محمد إسحاق


كنت كغيري كثيراً أعتقد أن التدريب هو برنامج مطول «مدرب يتكلم ومشاركون يتفاعلون فقط»، مصحوب ببعض الفعاليات والأنشطة الحركية هنا وهناك، وتنجح هذه الدورة إذا تفاعل المشاركون مع المدرب طوال مدة التدريب على نحو إيجابي.

قد يكون في هذه النظرة شيء من الصحة، ولكن اكتشف أن التدريب مختلف تماماً عن ذلك وأن هناك مراحل لابد أن يمر بها أي برنامج قبل أن يتم تنفيذه على أرض الواقع من خلال مشاركتي في برنامج إعداد المدرب المحترف TOT المنظم من قبل معهد الإدارة العامة بمملكة البحرين.

والذي تعلمت من خلالها طريقة تصميم البرامج التدريبية بشكل محترف، وأهمية فهم وتحديد الجمهور المستهدف لضمان مناسبة المحتوى معهم، وكيف أبدأ وأنطلق بالعرض ثم أختم بالشكل المناسب مع تعلم طريقة الوقوف والحركة الصحيحة في القاعة وغيرها مما لا يسع المقال لذكرها.

وقد تم تقسيم البرنامج على مدار شهرين قدمها المدرب المبدع الأستاذ خالد العيد في 110 ساعات تدريبية.

بدأ البرنامج بالتعريف العام بالتدريب وما المقصود منه، وأهمية تحديد الحاجة إلى عمل التدريب من الأساس، ثم مرحلة تصميم الحلول التدريبة المناسبة لتلبية هذه الحاجة، فربما يكفي تقديم محاضرة تعريفية، أو برنامج تدريبي قصير، وربما جلسة إرشادية، أو غيرها.

ثم يأتي دور تصميم الدورة الفعلية كمادة علمية، وشرائح العرض، وكتيب للمدرب الذي سيقدم الدورة ويمكن اعتبارها كالمرجع الذي يحتوي على أهم المصادر والتطبيقات التي سيتم تنفيذها، وبعد كل ما سبق يأتي دور التنفيذ الفعلي للبرنامج وبالتالي تقييمها لفهم مدى مناسبة المادة والمحتوى والحصول على ما من شأنه تحسين الأداء والمستوى بشكل عام.

وأحمد الله أن وفقني للمشاركة في هذه البرنامج والاستفادة مما طرح فيها من أمثلة ودراسة حالة وتطبيقات نافعة، وأرجو أن يكون ذلك عوناً لي في عملي ومجالي بإذن الله.

الشكر كله لإدارة المعهد على تنظيم مثل هذا البرنامج المميز والذي استفدت منه كثيراً، والشكر موصول للأستاذ الكبير خالد العيد على مشاركته العديد من أسرار هذا المجال وتعليمنا الكثير خلال هذه البرنامج المميز.

وإن كنت مهتماً بمجال التدريب الاحترافي وتفكر بالدخول فيه فأنصحك بالتفكير في هذه الدورة والاطلاع على تفاصيلها، فلعلك تجد فيها ما يناسبك بإذن الله.