت ويندرج تحت الصدقة إطعام المساكين أو زرع شجرة يأكل الناس من ثمرها، وكذلك الذبح بقصد الصدقة على الميت».