حنان شهابي
فور بدء جائحة كورونا وجدنا أنفسنا نتتبع جميع الأخبار الاقتصادية والصحية لنشعر بأننا ما زلنا على اتصال بالعالم، لكن ما لم نجهز نفسنا له هو وقع هذه الأحداث المتسارعة علينا وتبعات الحياة المنعزلة على أهم جانب من حياتنا وهو الجانب النفسي والاجتماعي، فقد خلق الحجر فقاعة خاصة لكل منا ولن يستوعب معنى هذه الفقاعة أكثر من المراهقين والأهالي، فالأهالي هم من بدأوا بملاحظتها والمراهقين هم من عاشوا فيها وقمعوا أنفسهم بداخلها تحت مسميات الراحة.
شخصياً، كنت من الذين تأثروا بشدة بهذه الفقاعة، لزمت الجلوس في المنزل لأشهر عديدة وعشت في نطاق ضيق بين كل ما وضعته داخل دائرة راحتي ظناً مني أني أفعل ذلك لصالحي فما الجدوى من مخالطة الناس وبينما أجد نفسي مرتاحة وأنا أقضي جل وقتي بين الرسم والقراءة وتصفح ما أهوى في صفحات التواصل الاجتماعي، ولكن ما لم أضعه في الحسبان هو الثمن الذي سأدفعه لاحقاً، بعد مرور سنتين لاحظت أني أنا والعديد من أبناء جيلي قد فقدنا مهاراتنا الاجتماعية وقدرتنا على التواصل في الحياة الواقعية، كان كل ذلك واضحا في تجنبنا للنظر في أوجه من نخاطب عن الكلام، رجفة الأيادي، الصوت المهزوز عند الكلام، والرهاب الاجتماعي الذي كاد يخنقني عدة مرات.
أذكر كيف كانت رهبة الجلوس بين الناس تأكلني من الداخل ورغبتي في الهروب والرجوع لدائرة راحتي تزداد في كل لحظة، بعد أي محاثة بسيطة مع أي شخص جديد خارجياً كان مظهري يوحي بالثقة والهدوء ولكن من الداخل أشعر برغبة غريبة بالهروب والانعزال، كان الشيء الوحيد الذي لم أفقده خلال فترة وجودي في فقاعة العزل هو حلمي بأن أكون شخصية مؤثرة فالمستقبل وهذا الحلم وضعني بين خيارين صعبين، هل أختار الخيار المريح وأرجع لفقاعتي متخلصة من مشاعر الرهبة والتوتر مؤقتا أم أخذ الخطوة الصعبة وأجاهد في إصلاح نفسي.
اخترت الخيار الثاني من أجل نفسي أولاً ومن أجل مجتمعي ومساعدة أبناء جيلي ثانياً وخلال هذه الرحلة لم أظن يوماً أن قرار اشتراكي في مدينة الشباب قد يحدث نقطة تحولية في حياتي الاجتماعية، وجودي في مجتمع شبابي يدعوني إلى المشاركة والمبادرة ويرحب بكل أفكاري ساعدني أن أخطو خطوات تأخرت أن أخذها خلال مكوثي في فقاعتي، وهذه البيئة الفريدة دفعتني إلى المشاركة في العديد من البرامج التي أضافت الكثير لمحصول تجاربي الخاصة، واستنتجت بأن مدينة الشباب ليست مجرد برنامج شبابي، مدينة الشباب برنامج يبني جيلاً كاملاً.
اليوم أنا ممتنة لكل قرار أخذته أخرجني من دائرة راحتي لأن كل هذه الخطوات التي خطيتها بخوف ورجفة صنعت مني شخصاً مبادراً ومساهماً في مجتمعي ومساعداً دائماً لمن حولي وحريص ألا يقع أحد آخر من أبناء جيلي في فخ الفقاعة.
فور بدء جائحة كورونا وجدنا أنفسنا نتتبع جميع الأخبار الاقتصادية والصحية لنشعر بأننا ما زلنا على اتصال بالعالم، لكن ما لم نجهز نفسنا له هو وقع هذه الأحداث المتسارعة علينا وتبعات الحياة المنعزلة على أهم جانب من حياتنا وهو الجانب النفسي والاجتماعي، فقد خلق الحجر فقاعة خاصة لكل منا ولن يستوعب معنى هذه الفقاعة أكثر من المراهقين والأهالي، فالأهالي هم من بدأوا بملاحظتها والمراهقين هم من عاشوا فيها وقمعوا أنفسهم بداخلها تحت مسميات الراحة.
شخصياً، كنت من الذين تأثروا بشدة بهذه الفقاعة، لزمت الجلوس في المنزل لأشهر عديدة وعشت في نطاق ضيق بين كل ما وضعته داخل دائرة راحتي ظناً مني أني أفعل ذلك لصالحي فما الجدوى من مخالطة الناس وبينما أجد نفسي مرتاحة وأنا أقضي جل وقتي بين الرسم والقراءة وتصفح ما أهوى في صفحات التواصل الاجتماعي، ولكن ما لم أضعه في الحسبان هو الثمن الذي سأدفعه لاحقاً، بعد مرور سنتين لاحظت أني أنا والعديد من أبناء جيلي قد فقدنا مهاراتنا الاجتماعية وقدرتنا على التواصل في الحياة الواقعية، كان كل ذلك واضحا في تجنبنا للنظر في أوجه من نخاطب عن الكلام، رجفة الأيادي، الصوت المهزوز عند الكلام، والرهاب الاجتماعي الذي كاد يخنقني عدة مرات.
أذكر كيف كانت رهبة الجلوس بين الناس تأكلني من الداخل ورغبتي في الهروب والرجوع لدائرة راحتي تزداد في كل لحظة، بعد أي محاثة بسيطة مع أي شخص جديد خارجياً كان مظهري يوحي بالثقة والهدوء ولكن من الداخل أشعر برغبة غريبة بالهروب والانعزال، كان الشيء الوحيد الذي لم أفقده خلال فترة وجودي في فقاعة العزل هو حلمي بأن أكون شخصية مؤثرة فالمستقبل وهذا الحلم وضعني بين خيارين صعبين، هل أختار الخيار المريح وأرجع لفقاعتي متخلصة من مشاعر الرهبة والتوتر مؤقتا أم أخذ الخطوة الصعبة وأجاهد في إصلاح نفسي.
اخترت الخيار الثاني من أجل نفسي أولاً ومن أجل مجتمعي ومساعدة أبناء جيلي ثانياً وخلال هذه الرحلة لم أظن يوماً أن قرار اشتراكي في مدينة الشباب قد يحدث نقطة تحولية في حياتي الاجتماعية، وجودي في مجتمع شبابي يدعوني إلى المشاركة والمبادرة ويرحب بكل أفكاري ساعدني أن أخطو خطوات تأخرت أن أخذها خلال مكوثي في فقاعتي، وهذه البيئة الفريدة دفعتني إلى المشاركة في العديد من البرامج التي أضافت الكثير لمحصول تجاربي الخاصة، واستنتجت بأن مدينة الشباب ليست مجرد برنامج شبابي، مدينة الشباب برنامج يبني جيلاً كاملاً.
اليوم أنا ممتنة لكل قرار أخذته أخرجني من دائرة راحتي لأن كل هذه الخطوات التي خطيتها بخوف ورجفة صنعت مني شخصاً مبادراً ومساهماً في مجتمعي ومساعداً دائماً لمن حولي وحريص ألا يقع أحد آخر من أبناء جيلي في فخ الفقاعة.