ارم نيوز

خلصت دراسة عالمية جديدة إلى أن نحو 40% من المصابين بمرض السكري على مستوى العالم لا يتم تشخيصهم، موضحة أن الفوارق في العلاج تظهر الحاجة إلى تحسين فرص الحصول على الرعاية، لاسيما في البلدان النامية، وفق صحيفة "الغارديان".

وقالت الصحيفة نقلًا عن لمحة عامة حول "مرض السكري لعام 2023"، وهي أكبر دراسة استقصائية من نوعها حتى الآن، إن معظم الأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم يعيشون في إفريقيا بنسبة 60%، تليها جنوب شرق آسيا بنسبة 57%، ومنطقة غرب المحيط الهادئ بنسبة 56%.

وأفادت الدراسة بأن نصف الذين تم تشخيصهم لا يتلقون العلاج، إذ يعيش ثلاثة من كل أربعة أشخاص مصابين بهذه الحالة في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث لا يستطيعون دائمًا الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسة في الدراسة، ساشا كوروغودسكي، إنه تم العثور على أكثر من 530 شركة متخصصة في تشخيص مرض السكري حول العالم، لكن 33 منها فقط تقع في إفريقيا وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، موضحة أن البنية التحتية المحدودة للرعاية الصحية، بما في ذلك النقص في المتخصصين بالرعاية الصحية ومعدات التشخيص، يمكن أن تعيق التشخيص المبكر لمرض السكري.

وشملت الدراسة التي نشرت أمس الخميس، أكثر من 2800 شركة و1500 مستثمر و80 مركزًا للبحث والتطوير تركز على هذه الحالة.

وشددت على أن التفاوت الصارخ في العلاج يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحسين الوصول إلى رعاية مرضى السكري على نطاق عالمي.

بدورها، قالت كارولين مبينديو، الرئيس التنفيذي لمنظمة "Amref Health Innovations"، وهي جزء من منظمة "Amref Health Africa" غير الحكومية، إن نصف الأفارقة لا يحصلون على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها، لاسيما في المناطق النائية، حيث يعيشون لساعات أو أيام بعيدًا عن المنشأة.

وكشفت الدراسة أن الأنسولين يكلف أجر شهر تقريبًا في البلدان الفقيرة، ما يعني أن الوقت والتكلفة اللازمة للقيام بهذه الرحلة ليست حتى خيارًا للكثيرين في هذه المجتمعات، ومن المستحيل بالنسبة لهم الحصول على هذه الخدمات.

ولفتت "الغارديان" إلى وفاة 7 ملايين شخص حول العالم نتيجة مرض السكري في عام 2021، رغم إنفاق أكثر من 970 مليار دولار (794 مليار جنيه إسترليني) على العلاج، وفق الدراسة.

يشار إلى أن أكثر من 70 شركة تنتج أدوية مرض السكري، 55% منها موجودة في الولايات المتحدة، و17% في أوروبا.

وختمت الدراسة بالقول إن السوق العالمية لمرض السكري تنقسم بشكل أساسي إلى أربعة احتكارات عملاقة: نوفو نورديسك، سانوفي، إيلي ليلي، وميرك، ويمثلون معًا نحو 72% من السوق.

وأكدت مبينديو أن مرض السكري آخذ في الارتفاع، لاسيما مع التحضر السريع وتأثيرات أزمة المناخ على المحاصيل إلى زيادة في الأغذية المصنعة الرخيصة، التي حلت محل مصادر الغذاء التقليدية في النظم الغذائية، وكذلك الانتقال إلى أنماط حياة أكثر استقرارًا، خاصة في المراكز الحضرية، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.