الأحداث المتتالية في الحياة وتغير الأحوال وتقلبات الدهر تجعلك تراجع أحوالك مرات ومرات، وتستشعر معها قيمة إنتاجية أثرك في أيام الحياة، وتدرك قيمة الأيام التي تعيشها، وتستذكر حالك ومآلك ونهاية رحلتك الحتمية التي ستكون إلى تلك الحفرة الترابية. في كل يوم يمر علينا حدث لا بد أن نقف أمامه نتأمل.. لنراجع أحوال النفس ونتعظ في دنيا قصيرة الأنفاس. أتذكر الآية المؤثرة التي نرددها في المقابر: «منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى». ويقول عبدالله بن عمر رضي الله عنه: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل». وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يقول: «إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك». أحوال أردد في أجوائها أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحوّل عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك». ودعاء: «اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الأعداء».
كان مُعلّماً نشيطاً بالأمس لا يكتفي بساعات العمل الرسمية، بل كان يفرح ويسعد بصحبة طلابه في الأنشطة الطلابية المختلفة في الفترة المسائية وفي أروقة الأندية الرياضية، فكانت بالنسبة إليه هذه اللحظات مواقف تربوية جميلة يقدم فيها الخير للمجتمع ولأبناء الغد. اليوم هم كبروا وتقلّدوا المناصب وكوّنوا أسرهم واختاروا طريقهم، ولكن مُعلّمهم الذي كبر معهم لم يتغير أسلوبه ولم يتراجع قيد أنملة عن تلك المنهجية الجميلة التي كان ينتهجها من أجل «عطاء الحياة». هو اليوم يتواصل مع الجميع، ويحضر منتدياتهم ومجالسهم ويتحدث بخبراته المتراكمة، يوّثق حياته في ذلك الحساب الذي أسسه على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشر فيه «صور الماضي الجميل»، ويستذكر فيه تلك اللحظات الجميلة التي عاشها مع طلبته ومع زملائه من المعلمين الأفذاذ الذين عاشوا من أجل مهنة «التدريس السامية». وإن كبر في السن، ولكن روحه الجميلة لم تتغير وكبرت معه الأحلام والطموحات، فكلما رأيته تزداد نشاطاً وحيوية في العطاء. الأستاذ عبدالله عيسى المدرس السابق للتربية الرياضية بمدرسة المعري، والرياضي المُخضرم بنادي الحالة. كان لي الشرف في التعامل مع حيويته في انطلاقتي الأولى في التدريس، واليوم كلما رأيته ورأيت إشراقه وجهه وابتسامته المعبرة ومصافحته المؤثرة استذكرت معه أجمل الذكريات، ورأيت في شخصه ذلك العطاء الذي يقوم به، عطاء مستمر يتكاسل للقيام به بعض الشباب. فجزاه الله خيراً ومتعه بالصحة والعافية وأطال عمره في طاعته. هذه هي أحوال البعض التي لم تتغير وإن تغيرت معها محطات العمر.
عندما تختار أن تكون سلبياً متذمراً متحفظاً منطوياً ومنعزلاً عن الحياة، فأنت اخترت لنفسك «الحالة النفسية» التي تكون عليها، واخترت أن تكون كئيباً طوال أيام عمرك، لا تعرف للحياة الحلوة معنى، ولا لطريق السعادة أثر، تراها منزوية تتحدث مع جدران بيوتها، وحزينة تردد على مسامعك عبارات الأسى والتعب. لا تراها مُنتجة في مسارها، فإنتاجيتها منصبة بتقليد تلك «الشخصيات المُترهلة» التي لا تُقدر العطاء والأثر في حياة الآخرين. شخصيات لا يعتمد عليها في محطات «الأثر» ولا تضيع أوقاتك في تغييرها، فأحوالها النفسية غير مستقرة، والسلبية المقيتة التي تعيشها لا تجعلك تقترب منها ولو لخطوة واحدة، بل ضعها في قاموس النسيان الأبدي.
ومضة أمل
آمالنا الكبار تكبر وتكبر معها أحلامنا، ونغدو معها نبحث عن مساحات الأثر، وندعو الباري الكريم بأن يمتعنا بالصحة والعافية وأن يجعل أعمارنا خالصة لوجهه الكريم عامرة بالأعمال الصالحة وبالخير الجميل، هي الأحلام التي تحوّلت إلى واقع، وإلى خطوات من الأثر الرائع، وإلى عطاءات لا تنقطع، وإلى خير تقدمه في كل لحظة تتنفس فيها. أحلامنا يجب أن لا تقف عند لحظة كتابة الحروف، ويجب أن لا تستسلم لتلك المنغصات الحياتية، بل تغدو كفراشة حرة طليقة تستمتع بأجواء الحياة. هكذا نحن نعيش من أجل أن نكون عناصر خير نجمل بها أحوال حياتنا.
كان مُعلّماً نشيطاً بالأمس لا يكتفي بساعات العمل الرسمية، بل كان يفرح ويسعد بصحبة طلابه في الأنشطة الطلابية المختلفة في الفترة المسائية وفي أروقة الأندية الرياضية، فكانت بالنسبة إليه هذه اللحظات مواقف تربوية جميلة يقدم فيها الخير للمجتمع ولأبناء الغد. اليوم هم كبروا وتقلّدوا المناصب وكوّنوا أسرهم واختاروا طريقهم، ولكن مُعلّمهم الذي كبر معهم لم يتغير أسلوبه ولم يتراجع قيد أنملة عن تلك المنهجية الجميلة التي كان ينتهجها من أجل «عطاء الحياة». هو اليوم يتواصل مع الجميع، ويحضر منتدياتهم ومجالسهم ويتحدث بخبراته المتراكمة، يوّثق حياته في ذلك الحساب الذي أسسه على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشر فيه «صور الماضي الجميل»، ويستذكر فيه تلك اللحظات الجميلة التي عاشها مع طلبته ومع زملائه من المعلمين الأفذاذ الذين عاشوا من أجل مهنة «التدريس السامية». وإن كبر في السن، ولكن روحه الجميلة لم تتغير وكبرت معه الأحلام والطموحات، فكلما رأيته تزداد نشاطاً وحيوية في العطاء. الأستاذ عبدالله عيسى المدرس السابق للتربية الرياضية بمدرسة المعري، والرياضي المُخضرم بنادي الحالة. كان لي الشرف في التعامل مع حيويته في انطلاقتي الأولى في التدريس، واليوم كلما رأيته ورأيت إشراقه وجهه وابتسامته المعبرة ومصافحته المؤثرة استذكرت معه أجمل الذكريات، ورأيت في شخصه ذلك العطاء الذي يقوم به، عطاء مستمر يتكاسل للقيام به بعض الشباب. فجزاه الله خيراً ومتعه بالصحة والعافية وأطال عمره في طاعته. هذه هي أحوال البعض التي لم تتغير وإن تغيرت معها محطات العمر.
عندما تختار أن تكون سلبياً متذمراً متحفظاً منطوياً ومنعزلاً عن الحياة، فأنت اخترت لنفسك «الحالة النفسية» التي تكون عليها، واخترت أن تكون كئيباً طوال أيام عمرك، لا تعرف للحياة الحلوة معنى، ولا لطريق السعادة أثر، تراها منزوية تتحدث مع جدران بيوتها، وحزينة تردد على مسامعك عبارات الأسى والتعب. لا تراها مُنتجة في مسارها، فإنتاجيتها منصبة بتقليد تلك «الشخصيات المُترهلة» التي لا تُقدر العطاء والأثر في حياة الآخرين. شخصيات لا يعتمد عليها في محطات «الأثر» ولا تضيع أوقاتك في تغييرها، فأحوالها النفسية غير مستقرة، والسلبية المقيتة التي تعيشها لا تجعلك تقترب منها ولو لخطوة واحدة، بل ضعها في قاموس النسيان الأبدي.
ومضة أمل
آمالنا الكبار تكبر وتكبر معها أحلامنا، ونغدو معها نبحث عن مساحات الأثر، وندعو الباري الكريم بأن يمتعنا بالصحة والعافية وأن يجعل أعمارنا خالصة لوجهه الكريم عامرة بالأعمال الصالحة وبالخير الجميل، هي الأحلام التي تحوّلت إلى واقع، وإلى خطوات من الأثر الرائع، وإلى عطاءات لا تنقطع، وإلى خير تقدمه في كل لحظة تتنفس فيها. أحلامنا يجب أن لا تقف عند لحظة كتابة الحروف، ويجب أن لا تستسلم لتلك المنغصات الحياتية، بل تغدو كفراشة حرة طليقة تستمتع بأجواء الحياة. هكذا نحن نعيش من أجل أن نكون عناصر خير نجمل بها أحوال حياتنا.