أدى ظهور الثورة الصناعية الرابعة وحوسبة البيانات الضخمة إلى تطوير تقديم الخدمات خاصة الإلكترونية منها. وأدت هذه الثورة الجديدة إلى دعم الممارسات الإدارية بالشركات خاصة التي تقوم على مفهوم القيمة-المضافة وإلى تطوير السلع والخدمات المقدمة للمستهلك. كذلك أدت الثورة الصناعية الرابعة إلى دعم اتخاذ القرارات المؤسسية بشكل أفضل وبطرق أكثر عقلانية ورشداً.

إن الثورة الصناعية الرابعة تعتمد بالأساس على التحول الرقمي أو ما يعرف باسم «الرقمنة» وعلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في جميع نواحي الحياة اليومية وعلى مستوى مختلف القطاعات ولاسيما القطاع التعليمي، الطبي، الخدمي، إلخ.. فأصبحت التكنولوجيا جزأ لا يتجزأ من عمل الشركات وصانعي القرار. وقد ارتبطت أسس ومبادئ الإدارة الحديثة بأهداف الثورة الصناعية الرابعة من أجل رفع كفاءة وفاعلية العمل بالشركات. فبات لزاماً على قطاع الأعمال والمسؤولين على إدارته أن يعملوا على إعادة هيكلة الممارسات الإدارية وإعادة التفكير فيها من أجل تبني هذا التحول النموذجي والتغييرات المصيرية التي تتبناها هذه الحركات الحديثة.

وتبقى دائماً التساؤلات مطروحة لمعرفة مدى استعداد مؤسساتنا العربية لتبني مثل هذه الاتجاهات الحديثة. وأيضاً لمعرفة إذا كانت الثقافة التنظيمية الخاصة بالشركات مستعدة لتبني المبادئ والمفاهيم الحديثة في الإدارة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الابتكار الاستراتيجي، التميز المؤسسي، تحفيز الإبداع، التفكير الريادي، المحاسبة بالنتائج والمحاسبة بالأهداف.

* عضو هيئة التدريس بكلية إدارة الأعمال - جامعة البحرين