لماذا، ومنذ عقود طويلة، تستثمر وزارة الخارجية البريطانية في الإعلام، ولا تخفي ارتباطها المباشر بالدعم المتنوع وعلى رأسه المالي لهيئة الإذاعة البريطانية الـ«بي بي سي»، وتُعرف الهيئة على أنها جهة بريطانية حكومية؟! هذا كمثال.
في جانب آخر، ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت في عام 1967 بإمضاء الرئيس ليندون جونسون «قانون البث العام»، وبموجبه أَنشأت قناة «بي بي إس» التلفزيونية، وإذاعة «إن بي آر» عبر الأثير، لتكونا جهتين إعلاميتين تُموَّلان مباشرة من الحكومة الفيدرالية منذ ذاك الوقت وحتى الآن، أقول ورغم ذلك، فإن عديداً من الارتباطات والمؤشرات تكشف وجود تأثير رسمي على عشرات القنوات الإعلامية.
وقس على ذلك العديد من الدول الأوروبية التي تطلق العنان والفضاء الواسع لافتتاح القنوات الإعلامية سواء عبر التلفاز أو الراديو، لكن في نفس الوقت ستجد أن هناك قنوات تستثمر الحكومات فيها ولو بطرق غير مباشرة، إذ في النهاية رأي الحكومة لا بد أن يصل بشكل واضح دون أن تؤثر فيه مؤثرات معنية بإضافة زوائد ومعلومات واجتهادات وتحليلات من قنوات تجارية.
الفكرة فيما نقول ترتبط بأهمية الإعلام وتأثيره، وكيف أن امتلاك منصات إعلامية ذات انتشار وتأثير، يمثل نقاط قوة، ويمنحك التفوق في كثير من الملفات، بالأخص حينما تفرض وصول صوتك، صوتك هذا الذي سيحاول عشرات تغييبه، أو الضرب في مصداقيته، وحتى تكذيبه إن كانوا يمتلكون الوسائل الإعلامية التي تنشط بشكل مستمر.
هنا المعادلة صعبة، وأعني ما بين نشر الحقائق والوقائع في مواجهة حملات الاستهداف والتشويه وتغليب الفبركات والمبالغات والمعلومات غير الدقيقة، إذ تخيل وسيلة إعلامية لها وزنها وثقلها وانتشارها وجمهورها تعمد لنشر أخبار ومعلومات بعيدة عن المصداقية، وتعمل وفق نهج مدروس للتأثير في رأي المشاهد، هل ستقف أمامها وسيلة إعلامية لم تستثمر في البناء الإعلامي بشكل صحيح، ولم تؤهل أشخاصاً أقوياء ليمثلوها، وبالتالي لا تملك انتشاراً أو قاعدة واسعة، حتى ولو كانت تتكلم بالحقيقة والواقع؟!
هذا حصل فعلياً في كثير من الأمور، ولعل غزو العراق والدور الذي لعبته الـ«بي بي سي» البريطانية والـ«سي إن إن» الأمريكية في غسل أدمغة العالم وجعلهم يصدقون أن العراق بالفعل يمتلك أسلحة الدمار الشامل، ليبنى على ذلك، وتسود قناعة بأن ما فعله جورج بوش الابن وتوني بلير ما هو إلا تحرك مبني على حقائق، ليتضح بعد سنين طويلة، وبعد تدمير العراق ونهب خيراته، أن ما حصل كان أكاذيب وافتراضات. كان للإعلام المدعوم من الدولتين دور كبير فيه.
الإعلام عامل مهم لا يمكن الاستهانة بدوره أو إغفاله، والأزمات بنفسها كشفت ذلك، وكيف أن من يمتلك الصوت القوي للدفاع عن حقوقه ومكتسباته وإنجازاته، ومن يعرف كيف يوصلها بالإقناع والمنطق ومقارعة الحجة بالحجة هو الذي ينتصر عبر إقناعه لمن يراقب المشهد ويحاول أن يحكم الأمور بعقله.
عندما يقوى الإعلام يقوى صوتك، وحينما يتحول لشيء تكميلي لا تحتاج إليه إلا وقت الملمات وبشكل فجائي، حينها لا بد من بذل جهد جهيد لإيصال صوت الحقيقة على الأقل. بالتالي هو سلاح كما يوصف، وهو حاجة ضرورية لازمة يجب الحفاظ عليها وتقويتها.
هو سلاح لا يجب أبداً تركه ليصدأ.
في جانب آخر، ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت في عام 1967 بإمضاء الرئيس ليندون جونسون «قانون البث العام»، وبموجبه أَنشأت قناة «بي بي إس» التلفزيونية، وإذاعة «إن بي آر» عبر الأثير، لتكونا جهتين إعلاميتين تُموَّلان مباشرة من الحكومة الفيدرالية منذ ذاك الوقت وحتى الآن، أقول ورغم ذلك، فإن عديداً من الارتباطات والمؤشرات تكشف وجود تأثير رسمي على عشرات القنوات الإعلامية.
وقس على ذلك العديد من الدول الأوروبية التي تطلق العنان والفضاء الواسع لافتتاح القنوات الإعلامية سواء عبر التلفاز أو الراديو، لكن في نفس الوقت ستجد أن هناك قنوات تستثمر الحكومات فيها ولو بطرق غير مباشرة، إذ في النهاية رأي الحكومة لا بد أن يصل بشكل واضح دون أن تؤثر فيه مؤثرات معنية بإضافة زوائد ومعلومات واجتهادات وتحليلات من قنوات تجارية.
الفكرة فيما نقول ترتبط بأهمية الإعلام وتأثيره، وكيف أن امتلاك منصات إعلامية ذات انتشار وتأثير، يمثل نقاط قوة، ويمنحك التفوق في كثير من الملفات، بالأخص حينما تفرض وصول صوتك، صوتك هذا الذي سيحاول عشرات تغييبه، أو الضرب في مصداقيته، وحتى تكذيبه إن كانوا يمتلكون الوسائل الإعلامية التي تنشط بشكل مستمر.
هنا المعادلة صعبة، وأعني ما بين نشر الحقائق والوقائع في مواجهة حملات الاستهداف والتشويه وتغليب الفبركات والمبالغات والمعلومات غير الدقيقة، إذ تخيل وسيلة إعلامية لها وزنها وثقلها وانتشارها وجمهورها تعمد لنشر أخبار ومعلومات بعيدة عن المصداقية، وتعمل وفق نهج مدروس للتأثير في رأي المشاهد، هل ستقف أمامها وسيلة إعلامية لم تستثمر في البناء الإعلامي بشكل صحيح، ولم تؤهل أشخاصاً أقوياء ليمثلوها، وبالتالي لا تملك انتشاراً أو قاعدة واسعة، حتى ولو كانت تتكلم بالحقيقة والواقع؟!
هذا حصل فعلياً في كثير من الأمور، ولعل غزو العراق والدور الذي لعبته الـ«بي بي سي» البريطانية والـ«سي إن إن» الأمريكية في غسل أدمغة العالم وجعلهم يصدقون أن العراق بالفعل يمتلك أسلحة الدمار الشامل، ليبنى على ذلك، وتسود قناعة بأن ما فعله جورج بوش الابن وتوني بلير ما هو إلا تحرك مبني على حقائق، ليتضح بعد سنين طويلة، وبعد تدمير العراق ونهب خيراته، أن ما حصل كان أكاذيب وافتراضات. كان للإعلام المدعوم من الدولتين دور كبير فيه.
الإعلام عامل مهم لا يمكن الاستهانة بدوره أو إغفاله، والأزمات بنفسها كشفت ذلك، وكيف أن من يمتلك الصوت القوي للدفاع عن حقوقه ومكتسباته وإنجازاته، ومن يعرف كيف يوصلها بالإقناع والمنطق ومقارعة الحجة بالحجة هو الذي ينتصر عبر إقناعه لمن يراقب المشهد ويحاول أن يحكم الأمور بعقله.
عندما يقوى الإعلام يقوى صوتك، وحينما يتحول لشيء تكميلي لا تحتاج إليه إلا وقت الملمات وبشكل فجائي، حينها لا بد من بذل جهد جهيد لإيصال صوت الحقيقة على الأقل. بالتالي هو سلاح كما يوصف، وهو حاجة ضرورية لازمة يجب الحفاظ عليها وتقويتها.
هو سلاح لا يجب أبداً تركه ليصدأ.