تاس
اكتشف علماء الآثار البريطانيون بقايا أقدم مبنى خشبي على الشاطئ الشرقي لبحيرة تنجانيقا، يقدر عمره بـ 476 ألف سنة على الأقل.

وتشير مجلة Nature، إلى أن هذا الاكتشاف دليل على أن أسلافنا بدأوا يستخدمون الخشب في البناء حتى قبل ظهور الإنسان العاقل.

ويقول البروفيسور لاري بارهام من جامعة ليفربول: "لقد غير هذا الاكتشاف بشكل جذري تصوراتي عن أسلافنا الأوائل. وعلينا الآن أن ننسى عبارة "العصر الحجري" إذا أخذنا بالاعتبار أن القدماء عرفوا كيفية بناء هياكل كبيرة من الخشب. لقد استخدموا الذكاء والخيال والمهارة في إنشاء هياكل كبيرة من الخشب لم يشهدوا مثلها سابقا".

وتجدر الإشارة، إلى أن عمليات الحفر في منطقة بحيرة تنجانيقا بدأت في خمسينيات القرن الماضي، وقد عثر العلماء حينها على قطع أثرية وآثار حياة القدماء من جنس Homo.

واستأنف علماء الآثار عمليات التنقيب في المنطقة قبل ثلاثة أعوام عثروا خلالها على عدة أجزاء كبيرة من جذوع الأشجار مع آثار واضحة للفؤوس الأشولية وأدوات قديمة أخرى. وأظهرت الدراسة اللاحقة لجذوع الأشجار المكتشفة أنها كانت جزءا من منصة كبيرة، من المفترض أن القدماء بنوها على شاطئ البحيرة.

وكانت هذه القطع الخشبية مدفونة في رمال قاع بحيرة تنجانيقا المحتوية على ذرات اليورانيوم التي تحللت تدريجيا إلى عناصر مستقرة. ومن تحديد نسبة الذرات المتحللة بإضاءة الرمال باستخدام الأشعة تحت الحمراء، اكتشف العلماء أن المنصة القديمة بنيت قبل أكثر من 476 ألف عام. أي أن هذا أقدم مبنى خشبي معروف وأقدم استخدام للخشب في الحياة اليومية.